كم من الفتيات المؤمنات..انجرفت إحداهن مع الأمواج..فبدأت تتساهل بالحجاب والعباءة..وترضى أن تتتبع ما يصنعه المفسدون..بل يصممه الفجرة والكافرون..من العباءات التي تظهر الزينة بدل أن تسترها..عجبا!!كيف ترضين أن تكوني دمية يلبسونها ما شاءوا ؟؟
فهذه عباءة مطرزة..وتلك مخصرة..والثالثة على الكتفين..والرابعة واسعة الكمين..أصبحت أكثر العباءات..تحتاج إلى سترها بعباءة..فالحجاب..إنما شرع لستر الزينة عن الرجال..فإذا كان الحجاب في نفسه زينة..فما الحاجة إليه..وقد قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم: " صنفان من أهل النار لم أرهما..رجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس.ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا " ..فمن هي الفتاة التي لا تريد الجنة ولا رائحتها ؟؟ أما تعلمين..أنك بتربجك وسفورك تصبحين وسيلة من وسائل الشيطان ؟؟ هل ترضين أن تكوني سبباً في وقوع مسلم في الحرام ؟؟ أتدرين أنك إذا لبست عباءة متبرجة..ثم رأتك فتاة فاشترت مثلها فلبستها..أتعلمين أن عليك ورزها ووزر من قلدها هي أيضاً إلى يوم القيامة ؟؟ أيسرك أن تكوني قدوة في الشر؟؟
ولو سألت امرأة تزينت بعباءة من هذه الأنواع..لماذا تلبسين هذه العباءة ؟؟ لقالت لك: هذه أجمل..فاسأليها عند ذلك: تتجملين لمن ؟! نعم تتجملين لمن ؟! لخاطب شريف..أو زوج عفيف..إنها تتزين لينظر إليها سفلة الناس..ممن لا يلتفتون لمراقبة الله لهم..ممن لا يهمهم شرفها..ولا عفتها أو كرامتها..يسعى أحدهم لشهوة فرجه..ولذة عينه..ثم إذا قضى حاجته منها..ركلها بقدمه..وبحث عن فريسة أخرى..هلا تفكرت يوماً..لماذا أمرك الله بالحجاب..نعم لماذا قال الله: { وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن } ..لماذا أمرك الله بستر زينتك ؟؟ وجهك وشعرك وسائر جسدك..لماذا أمرك الله بهذا ؟؟ هل بينه وبينك خصام ؟؟ أو ثأر وانتقام ؟؟ كلا..فهو الغني عن عباده..الذي لايظلم مثقال ذرة..ولكنها سنة الله الباقية..وشريعته الماضية..وقوله الذي لا يبدل..وحكمه الذي يعدل..قضى على الرجل بأحكام..وعلى المرأة بأحكام..ولا يمكن أن تستقيم الدينا إلا بطاعته..والمراة الصالحة تسلم لربها في أمره..
والفائزون هم الذين يسلمون لله في أمره..أما غيرهم..فهم يسعون جاهدين..لنزع عباءتك..وهتك حجابك..يستميتون لتحقيق غاياتهم..وينفقون من أموالهم..ويبذلون من أوقاتهم..فهذه مجلة سافرة..وتلك مقالة فاجرة..وهذا برنامج يشكك في الحجاب..يشيعون الفاحشة في الذين آمنوا..يريدون التمتع بالنظر إلى زينتك في أسواقهم..والأنس برقصك في مسارحهم..والتلذذ بجسدك على فرشهم..وبخدمتك لهم في طائراتهم..فهم في الحقيقة يطالبون بحقوقهم لا بحقوقك..عجباً لهم !! لم يعرفون من حقوق المرأة.. إلا حق التبرج ونزع الحجاب..وحق قيادة السيارة..وحق السفر بلا محرم..وحق العمل ومخالطة الرجال..وحق الخروج في وسائل الإعلام..إلى آخر تلك الحماقات التي يسمونها حقوقاً..تباً لهم !!
لم نسمعهم يوماً يطالبون بحقوق الأرامل والمعوقات..أو يطالبون الأبناء بحقوق الأمهات..يطالبون بالفساد..ويظهرون أنهم يريدون رقي الجتمع..وهذا حال المنافقين..فهم أحفاد عبد الله بن أبي بن سلول..رأس المنافقين في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم..ألم ترى أنه اتهم أمنا عائشة رضي الله عنها بالزنا..وأشاع المقالة ورددها بين الناس..وزعم أنه يريد إشاعة الفضيلة..وهو في الحقيقة أستاذ الرذيلة..وموقد نارها..ألا ترين أنه كان يشتري الإماء الجميلات ثم يأمرهن بالبغاء والزنا..ليجمع المال من ذلك..حتى فضحه الله في القرآن بقوله تعالى: { ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا } ..فهم يرددون..العباءة على الرأس تضايقك..والثوب الطويل يثقل عليك..والبنطال أسهل لمشيك..وتغطية الوجه تكتم أنفساك..قوم أعجبوا بحضارة الكفار..فظنوا أن الطريق إليها نزع الحجاب..وتشمير الثياب..وإن جولة واحدة في إحدى مدن الغرب أو الشرق تكفي لإدراك هذه الحقيقة..فالمرأة تشتغل حمالة حقائب في المطار..وعاملة نظافة في الطريق..ومنظفة حمام في الشركة..وإن كانت جميلة..اشتغلت في مرقص أو بار..
فهذا سكير يعربد بها..وذاك فاجر يعبث بجسدها..والثالث يتخذها سلعة يتكسب منها..فإذا قضوا حاجتهم منها صفعوا وجهها..وإذا كبرت ألقيت في دار العجزة التي هي أشبه بالسجون..بل بالمقابر..عجباً !! أهذه هي الحرية التي يعنونها..والله لإن كنا نتألم لمصاب مسلمة في الفلبين..وأخرى في كشمير..فإن المرأة هناك لا تجد من يتألم لها..
نقل الموضع من: كتيب: إنها ملكة – كتبه: الشيخ الدكتور محمد بن عبد الرحمن العريفي..