وإن تسأل عن بنت عائشة والخنساء،زهرة خديجة وأم الدرداء،فقد بهرها الغرب،وسحرها الشرق،فقلدت وتبلدت،اتبعت الشهوات،وأشبعت الشبهات،ولا حول ولا قوة إلا بالله رب الأرض والسموات،خرجت من الدار،وقصدت البار،تركت المطبخ والتنور،وراحت في حلقة الفراغ تدور،تطالب بالتحرير،بعقل أصغر من قطمير،أوكلت البيت للخادمة وراحت بالشعارات مطالبة،تنادي بالحقوق،وقد بادرت أهلها بالعقوق،إكتسحت الشوارع والساحات، وزاحمت بالمناكب رواد الحانات ،نسيت دورالإناث،وصنعة الأثاث،أهملت قوامة الرجال،وخدمة العيال، تتلذذ بها النظرات،وتخدع بالكلمات،أفسدها المسلسل،والفلم المضلل، تابعت نورا ومهندا،وهجرت سراجا ومحمدا،عليه الصلاة والسلام.تخرج سافرة،لتعود باسرة،بوجه كأنه لوحة تلاعب بها فنان، بشتى الألوان :
لحد الركبتين تشمــــــ ـرينا بربك أي نهر تعبرينــ ـا
كأن الثوب ظل في الصبـــ ــاح يزيد تقلصا حينا فحينــا
فيا ليت الحجاب هوى فأمــــسى يرد الساق عنا لا الجبينــا
فإن الساق أجدرأن تـــــــغــطى وإن الوجه أولى أن يبينا
تخدم الشيطان،وتغوي الإنسان،أسيرة الهوى،وسبية الخنى،لا ترفع للعفاف راية،ولا تعد للإنحراف وقاية،تبعت الغرب في تفسخه،والشرق في مجونه،والشمال في بذخه،والجنوب في تخلفه وتبعيته ،لغتها أنا حرة،وهواها أنا درة،لا تفرق بين ادم وإبليس،بين ابن تيمية وطاليس،سلعة رخيصة،لكل شركة حريصة،عارية المجلات والمحلات،في الإشهاروالقنوات،حتى في الجوارب والعلائب.لا تحفظ من كتاب ربها إلا:"آتِنَا غَدَاءنَا". ولا تصلي إلا بالسورالقصار،صلاة الليل مع النهار...هذا فيض من غيض، والعاقل من كفاه المثال،واتعظ في الحال،.أين سورة النساء يا نساء؟ أين الزرع يا أم زرع؟أين خديجة الحنون؟أين عائشة الحصون ؟أين الخنساء الصبور ...؟بالله عليك يا بنت الإسلام،لا تزيدي في تخلف أمتك،فتكوني معول هدم،وعونا لهم علينا؟أين ضميرك؟أين شخصيتك؟أتطلبين مزابل الغرب؟ ومرابض الشرق؟ وتتركين عنبر مكة،ورضاب المدينة،وعرف القدس،وإكليل المنصورة،وإبريز القرويين:
َ"أتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ".
السبت مارس 26, 2011 4:58 am
