ابو اسامة عضو جديد
عدد المساهمات : 51 نقاط : 59620 تاريخ التسجيل : 07/08/2008 العمر : 53
| موضوع: أختـــــــــــاه !! كوني خير متــــــــــاع ــ جـ 2 الخميس يناير 21, 2010 7:49 am | |
| أختـــــــــــاه !! كوني خير متــــــــــاع ــ جـ 2
23/01/1430 هـ
الحمد لله رب رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين , أما بعد : ــ عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( إنَ من البيان لسحرا ) رواه البخاري . *** ما أجمل أن تراعي أختاه أدب الكلام , والتخاطب , وحسن الإنصات , مع أولى الناس بك , وأقربهم إليك بعد الله تبارك وتعالى ــ لتكوني بإذن الله تعالى وفضله خير متاع ــ . فإنه ــ السحر الحلال ــ . مراعية ما يلي : ــ 1 ــ الموازنة بحيث يتناسب الكلام مع الموضوع , في التطويل والتقصير , والتدرج بالأولويات , الأهم فالمهم , فإن الناس يملَون ممن يكثرون الكلام , ولا يتركون لغيرهم فرصة للحديث , ولا يحسنون الإصغاء ولا الإستماع . *** ولقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أحسن الناس إصغاء وإنصاتا , كانت تأتيه العجوز فينصت إليها , وتأتيه الجارية والمرأة , والرجل , وذا الحاجة فينصت إليهم . وكان من أحسن الناس عشرة لأهل بيته , وله منزلة عظيمة في قلوب أصحابه رضي الله عنهم أجمعين . دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على السيدة خديجة بنت خويلد " - رضي الله عنها – يرجف فؤاده فقال زمّـلوني زمّـلوني ، فزمّـلوه حتى ذهب عنه الروع ، فقال لخديجة وقد أخبرها الخبر : لقد خشيت على نفسي ؟ فقالت خديجة : كلا ، والله ما يخزيك الله أبدا ، إنك لتصل الرحم ، وتصدق الحديث ، وتحمل الكل ، وتكسب المعدوم ، و تقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق . فانطلقت به خديجة حتى أتت به وَرَقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزّى ابن عمّ خديجة ، وكان امرئ تنصّر في الجاهلية ، وكان يكتب الكتاب العبراني ، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب ، وكان شيخا كبيرا قد عمي ، فقالت له خديجة : يا ابن العم ! اسمع من ابن أخيك ؟ فقال ورقة : يا ابن أخي ماذا ترى ؟ فأخبره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خبر ما رأى . فقال له ورقة : هذا الناموس الذي أنزل الله على موسى ، يا ليتني فيه جذع ، ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك . فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم - : أو مخرجيّ هم ؟ قال : نعم ، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي ، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا ) صحيح البخاري . [ باب بدء الوحي ، جـ 1 ص 3 – 4 ] . *** - رضي الله عن السيدة خديجة بنت خويلد وأرضاها وجزاها الله خير الجزاء – فقد كانت أعظم سند لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد الله - تبارك وتعالى - ، وفــّرت له أسباب الراحة ، والهدوء النفسي في خلواته قبل الوحي ، واستمعت له حين أخبرها عن هول ما رأى ، هدأت من روعه - صلى الله عليه وسلم - ، وأثنت عليه ، وذكرت له من صفاته الجليلة ، وسجاياه الحسنة ، ما يثبـّـت به فؤاده ، ويهوّن عليه شدّته ، ويزيل عنه وحشته ، وواسته بمالها ، وآنسته بتأييد ابن عمها ورقة بن نوفل ، فكانت نعم الزوجة لخير الأزواج . ليقينها - رضي الله عنها – أن من كان متصفا بصفات الخير والكمال هذه ، لن يخزيه الله تعالى أبدا في الدنيا والاخرة .
