البحوث التي أشرف عليها الدكتور الحسين ألحيان رحمه الله قبل وفاته

كنا قد اقترحنا في النادي وضع بعض عناوين البحوث تسهيلا على الطلبة الباحثين، ثم تطورت الفكرة إلى أن نحجز بعض هذه العناوين عند بعض أساتذة الكلية ثم نوزعها على الطلبة......وكان في أول اللائحة الدكتور الحسين ألحيان رحمه الله لما علم عنه من اهتمام بالعلم وطلبته واهتمامه أيضا بمثل هذه المبادرات رغم انشغالاته الكثيرة....فالتقيته في الكلية بعد حصة له لطلبة الماستر ـ وكان هذا قبل شهر تقريبا من وفاته رحمه الله ـ وطرحت عليه الفكرة وشرحتها له فقال لي بالحرف: جميل نحن نشجعكم على مثل هذه المبادرات، وضرب لي اليوم الموالي موعدا لأحضر له هذه العناوين من أجل اختيار ما يناسبه ...... لكن الشيخ لم يحضر لحصته تلك في ذلك اليوم....وبعد ذلك اتصلت به هاتفيا وذكرته بالموضوع فطلب مني أن آتي إليه في مقر المجلس العلمي بإنزكان: قال نحن نصلي الظهر في المقر ثم ننصرف فلا تتأخر.... وكان برفقتي الأخ جواد أمزون، فأسرعنا لإنزكان في الثانية عشر زوالا، ولم نكن زرنا من قبل مقر المجلس العلمي ولا علمنا موقعه، فكنا نسأل هذا وذاك في نواحي إنزكان ونحن في سباق مع الوقت، ولا أحد يعرف مكانه، حتى رجال الشرطة، فكان هذا يحيلنا إلى هناك وهذا إلى هناك، حتى أحالونا على مسجد ـ وكان الأذان قد أذن ـ فصلينا الظهر وخرجنا، فكنا نسأل المصلين لعل أحدهم يرشدنا...ومن الطريف أننا ننوع في الأشخاص تارة نسأل صاحب لحية وتارة نسأل صاحب هندام عصري متأنق وتارة نسأل شيخا كبيرا وهكذا... ترددنا أن نسأل الإمام ولم نفعل...كان الأخ جواد بعض مضي الوقت مصرا على تأجيل الموضوع إلى حين، فقلت له ينبغي علينا أن نجد المقر مهما تطلب الأمر، حتى إن وجدنا الشيخ قد غادر نكون قد عرفنا موقع المقر لفرصة أخرى....فاستمر السؤال حتى أرشدنا بعضهم إلى مندوبية وزارة الأوقاف فقصدناها وهناك أرشدونا أخيرا إلى موقع المقر، وأركبنا بعض الأفاضل بسيارته إلى عين المكان ....ووصلنا أخيرا وما كدنا ندخل حتى سمعنا صوت الشيخ رحمه الله ...كان ما يزال منتظرا رغم فوات الموعد بكثير...توغلنا داخل المقر فوجدناه في حوار مع بعضهم في إحدى القاعات فلما رآنا ورأيناه رجعنا القهقرى لبهو المجلس فخرج إلينا أحد موظفي الاستقبال فسألنا هل أنتم من طلبة الشيخ قلنا له نعم فقال انتظروه قليلا...ولم يلبث أن خرج الشيخ إلينا فلما رآنا التفت إلى موظف الاستقبال وقال له : لم لا تضع بعض الكراسي هنا حيث ينتظر الناس أخرجها من تلك القاعة...

سلمنا على الشيخ واستغرب منا هذا التأخر، شرحنا له الأمر فتقبل عذرنا والعذر عن كرام الناس مقبول.

سلمته عدة أوراق تحمل عاوين البحوث المقترحة وتصاميمها وهي:

1. الإمام القاضي عبد الوهاب ومنهجه في شرح الرسالة

2. البدع التي أنكرها الإمام الشاطبي من خلال كتابه الإعتصام

3. الأستاذ الحبيب بن الطاهر ودوره في إحياء التراث المالكي

4. الدكتور أبو الأجفان ودوره في إحياء التراث المالكي

5. دور الشيعة في تراجع المذهب المالكي عبر التاريخ

6. مفهوم المخالفة عند المالكية مفهومه وحجيته وأنواعه

7. الدكتور عمر الجيدي وخدمته للتراث المالكي

وسلمه الأخ جواد عنوان بحثه:

8. تحقيق منظومة الأخضري في الرد على أهل البدع

نظر الدكتور في هذه العناوين فاستصوبها واستحسنها جميعا، ثم اعتذر لنا بانشغاله المتواصل، ومع ذلك اختار الإشراف على أربعة منها وهي:

ü الإمام القاضي عبد الوهاب ومنهجه في شرح الرسالة

ü البدع المذمومة من خلال كتاب الإعتصام للإمام الشاطبي. بتعديله

ü العلامة الدكتور عمر الجيدي وخدمته للمذهب المالكي. بتعديله

ü تحقيق منظومة الأخضري في الرد على أهل البدع

ثم أردف قائلا: لن أزيد على هذه الأربعة وبحث خامس تقدمت به إحدى الطالبات...

فعاجلته المنية قبل مناه فرحمة الله عليه

بسم الله الرحمن الرحيم، وبعد:

فنسال الله بداية أن يرحم شيخنا أبا أنس مولاي الحسين الحيان ويتغمده برحمته الواسعة.

أما بخصوص تلك الرحلة الشيقة التي قمنا بها معا يا أخي والتقينا فيها بالشيخ فاظن اننا سننفرد بها كما قد ينفرد غيرنا بمواقف مع الشيخ.

لكن لا اخفي أننا تعبنا تعبا شديدا من كثرة المشي وبسبب عدم علمنا بمكان المجلس العلمي ومسارعتنا للوقت ايضا حيث كنا مرتبطين بموعد آخر مع شخص آخر لا يقل أهمية من الدكتور رحمه الله.وبسبب جهل حتى من كان ينبغي أن يعرف ،وأحسب اننا لو سألنا عن مقر أو مكان آخر لتم إرشادنا إليه بسرعة لكن المجلس العلمي !!!..

وجهل الناس بمكان المجلس العلمي له دلالات ينبغي التأمل فيها...

على أي وددت لو أن الشيخ مازال حيا حتى أتشرف بمعرفته أكثر وبالاستفادة منه أكثر خاصة وانه قبل الإشراف على بحثي ولكن الله قضى أمرا آخر، فالحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات ...

موضوع: السلام عليكم السبت أبريل 24, 2010 8:56 am

جزاكما الله خيرا على هذه الإفادة ورحم الله الشيخ رحمة واسعة