_ اذا فرغت من عملك الصالح فاستودعه خزائن الاسرار. وضع عليه قفل الاخلاص. فانك لا تامن الشيطان على عملك لعله سطا عليه فاخرجه من ديوان السر الى ديوان العلن. ولعله زاد في الكيد لك حتى اخرجه من ديوان العلن الى ديوان الرياء. فيسجل العمل في السيئات وقد ظننت انه في الحسنات سجل. فان قصدت باظهار عملك ان يقتدي بك الناس في غياب القدوات فعليك ان تقرا قاعدة السر و العلانية التي استنبطها ابو حامد الغزالي من منخولات تجاربه. وقدمها لك من طبق من ذهب موصيا كل مشترك " ان يراقب قلبه فانه ربما يكون فيه حب الرياء الخفي. فيدعوه الاظهار بغير الاقتداء. وانما شهوته التعجل بالعمل وبكونه يقتدى به. وهذا حال كل من يظهر اعماله الا الاقوياء المخلصين وقليل ما هم . فلا ينبغي ان يخدع الضعيف نفسه بذلك فيهلك وهو لايشعر. فان الضعيف مثاله مثال الغريق الذي يحسن السباحة ضعيفا فنظر الى جماعة من الغرقى فرحمهم فاقبل عليهم حتى تشبتوا به فهلكوا وهلك. والغرق بالماء في الدنيا المه ساعة وليت كان الهلاك بالرياء مثله.لا.....بل عذابه دائم مدة مديدة. وهذه مزلة اقدام العباد والعلماء ".