- هل كانت إقامتكم بديار المملكة العربية السعودية منفى اختياريا أو اضطراريا؟
قبل الجواب عن سبب عودتي أود التأكيد على أنني لم أكن في منفى بل سافرت يوم 06/09/2008 وكان قرار إغلاق دور القرآن الكريم التابعة لجمعيتنا بتاريخ 22/09/2008 ولم أرغب في العودة خلال هذه المدة لأنني شعرت بمرارة الظلم الذي سقتنا كأسه جهات عديدة منها الإعلام الذي يقوم على الكذب والقذف والسب وعدم تحري الحقيقة والشفافية -إلا ما ندر-، وثانيا كيد بعض السياسيين الاستئصاليين، ومن جهة ثالثة القضاء غير النزيه، أمَا وقد بدأت ملامح مغرب التغيير والإصلاح تظهر في الأفق وهو التوجه الذي تضمنه خطاب 9مارس، وما يصاحب الأوضاع من حراك شعبي مغربي فقد استحسنت الرجوع.
2- في أي إطار تأتي عودتكم إلى أرض الوطن؟
- أولا: تأتي هذه العودة بناء على ما جبل عليه الإنسان من حب الوطن، فهو مرتع الصبا، وهو الذي شهد مراحل حياته، وقد أشار القرآن الكريم إلى شدة التعلق بالوطن فقال سبحانه: ((ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليلا منهم ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا)) وقول النبي صلى الله عليه وسلم في شأن مكة شرفها الله: «ولو أن أهلك أخرجوني ما خرجت» والمغرب بلد نحبه لأنه وطننا ومنشؤنا؛ ومن هذا المنطلق قررت الرجوع والاستقرار به.
ثانيا: سنسعى جاهدين بكل ما أوتينا من طرق شرعية في هذا المطلب الحقوقي العادل وهو إعادة فتح دور القرآن التي أغلقتها وزارة الداخلية ولم يزل سعينا قائما منذ تلقى الكاتب العام في مكتب جمعيتنا قرار الإغلاق الغاشم، وسيستمر إن شاء الله إلى أن يرجع الحق إلى أصحابه، وترفع يد الظلم والبطش السلطوي عن هذه الدور التي تعمل في إطار القانون المنظم للحريات العامة.
3- ما علاقتكم ببعض التنظيمات والجماعات الإسلامية كجماعة العدل والإحسان والشبيبة الإسلامية وحزب العدالة والتنمية؟
بالنسبة للعلاقات التنظيمية فلا علاقة لنا بهذه التنظيمات، وأما بالنسبة لكونهم مسلمين فتجمعنا معهم الاخوة العامة فهم إخواننا ولهم حقوق علينا ولنا حقوق عليهم، بينها الله في آياته ووضحها رسوله صلى الله عليه وسلم في أحاديثه، وترجمها أئمة السلف بأقوالهم وأفعالهم، فالمسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، وهم جميعا يد على من سواهم، يسعى بذمتهم أدناهم. ولسنا مع أي أحد في أي مخالفة عقدية أو تعبدية أو سلوكية.. ومنهاجنا مع الجميع منذ بدأنا العمل في الدعوة هو النصح والنقد البناء بالضوابط والطرق الشرعية.
4- هل مازال الشيخ مصرا على فتوى تزويج الفتاة في سن التاسعة؟
- الأحكام الشرعية من تحليل وتحريم وإباحة ليس من حق أحد فهي من حق الله فقط لا يشاركه غيره تبارك وتعالى والنبي صلى الله عليه وسلم مبلغ عنه لا يحلل ولا يحرم إلا ما أمره الله به وأوحاه إليه. والزواج حكم شرعي لا يخرج عن الأمر والنهي، وقد بين الإسلام أحكام الزواج بيانا شافيا، ولم يترك لأحد فيه مقالا، فذكر المحرمات بالترتيب في آيات من سورة النساء بداية بالأم وختاما بالمحصنات من النساء وبين المهور والولاية في النكاح وغيرها من الأحكام المعروفة عند أهل الإسلام. فأنا ليس لي الحق في أن أحدد سنا للزواج إذ الحق لله وحده، والله تبارك وتعالى:{واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا} الآية 4 الطلاق، فقد أجمع أئمة التفسير والفقه والحديث على فهم هذه الآية وأنها مطلقة وليس فيها تقييد فيبقى النظر في الزواج في صلاحية المرأة وعدم صلاحيتها والاختيار للزوج وللأولياء وللزوجة، وقاضي المسلمين في هذا الوقت هو الذي يشرف على هذه الأمور، فيجيز ما هو شرعي ويمنع ما هو شرعي، وأما مثلي فليس له إلا النقل لآيات القرآن وصحيح وكلام أهل العلم المعتبرين من الأقدمين والمعاصرين والله المستعان.
5- هل كانت العودة إلى المغرب صفقة مع النظام لمواجهة جماعة العدل والإحسان والسلفية الجهادية؟
لم يكن لي يوما من الأيام لا في السابق ولا في اللاحق صفقة مع النظام لمحاربة أحد، وأذكر لما ألفت كتاب "الإحسان في اتباع الفقه والقرآن لا في تقليد أخطاء الرجال" جاءني إلى بيتي جماعة من جهاز أمن الدولة يسألونني عن سبب تأليفي للكتاب الذي هو رد على كتاب "الإسلام أو الطوفان" لصاحبه الأستاذ عبدالسلام ياسين، فأجبت بفضل الله بالحرف: «أريد به دخول الجنة» فلم يزيدوا على ذلك الجواب. ونرجو الله تبارك وتعالى أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه لا صفقة لحرب زيد أو عمرو كما ورد في السؤال.
وأزيدكم بيانا لعلكم تلاحظون أننا أول المبتلين ببعض مؤسسات النظام التي أقدمت على إغلاق أكثر من سبعين دارا للقرآن الكريم وحرمت أمة لا يقل عددها عن مليون شخص من ذكور وإناث وصغار وكبار في المدن والقرى من الاستفادة من أنشطتها، ورمتنا بكل شاردة وواردة، فكيف يتفق عقد الصفقات المشار إليها في السؤال؟؟! فحسبنا الله ونعم الوكيل وإليه المشتكى وعليه التكلان.
السبت أبريل 16, 2011 6:20 pm
