من فضلك إحلق لحيتك ..!!

من فضلك ....احلق لحيتك!!

كنت أسير أنا وصديقي في شارع من شوارع العاصِمة.

صديقي هذا ملْتحٍ وملتزم، زوجتُه منتقبة.

كمْ نصحتُه بحلْق لحيته، وأن تخلع زوجتُه ذلك الرِّداء الذي يَجعلها أشبهَ بالأشباح!

أتعجَّب من حال أولئك القوْم حقًّا!

رأيتُ امرأةً منتقبة، ترتدي عباءةً ضيِّقة، مطرَّزة جدًّا، رغم أنَّها تُغَطِّي وجهها، وكفَّاها بلا قفَّازين، وعيناها ظاهرة مع مكياج صارخ.

كانت تقِف في وضع مريب.

تتلفَّت حولها بطريقةٍ ملفتة.

ثم توقَّفت أمامَها سيارة، وجعل قائدُها ينظر في المرآة الجانبيَّة.

تلفَّتت الفتاةُ حولَها، ثُمَّ تقدَّمت وركبتْ جوارَ السَّائق.

هذا هو حال المنتقبات!

نظرتُ إلى صديقي، وقلْتُ له في هدوء لا يخلو من لكنة هجوميَّة:
هل رأيتَ ما رأيتُ؟

لهذا - يا صديقي - أنصحُك بأن تُجْبِر زوجتك على خلْع هذا الرداء الذي صار شبهة.

تَخيَّل: لو مشت زوجتُك في الشارع سيظنُّها النَّاس مثل هذه!

ولو تعاملتَ مع المُلْتحين اللُّصوص الذين تعاملت معهم في حياتي، لاقتنعتَ أنَّه يَجب عليْك حلق لحيتك؛ لئلا يظنَّك النَّاس مثلهم.
ثم أردفْتُ في حكمة: النَّاس الآن صارت تستغلُّ الدِّين لتتظاهَر!

سكت صديقي وهزَّ رأْسَه، وهو يبتسم ابتسامةً لم أفهم مغْزاها جيِّدًا.

ثُمَّ مشيْنا قليلاً.

وتوقَّف صديقي، وأشار إلى النَّاحية الأخرى من الشارع.

نظرتُ فرأيت فتاةً ترتدي "إيشاربًا" على قدر رقبتها.

وبنطلونًا ضيِّقًا جدًّا، وقميصًا مفتوحًا من أعلى، يُظْهِر صدرَها.

كان مِكياجها صارخًا.

منظر مألوف، هذا حجاب مألوف.

غير ملفت مثل المنتقِبات، ابنتِي ترتدي هذا الزِّي.

كانت الفتاةُ تَجلس على سور قصير، وأمامها شابٌّ حليق.

و ... أسْتحيي في الواقع من ذِكْر وصفٍ لِما أرى.

وهو منظر صار مألوفًا في بلادِنا مع الألم.

تركني صديقي أتأمَّل الموقف لحظاتٍ، ثم قال لي:
هذا هو حال بعْض حليقي اللحية، وبعض من لا ترتدي النِّقاب، أخشى أن يظنَّ النَّاس أنَّك أو أنَّ أي فتاة ممَّن يرتدون مثْلها يفعلون فعلَهُما.

طأطأْتُ رأسي خجلاً وسكتُّ.

قال لي في طيبة: يا أخي، الماسك على دينه كالماسك على جمرة من النَّار؛ فابحث عمَّا يُرْضي ربَّك فافعله، وليس لنا شأن بِما يفعله الآخرون، ولا بِما يقولونه، وأنت تعلم أنَّ زوْجتي إذا ارتَدَت النِّقاب وخرجتْ، يظهر لمن يراها أنَّها محجَّبة حقًّا، لا مِثْل تلك التي أشرْتَ إليْها..

وكل إناءٍ بِما فيه ينضح.