2 ــ مراعاة الظروف في الحديث ، فإن لكل مقام مقال : وذلك بمشاركتة الوجدانية بأفراحه وأحزانه , واحترام شعوره في رضاه وغضبه , ومشاركته اهتماماته ورغباته , وتقدير جهوده , والثناء عليه . فإن النفوس جبلت على حب الثناء , وعبارات المحبة ، والتشجيع ، والإشتياق , والعرفان بالجميل , والإحترام المتبادل , مهما طالت العشرة بالزوجين . ويخطئ كلاهما جدا إن لم يلقوا بالا لهذه الأمور التي يظنون أنها تافهة ، لا قيمة لها مع تطاول الزمان ، مع أنها كالدم يسري في العروق ، يجدد للحياة الزوجية رونقها وحيويتها وشبابها . *** وعجبي لا يكاد ينقضي من أزواج يعيشون تحت سقف واحد لا أقول كجيران ، لا والله ، قد تكون علاقة الجيران أفضل !! لأنهم يعرفون أنهم جيران ، أما هؤلاء فلا هم بجيران ولا هم بأزواج ، أمام الناس أزواج !! وعندما يخلون فهم غرباء كأن لا يمت أحدهم للآخر بصلة !! تعصيه ، لا تتقي الله تعالى فيه ، أو لا يتقي الله تعالى فيها . *** والأسوأ من ذلك أن يكونوا مطلقين منذ سنين ، لكن رضوا بما هم عليه ، فعاشوا تحت سقف واحد . حتى لا يقال ... !! الله أكبر !! كم تنتهك حرمات ، بحتى لا يقـــــــــــــــــــــــال ... ؟؟ !! . يخطئ جدا من لا همّ له من كلا الزوجين إلا التحقير , والإستفزاز ، والسب ، والشتم .... لا همّ له إلا رضاه , وإجابة رغباته , دون مراعاة لشعائر الدين , أو لمشاعر الآخرين . *** ناهيك عما تعاني منه الكثير من النساء من حبّ السيطرة ، وطلب المساواة مع الرجل ، كما يقلن ــ لإثبات الذات ــ فصرنا للأسف نرى المرأة ونسمع عن المرأة التي خالفت الفطرة التي فطرها الله تعالى عليها . عن المرأة الرجلة في البيت ، والعمل ، والشارع ، تظن إحداهن أنها اعتلت عرش قلب زوجها , واطمأنت بذلك , وأقفلت عليه في قفص وهمي , لكن سرعان ما يتحطم , بتمرد الأسير على عتبات الأيام , ويذوب الجليد , ويبدو زيف الأوهام ، فتعض أصابع الندم ، حين لا ينفع الندم !! . إن قلب الرجل يهفو إلى امرأة رقيقة أنثى سكن يسكن إليها ، لا إلى رجل مثله ، لأن ذلك مناف للفطرة ، َمثلها كمثل التي تسير عكس التيار ، لا تلبث أن ُتجهَد وُترهَق وَتتعب ، ثم تنطلق منها الآهات والشكاوي وعدم التحمل . وتشير إليه بأصابع الإتهام باللامبالاة ، والتقصير ، والكسل ، وعدم الشعور بالمسؤولية . على عكس الكثيرات ، يتفانى الزوج ولا يجد حمدا ولا شكورا. إن من أعظم حقوق الزوج على زوجته , شكر نعمته , فهو الذي أنفق وآوى , فلا ينبغي أن تقابل الإحسان بالإساءة . فعن أسماء بنت يزيد الأنصارية - رضي الله عنها - قالت : مرَ بي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا في جوار أتراب لي , فسلم علينا وقال : ( إياكنَ وكفر المنعَمين . فقلت : يا رسول الله وما كفر المنعَمين ؟ قال لعل إحداكنَ تطول أيمتها من أبويها , ثمَ يرزقها الله زوجا , ويرزقها منه ولدا , فتغضب الغضبة فتكفر , فتقول : ما رأيت منك خيرا قط ) أخرجه البخاري رحمه الله تعالى . [ الصحيحة 823 ] . ** وعجبا لمن تجحد نعمة الزوج فتكفرها , وهي محتاجة له ... لا غنى لها عنه , خاصة إذا كان يستر عورتها , ويسدَ جوعتها , ويحصنها ، ويحسن صحبتها وعشرتها قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( لا ينطر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه ) [ الصحيحة 288 ] . 