لعلي أبدأ لكم حتى تتشجعوا
أذكر أنني في بداية التزامي قبل ما يقرب من ست سنوات ناقشت أستاذ التربية الإسلامية في مسألة القبض في الصلاة ، فذكرت له حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه ابن حبان : " إنا معاشر الأتبياء أمرنا بتعجيل الفطور وتأخير السحور ، وأن نضع أيماننا على شمائلنا في الصلاة " ولم أكن يومئذ أحفظ غيره ، فقال لي الأستاذ : ولكن ثبت عن صحابي جليل أنه وصف صلاة النبي صلى الله عليه وسلم فذكر أنه كان إذا قام إلى الصلاة وكبر أرسل يديه يعني أنه يصلي بالسدل ...وهذا الذي ذكره هو حديث معاذ بن جبل وهو حديث موضوع كما في السلسلة الضعيفة للألباني ...
حاصل الكلام أني وعدت الأستاذ أن آتيه بالدليل القاطع على أن السدل ليس من السنة في شيء ، فذهبت أبحث في خزانة الإعدادية وكانت خزانة فقبرة جدا ـ خصوصا ما يتعلق بالجانب الديني ـ ووقع اختياري للأسف على إحياء علوم الدين للغزالي ، أخذته وبدأت أقلب فيه في كتاب الصلاة فوقعت عيني على أثر عند أبي داود يقول : " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن السدل " فرحت به وسجلته على ورقة لأفحم به الأستاذ، وأنا أظن أن السدل المذكور في الحديث هو سدل اليدين ، والحق أن المقصود هو سدل الثوب كما هو ظاهر عند الرجوع إلى الأحاديث التي قبل هذا الأثر في سنن أبي داود .
المهم أتيت الأستاذ بالحديث فلما قرأته عليه ـ وهذا هو البيت القصيد عندي ـ فهمه هو الآخر على نفس فهمي، وأخذه مني وسجله في ورقة عنده .
فكنت بعد الإطلاع كلما تذكرت هذه الواقعة ضحكت منها ، وقلت في نفسي : إن تعجب مني فاعجب من الأستاذ ؟؟؟؟