بسم الله الرحمن الرحيم
إن العين لتدمع وان القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا "إنا لله وإنا إليه راجعون"ولنصبر ولنحتسب فإن لله ما أخذ ولله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى.
رحل عنا الشيخ الجليل،الاستاذ الدكتور مولاي الحسين ألحيان رحمه الله ،فنسال الله أن يسكنه في فسيح جناته وان يرزق أهله الصبر والسلوان ،وأن يعوضنا بخير منه .
فالدكتور كان نعم الأستاذ، ونعم المعلم ،ونعم المرشد، ونعم الموجه،كان رحمه الله من أكابر كلية الشريعة بايت ملول ومن مراجع العلم في سوس خصوصا وبالمغرب عموما،أثره واضح أبلغ وضوح، وجهوده في الرقي بالكلية جلية وبينة،ومواقفه معروفة.وتواضعه الجم للطالب والطالبة مشهود،فرحم الله الشيخ.
نعم إنهم يتناقصون فبعد الزياني، جاء الأنصاري، والآن الأحيان،وصدق الصادق المصدوق في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من قلوب العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالمات اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا" .
وأذكر ان آخر عهدي بالشيخ الدكتور أني التقيته ايام الندوة التي نظمت في الكلية حول عالم الصحراء الولاتي- والتي كان منظمها– وأعطيت له خطة بحثي حيث كان هوالذي سيشرف على بحثي لنيل الجازة وطلب مني أن آتيه بورقة التي تسلم للإدارة كي يوقعها لكن لما جئت بها وجدته قد التحق بالسادة الدكاترة لتناول الغداء،فلم ارد ان أزعجه فقلت في نفسي انتظر حتى بداية الفصل فأسلمه الورقة ليوقع عليها،لكن ... قدر اله وما شاء فعل، كنا نتمنى لو نستفيد منه اكثر فبعد ان درسنا عند مادة قواعد الاستنباط تمنينا لو ناخذ عليه المزيد لكن ...
مرة أخرى نسال الله الكريم رب العرش العظيم ان يجزي شيخنا عنا خير الجزاء وأن يسكنه في فسيح جناته إنه ولي ذلك والقادر عليه.