مناهج القران في تزكية النفس

أن تزكية النفس تكون بتهذيبها وصقلها وكفها عن محارم الله وزجرها عن حماه وقمعها ودرعها وتوبيخها في جنب الله وحملها على طاعته وخضوعها لجلاله وخشوعها لهيبته وتضعفها أمام قوته وتواضعها لقدرته ورضاها بقضائه وقدره وصبرها على بلائه وخوفها من بطشه ورجائها في عفوه وشوقها للقائه ورقتها لخلقه .ودلتها على المؤمنين وعزتها على الكافرين وعدائها للشياطين وإخوانها الشياطين كل أولئك مظاهر لتزكيتها التزكية المحمودة المندوب إليها في قوله تعالى "قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى " سورة الأعلى الآيتان 14-15

مظاهر لكسرها وتتيها من غلوائها وكبريائها لكيلا لتكون من الدين يزكون أنفسهم بالرياء ولا من المستكبرين الدين ليحبهم الله .

إن المعلم المربي المتحدي لتزكية ينبغي له أن يعي أن أول ما بدأ به المربي المتلقي الوحي أن شد عليه ثيابه مصليا قارئا ذكرا مستغفرا متبتلا عابدا.ثالث ما نزل من السور في قوله تعالى " يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا نصفه أو أنقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا" قام (صلى الله عليه وسلم ) .وقام أصحابه السنوات الطويلة وبقي قيام الليل بالنوافل والتلاوة والدعاء والخشوع مدخلا ضروريا إلى عالم التزكية والتطهر ومن هنا تبدأ التزكية من هنا تبدأ التوبة الانقلابية .

فعلا أختنا والله إننا لأحوج إلى قيام الليل فهو السبيل الأوحد إلى توحيد الكلمة وتربية النفس وتزكيتها وهذا كله منهج رباني قرآني مبني على التخلية والتحلية، أسأل الله تعالى أن يزكي نفوسنا وان يرفع عنا الران الذي على قلوبنا ونسأله تعالى أن يوفقنا للقيام والصيام وحفظ اللسان، جزاك الله خيرا على هذه التذكرة المباركة.