3 ــ قد نختلف ، لكن لا ينبغي أن نفترق ، لنبحث نقاط التوافق أولا ، ثم مواضع الخلاف ، دون كيل الإتهامات ، وكثرة اللوم والعتاب . والتنقيب عن الأخطاء والهفوات منذ سنوات !!! . *** أختاه !! : احرصي على الإستماع أكثر من الكلام ، وأنشري الطمأنينة أثناء الحوار مع الزوج , وذلك ببيان الأفكار وتوضيحها بهدوء , من خلال الكلمة الطيبة , والنظرة الحانية , والإبتسامة , وبسط الوجه , وكظم الغيظ , وضبط حركة اليدين , وكف الأذى ، سواء بالقول أو الفعل , وحتى لا يشعر الطرف الآخر أنه سينتقل إلى مشادة أو جدال ، فقد يكون ذلك سببا في هروبه من البيت , بحثا عن السعادة المفقودة . أو سببا في الإنطواء على نفسه , وعدم الرغبة في الكلام أو الإستماع , مما يسبب الكآبة والملل . والإنشغال بالصحبة , أو الإستغراق في العمل ــ كما هو حال كثير من الأزواج في أيامنا هذه ــ !! . وما أجمل هذه الوصايا التي أوصى بها رجل زوَجته : ــ
خذ العفو مني تستديـــــمي مودتي ........................ ..ولا تنطقي في سورتي حين أغضب ولا تنــــقريني نقـــــرة الدف مرة ......................... فإنكِ لا تدري كيـــــــــــف المغـيَب فإني رأيت الحب في القلب والأذى ......................... إذا اجتمعا لم يلبـث الحـــب يذهـــب .
4 ــ لاتعرضي عنه إن تكلم , فالنظر أحيانا يعبَر كما يعبَر الكلام , والإعراض استهانة , دعيه يبثَ همومه , دعيه يكمل كلامه .... لا تتلقَفيه , لا تقاطعيه قبل بيان المراد , لا تتسرعي في لحظة غضب أو عصبية , فتبني على كلامه أحكام !! . فإن احتاج الأمر إلى نصيحة أو تعليق , فلا تكوني آمرة , ولا تكثري من الأسئلة واللَوم , " لم" , " و لا ", " ولماذا " وأين " , " وكيف " ؟ وكأنه تحقيق !! . فالحوار والتعليق فن حبذا لو نتعلمه . وابتعدي عن الأسئلة التي تسبب له الحرج والضيق ، لا تنبشي في الماضي وما فيه من أسرار سابقة , ولا تتبعي آثاره وما فيه من خصوصيات لاحقة , فإن بدا لك الخبر فخذي منه وممن حولك العبر . *** احذري الخوض في المواقف الشخصية المخجلة له ، أو لأقاربه إن وجدت , واحذري التفكه بها لإذلاله ، خاصة أمام الآخرين .لأن ذلك يوغر الصدور ، ويؤدي إلى الغيبة والنميمة ، فإنها الحالقة التي تحلق الدين . يؤدي إلى قيل وقال ، مما يفسد عليك المآل ... قلق وترقب , وسوء عشرة , وسوء ظن ، وسوء علاقات ، وتراكم هموم وأحزان , مما يؤدي إلى ضعف الأسرة ووهنها , ثم إلى ضعف المجتمع وفساده . *** فإن كانت هناك مشكلة , فليحرص كلا الزوجين على حلها ، دون تدخل الأهل قدر الإستطاعة ، وعليهم باتباع الهدي الرباني بقوله تعالى : ( واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليَا كبيرا ) [ النساء 34 ] . *** فإن لم تثمر الموعظة ، ولا التهذيب النفسي أو الجسدي ، فحكم من أهله وحكم من أهلها ، و ليكن الهدف من التوسط التوصل في الحوار إلى حل وسط يؤدي إلى الوفـــاق , لا إلى تأجيج المشاكل ، ثم َ....... الفـــــــــــــــــراق !! . 5 ــ احفظي عليه سره ، وإسألي عن اهتماماته , بادري إلى الأمور التي يحبها وتفرحه ، وابتعدي عما يحزنه ويكرهه ، فعن معاذ - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( لو تعلم المرأة حق الزوج ، لم تقعد ما حضر غداؤه وعشاؤه ، حتى يفرغ منه ) [ الصحيحة 2166 ] . *** وقد أوصت أسماء بنت خارجة الفزاري إبنتها عند زواجها قائلة : [ يا بنيتي إن الوصية لو تركت لفضل أدب تركت لذلك منك ، ولكنها تذكرة للعاقل ، ولو أن امرأة استغنت عن الزوج لغنى أبويها وشدة حاجتهما إليها ، كنت أغنى الناس عن الزوج ، ولكن النساء للرجال خلقن ، ولهن خلق الرجال ، .