الحمد لله رب العالمين،والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،وعلى آله وصحابته أجمعين.
وبعد؛فقد سبق لنادي الإمام مالك العلمي أن اشتكى من نزع إعلاناته وتمزيق مجلته الحائطية مرة أولى وثانية،إلا أن الجبان
أبى إلا أن يكون جبانا؛ما أراد أن يستقيم أبدا- وكذلك ذنب الكلب لا يستقيم أبدا مهما حاولت تقويمه وبئس المثل-،لم
يُثْنه عن عمله القبيح وسلوكه المذموم خوف الله ورقابته،فضلا أن يزجره عن ذلك بيان أو استنكار؛جبان لم يخش ترة،ولم
تنفعه تذكرة، ولم يرع مأثرة.
وحاشى أن يكون صاحب هذه الفعلة الخسة الخسيسة طالب علم من طلاب كلية الشريعة،فطالب الشريعة لا ينزع إعلان
المكتبة الأصولية مرتين وهو لم يعلق إلا لصالحه،إعلان ليس فيها دعوة لا إلى سلفية ولا إلى وهابية ولا إلى ظاهرية ولا إلى
غير ذلك مما نوصف به،فالنادي ينزه الطالب الشريف الذي همه التحصيل العلمي أن يقوم بمثل هذه التصرفات المرذولة
المستهجنة شرعا وعقلا وخلقا.
وعليه فالذي يقوم بهذه التصرفات التي ضاق بها النادي ذرعا،ذكر -ولا نقول رجل- حاقد على هذا النادي الكريم
كاره له،لأجل أنه ضاق ذرعا به وبدعوته المباركة،وبما يوضع في مجلته من مقالات ليست إلا "إنشاء" من إنشاءات بعض
أعضائه وغيرهم من طلبة كلية الشريعة الكرام،فما يمنعك يا من لا أدري ما هو!! إن أغضبتك فكرة في مقال ما أن ترد
عليها بفكرتين أو ثلاث تسكت بها صاحبه؟أم أنك عاجز لا تحسن غير نزع الإعلانات،أو أنك على حد قول الشاعر:
كأن خَروءَ الطير فوق رؤوسهم إذا اجتمعت قيسُُ معا وتميمُ
متى تسأل الضبي عن شر قومـه يقل لك:إن العائذي لئيـمُ
فاسمع يا هذا؛قبح الله سعيك ومسعاك،وجزاك بقبح صنيعك،لتذوق وبال أمرك!!،فإياك أعني واسمعي يا جارة:إنك لن
تنال من هذا النادي المبارك واستمراره فيما يدعو إليه مما أسس لأجله- ومما أسس من أجله الرد على أهل البدع،ومن
كان على شاكلتك بما هم أهله وبما هو أهله-وفق ما يقتضيه المنهج السلفي.ولن تضرنا بشيء في ذلك،لا بنزع إعلانات
النادي وحجبها عن الأنظار،ولا بغيرهما مما هو أشد على النادي من ذلك؛فلا يضر السماء العواء،ولا أن تمتد لها يد
شلاء!!
واعلم أنك بصنيعك هذا ما أبقيت على وجهك قطرة ماء ولا مزعة لحم،وأبنت عن قدرك عند نفسك وعند
غيرك،وقدرك عندهما أنك:رخَمَة عَذَرَة غَبَرَة،أضلُّ من حمار أهلِك،أحمقُ من هَبْنَقَة،زنيمُُ لئيمُُ عديمُُ،نكرة ليس يُعرف ولا
يَعرف،رقيعُُ صفيقُُ، حثالة كحثالة الشعير أو التمر لا يبالي به النادي باله؛فهذا قدرك الذي أبنت عنه و:
إذا ما أهان امرئ نفسه فلا أكرم الله من يكرم
وإذ تبلغك مقالتنا فيك،فلم تغضب ولم تجزع،فاعلم أنك حمار أو بمنزلة الحمار،فإن من استغضب فلم يغضب فهو حمار-
كما قال الشافعي رحمه الله - بل أشد منه؛فإن الحمار لا عقل له،ولو كان له عقل لكان بمنزلتك بعد أن ذهب
عقلك،وصرت بمنزلته بعد أن رجع إليه عقلك.والمرةَ القادمةَ لا تكن جبانا،بل افعلها علنا أمام الملإ،لا ترقب الناس كما لم
تَرْقُب الله في الكرة الأولى والثانية والثالثة وراقبت الناس!!«يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله،وهو معهم إذ
يبيتون ما لا يرضى من القول،وكان الله بما يعملون محيطا».
وإذا شق عليك ما رميناك به،فلا عتاب علينا ولا حرج،فإنما رميناك بخروئك وسلوحك،وخرآنك وسلحانك،وكلها
منك وأنت منه.وقد علّمنا ديننا أن الجزاء من جنس العمل،ومن هانت عليه نفسه،فلا يستغرب مهانة غيره لها!!وإن لم
يَرُقْكَ منهج نادي الإمام مالك ودعوته،وعجزت عن التصدي لهما بالمنهج العلمي والمسلك الخلقي،فاسكب الماء على
بطنك،وخَلِّ النادي وشأنه!!
ختاما:إن نادي الإمام مالك العلمي يستنكر كل هذه الفعال القبيحة ومثيلاتها في القبح والشناعة مما ليس من خلق المسلم
الجاهل الأمي العامي الذي ليس يدري،فضلا عن طالب العلم الشرعي كواحد من طلاب كلية الشريعة- الذي يتمنى أن
يصير وينعت بأنه خريج الشريعة- سواء قصد بتلك الفعال النادي أو جهة أخرى؛فإن النادي يستقبحها ويستنكرها جملة
وتفصيلا،إذ لا مسوغ لها من شرع أو ضرورة عقل أو عرف وعادة.
وبه الإعلام والسلام