أبو الوليد إدارة المنتدى
..
عدد المساهمات : 343 نقاط : 61203 تاريخ التسجيل : 26/03/2008 العمر : 40
| موضوع: مقامة المقامات الأحد أبريل 25, 2010 2:26 pm | |
| مقامة المقامات المشهد الأول: يجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عبد الله بن مسعود، ثم يطلب منه أن يسمعه آيات من كلام الله تعالى، فيتعجب ابن مسعود كيف يقرأ على من أنزل عليه القرآن.لكن رسول الله صلى الله عليه يسلم - و هو الإمام الذي يقرأ على الناس ما أنزل عليه – كان يحب أن يسمع القرآن من غير نفسه...فاستفتح عبد الله سورة النساء، يتلوا كلام الله غضا طريا كما أنزل، حتى بلغ قوله سبحانه " فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا "فأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم أن حسبك الآن قد كفيت..قال عبد الله : فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان..صلى الله عليه وسلمحسن تلاوة أداء، وحسن تدبر و استماع. المشهد الثاني: يتربع الشيخ مكانه على قبة المسرح، وهو موصوف بأفانين الالقاب والاسمال، يتمايل عن اليمين وعن الشمال... فهو صاحب الحنجرة الذهبية وصاحب الصوت الملائكي.... وكأنه يقول بلسان حاله أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب... والجمهور قد سكر مدامة التلحين والتمطيط والترقيص والهذرمة ، فذاك يطربه مقام النهاوند، كما يطرب الأنف لريح الرند، والآخر تراه انسجم، مع مقام العجم، وآخر قد اكتفى لوعة ونصبا، بمقام الصبا، ورابع لا يبرح مقام الكرد كالحيا في الخرد، وهكذا...أما الشيخ المقراء، فلا يرد يد لامس، بل ولا يد غامس، يتحف الكل بما لذ وطاب من مقامات الحداء، وبراعات الأداء، تمتد أعناق الجمهور كلما مد مد إشباع، وترتفع أنوف الألوف مع الحروف، في انسجام منقطع النظير.. يتلذذ الرعاع بالسماع، من كل ألحن لعاع، حتى إذا تلا "خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ" طربت رؤوسهم وقام لهم ظبظاب: الله أكبر الله ... أعد أعد يرحمك الله، ولو تراهم إذا حمي الوطيس، وتوقد الحميس، طاشت حناجرهم كالهدير، وهو يتلو "إن أنكر الأصوات لصوت الحمير"...!!!صدق الله العظيم... بعد تلاوة الذكر الحكيم... يصفق الجمهور الكريم... ويسأل الله الرؤوف الحليم... المشهد الثالث : قال صلى الله عليه وسلم:"بادروا بالأعمال خصالا ستا : إمرة السفهاء وكثرة الشرط وقطيعة الرحم وبيع الحكم واستخفافا بالدم ونشئا يتخذون القرآن مزامير يقدمون الرجل ليس بأفقههم، ولا أعلمهم، ما يقدمونه إلا ليغنيهم"[1]- قال الإمام مالك: (ولا تعجبني القراءة بالألحان، ولا أحبها في رمضان ولا في غيره؛ لأنه يشبه الغناء، ويُضْحَكُ بالقرآن، فيقال: فلان أقرأ من فلان)[2]قال لقرطبي رحمه الله عن حرمة القرآن: (ومن حرمته ألا يقعر في قراءته كفعل هؤلاء الهمزيين المبتدعين والمتنطعين في إبراز الكلام من تلك الأفواه المنتنة تكلفا فإن ذلك محدث ألقاه إليهم الشيطان فقبلوه عنه ومن حرمته ألا يقرأه بألحان الغناء كلحون أهل الفسق)[3][1] - السلسلة الصحيحة 979[2] - الحوادث والبدع للإمام الطرطوشي - تحقيق على الحلبي – ص 83[3] - تفسير القرطبي:1/29 | |
|