بسم الله الرحمان الرحيم،الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، واله وصحبه وحزبه.
وبعد :
عجبا لبنات هذا الزمان،وغرابة لضميرالنسوان،وشتان شتان،بين عابدة الرحمان،وأسيرةالهوى والشيطان،قصتهن عجيبة،وسيرتهن غريبة: خلق الله النساء،من ضلع الأباء،بنت ادم وحواء،لذا تحنو دائما إلى الرجال،وتتأثربما فيه من خصال.على طول التاريخ مهانة، تحسن الإستكانة،في الأمم السالفة والدهور التالفة: جعلها اليهود خادمة،تورث مع المتاع،وتتخذ للإستبضاع.أذلها النصارى،وصاروا في كنهها حيارى،هي عندهم عين الخطيئة،وللشيطان خادمة جريئة.وفي حضارة الهنود،حيث تنتهك العهود،إن مات زوجها، تحرق معه فيا ويلها.وعند اليونان،تتخذ العاهرات للإستمتاع،والخليلات للإمتاع،والزوجات للتربية والإرضاع.في الصين،حيث لا العرف ولا الدين،لا يستبشر بها عند الميلاد، ومن العيب أن ترى أمام العباد،تسند إليها أحقرالأعمال،وتهان بأغلظ الأقوال.في بلاد الإغريق،وضعتها الجمهورية الوهمية في المرتبة الوضيعة،في المهام الرقيعة،فكم من امراة أكرهت على البغاء،وأخت تزوجت بلا إرضاء،في بلاد أوربا،في عصر الظلمات،إحتار القوم في المؤتمرات : أهي إنسان أم شبه إنسان؟فرجحوا الأول،لكن خلقت للذل والهوان،بل قررت المحاكم الكنسية،قانون الإعارة : فأصبح عرض النساء كالتجارة.وفي جاهلية العرب،وأدوها صغيرة،واستلذوا بها كبيرة،أصلها عار،وميلادها شنار.تفنن في عرضها الزناة والفجار،فمن إستبضاع وبغاء،إلىبدل وشغار:"وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً".فإن تكلمت طلقت،وإن سكتت علقت.
واليوم انظر إلى الغرب ورجيعه،وإلى الشرق ورقيعه: تجد الحثالة الزبالة،والحوالة البوالة،نساء متصنعات مترجلات، لا يعرفن للعفاف معنى،ولا يقمن للشرف مبنى، بالنهار سلعة للشبان،وبالليل حضن الأخدان،فصارت لا تفرق بين الصالح والطالح،بين الفضائل والرذائل، بين الشامة والذنب،بين الثرى والثريا.وحتى يرفعوا لها الشان دوما،بخلوا عليها بيوم عالمي من أصل 365يوما...