بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك، وأحسن إليك على هذا الموضوع، و أبقى مع القرآن وأنقل
لكم هذه القصيدة وأتمنى أن تنال إعجابكم:
وقفتْ حروفي عند باب نشيدي *** و الشوقُ يركض في مجال وريدي
و الريشةُ الخضراء تهتف في يدي *** هيّا ابدئي يا ريشتي و أعيدي
هيّا اركضي عبر السطور و غسِّلي *** بالحبِّ وجهَ خيالي الموءود
هيّا اكتبي إن الحروف مشُوقَةٌ *** هيّا اشربي من منبع التوحيد
يا ريشةَ القلم الأصيلِ تأمّلي *** نهرَ الضياء يشقُّ صدرَ البيد
هذي ينابيع الكتاب تدفَّقتْ *** تجري بنورٍ في الحياة جديد
هذي هي الأمجاد تكمل حمْلَها *** فاستبشري بسلامة المولود
يا ريشة القلم الأصيل تدفَّقي *** نهراً من الشعر الأصيل و زيدي
قولي معي للقارئ الفذّ الذي *** يتلو , فيشعرني بعزّ وجودي
يتلو , فيفتح ألف بابٍ للتقى *** و يفكّ عن نفسي أشد قيودي
يا قارئ القرآن داوِ قلوبنا *** بتلاوةٍ تزدان بالتجويد
إقرأ , فأمّتنا ترقِّع ثوبها *** بالوهم تخفض رأسها ليهود
إقرأ , فأمتنا تعيش على الرِّبا *** تنسى عقاب الخالق المعبود
إقرأ , لينجليَ الظلام عن الرُّبى *** و ليسمع الغافي زواجرَ هود
إقرأ , لينجليَ القتام عن الذي *** أمسى أسيرَ تخاذلٍ و صدود
إقرأ , ليرجع من بني الإسلام من *** أصغى مسامعَه إلى التُّلمود
إقرأ , لعلّ الله يوقظ غافلاً *** من قومنا , و يلين قلبُ عنيد
إقرأ , ليرجعَ ظالمٌ عن ظلمه *** و يقرَّ بالإيمان كلُّ جحود
إقرأ , ليسكتَ مطربٌ مترنحٌ *** قتل الحياءَ على رنين العود
ذبحوا مشاعرنا بكل قصيدةٍ *** مسكونةٍ بخيال كلِّ بليد
إبليس باركهم و سار أمامهم *** متباهياً بلوائه المعقود
إقرأ , ليهدأَ قلبُ كلِّ مروَّعٍ *** من قومنا , وفؤادُ كلِّ شريد
إقرأ , ليسمعَ كلُّ مَنْ في سمعه *** وقرٌ , من الأقصى إلى مدريد
إقرأ , , لتفهمَ أمّتي معنى الهدى *** معنى بلوغِ مقامها المحمود
إقرأ , ليخرجَ جيلُنا الحرُّ الذي *** يبني جوانبَ صرحها المهدود
بالدين , بالقرآن , لا بثقافةٍ *** غربيّةٍ , أو مبدأٍ مردود
يا قارئ القرآن , إن قلوبنا *** عطشى إلى حوض الهدى المورود
شنِّفْ مسامعنا بآيات الهدى *** و افتح منافذ دربنا المسدود
و أقِمْ من الإخلاص قصراً شامخاً *** يدني إلى عينيك كلَّ بعيد
كم قارئٍِ في الناس يُحمَد ذكره *** و يكون عن الله غيرَ حميد
كم فارسٍ في الحرب نال شهادةً *** و يكون عند الله غيرَ شهيد
كم عالمٍ في الناس سُدِّد رأيه *** و يكون عند الله غير سديد
يا قارئ القرآن لا تركن إلى *** مدح العباد , و منطق التمجيد
قل للذين تنكَّبوا درب الهدى *** جهراً , و لم يستمسكوا بعهود
قل للطغاة و من مشى في ركبهم *** من طامعٍ , و منافقٍ , و مريد
إنّ الذي منع الحرام هو الذي *** شرع الحلال لنا , و كلَّ مفيد
هذا هو القرآن دستور الهدى *** فيه الصلاح لطارفٍ و تليد
قرآننا جسر النجاة لنا بما *** يحويه من وعد لنا و وعيد
أفتؤمنون ببعضه , و ببعضه *** تتهاونون , أذاك فعل رشيد ؟ !