منقــــــــــــــــول

لم أفهم الموضوع جيدا وإن كنت فهمته على العموم
نعم هذا حال مجتمعنا نسأل الله أن يصلح شباب المسلمين وشباتهم أمين

الشاهد من الموضوع أن الانسان لن يسلم من لمز الناس و غمزهم مهما فعل, فالاولى ترك كلام الناس جانبا و تحري التزام ما يرضي الخالق مهما كانت تعليقات البشر و اراؤهم

نعم الأمر كما قلت

أبو سليمان المراكشي كتب:

بسم الله الرحمن الرحيم


لمثل هذا يذوب القلب من كمد ...... إن كان في القلب إسلام وإيمان


بارك الله فيك أختي الفاضلة، نقلت صورة نراها كل حين للأسف الشديد ،فما أكثرفي واقعنا هذه الصور التي نقلت، وتجعلني أتألم خاصة
عندما يكون الملتزم او الملتزمة في الموضوع ، فكم من امرأة – متزوجة كانت او غير متزوجة – رأيناها لبست النقاب لكن نقاب عصري تظهر فيه عينيها كاملتين ووجنتيها، وهي تعتقد أنها لبست النقاب – وللإشارة فذا النقاب قد حرمه العلماء كابن باز وابن عثيمين وآخرين لأنه بدأ ينتشر عندهم ويحل محل النقاب الشرعي – وأنا أحس كأن هذه المرأة غير مرتاحة في لبسه أو تلبسه بضغط من احد أو تلبسه إرضاء للغير ولا أحس أنها
معتزة بنقابها. كما أني رأيت من المنتقبات بعض التصرفات التي تحط من قيمة النقاب، وكم أتأم عندما يقول لي أحدهم إن فلانة المنتقبة – متهكما – قد فعلت كذا وكذا . أما الرجال فليس كل من أعفى لحيته فهو ملتزم أو سلفي بل إني أعرف من المجانين والملحدين و ...الكثير وقد اعفوا لحاهم،فإذا لابد من التريث في إصدار الأحكام، ثم إن في الملتحين والمنتقبات وغيرهم من يعيش في جهل
فضيع ولا يعرف من دينه حتى كيف يصلح وضوءه. وإن قلت هذا كله فإنما أبغي الإصلاح ما استطعت.

بعد كل هذا وهذا هو المهم ، فأنا لا اتفق مع الحل المقدم لهذه المشكلة بأن تخلع النقاب وان يحلق اللحية، حاشا لله بل نطلب من المرأة أن تلتزم بالنقاب الشرعي ونعلمها، ونطلب من الملتحي أن يصحح أخطاءه لا أن نطلب منهما بخلع النقاب وحلق اللحية ،لأن هنا سيقع في معصيتين حلق اللحية والتصرفات المشينة ،فالأفضل أن يصلح الخطأ.

لهذا يجب على من يعلم ان ينصح بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة ،كما أن هذا دوركن ايتها الأخوات الكريمات وهو أن تقدمن النصح لمن
تعرفن في هذه الحالة وتعلمن الجاهلة و ترشدن التائهة والرجل أيضا في الامر سواء.


و في الختام أريد أن أقول كلمة بعد هذا كله : إني شخصيا أحس براحة كبيرة ونشوة عظيمة عندما أرى رجلا ملتزما بلحيته ولباسه القصير بل
وتحس بانجذاب إليه كما قال شيخنا الحويني حفظه الله ، ونفس الشعور أحس به حين أرى امرأة وقد من الله عليها بالحجاب الشرعي ولبست نقابها وأدعو لها بالتوفيق والسداد .
وفي المقابل أحس بألم حين أرى رجلا أو امرأة لا يزالان مبتعدان عن شرع رب العالمين وسنة سيد المرسلين ,أدعو لهما بالتوبة والمثوبة
لي ولهم .

جزاك الله خيرا على غيرتك
أما بالنسبة للنقطة التي اشرت اليها كونك لا تتفق مع هدا الحل فالموضوع ايضا الهدف منه اظهار خطأ هذه الفكرة و خطرها
و التشبت بالهدي الظاهر الشرعي رغم المحاولات بتشويه صورته و رغم وجود نماذج سلبية تقدم صورة مزيفة عن الالتزام
فليس الحل بان نترك الهدي الشرعي حتى لا نتهم باننا من هدا الصنف ....على العموم الموضوع واضح