يا بنيتي إنك خرجت من العش الذي فيه عشت ، إلى فراش لا تعرفينه ، وقرين لا تألفينه ، فكوني له ارضا يكن لك سماء ، وكوني له مهادا يكن لك عمادا ، وكوني له أمة يكن لك عبدا . لا تلحفي عليه فيقلاك *. ولا تتباعدي عنه فينساك ، إن دنا منك فاقتربي ، وإن نأى عنك فابعدي عنه ، احملي عني عشر خصال تكن لك ذخرا وذكرا : 1 ــ الصحبة بالقناعة . 2 ــ والمعاشرة بحسن الطاعة . 3 ــ والحفظ لموضع أنفه وسمعه وعينه ، فلا يشمن منك إلا طيبا ، ولا يسمعن إلا حسنا ، ولا ينظر إلا جميلا . 4 ــ والتفهم لوقت طعامه . 5 ــ والهدوء عند منامه ، فإن حرارة الجوع ملهبة وتنغيص النوم مبغضة . 6 ــ والرعاية على عياله وحشمه ، فإن الإحتفاظ بالمال من حسن التقدير ، والرعاية على العيال والحشم من حسن التدبير. 7 ــ ولا تفشي له سرا . ولا تعصي له أمرا فإن أفشيت سره لم تأمني غدره ، وإن عصيت أمره أوغرت صدره *. 8 ــ ثم اتقي مع ذلك الفرح أمامه إن كان ترحا ، والحزن عنده إن كان فرحا ، فإن الخصلة الأولى من التقصير ، والثانية من سوء التدبير . 9 ــ وكوني اشد ما تكونين إليه موافقة ، يكن لك أطول ما يكون مرافقة . 10 ــ واعلمي أنك لا تصلين إلى ما تحبين حتى تؤثري * رضاه على رضاك فيما أحببت وكرهت ، والله يختار لك الخير وهو الموفق وعليه الأتكال ] . انتهى . * يقلاك : ـ يكرهك . * أوغرت صدره : ـ أغضبته . * تؤثري : ـ تفضَلي .
*** على أن يكون ذلك فيما يرضي الله تبارك وتعالى فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق كما قال النبي- صلى الله عليه وسلم - . أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بطاعة الزوج بالمعروف وحذر من عصيانه ، وقد استهانت الكثيرات في زماننا هذا ... فعن بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله اثنان لا تجاوز صلاتهما رؤوسهما : عبد آبق من مواليه ، حتى يرجع ، وامراة عصت زوجها ، حتى ترجع ) [ صحيح الجامع 136] .
*** أختاه :!! إن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء ، والنفس تدعو إلى الطغيان ، وصحبة السوء ، وتزيين الشيطان ، بالمرصاد . فيا أختاه ... يا من تريدين الله والدار الآخرة راجعي نفسك ، أنظري أين أنت من زوجك ، فإن طاعته بالمعروف ، سبب من أسباب دخولك الجنة ، ومعصيته سبب في دخول النار ، وغضب الجبار ، ولعنة الملائكة ، ودعاء الحور العين ، وعدم قبول الصلاة التي هي عمود الدين . واعلمي أن معصيتك لزوجك قد تكون سببا في انتهاكه للمحرمات ، وفعل الفواحش والمنكرات ، والتي انتشرت ــ والعياذ بالله ــ حتى بين الأرحام ، فتبوئي بإثمك وإثمه .
نسأل الله - تعالى - العافية والثبات . فلم لا تبادري أختاه وتكوني خير متاع ؟؟؟ ... " فالدنيا كلها متاع , وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة " . أسأل الله تعالى أن يثقل لك الموازين ، ويجعل لك متاعا دائما ، ونعيما مقيما في الحياة الدنيا وفي الآخرة .
من محاضرات الملتقي الأسري بمركز الإمام الألباني - رحمه الله تعالى -
بقلم وتقديم : أم عبدالله نجلاء الصالح | |
|