الرياضة من أهم الوسائل التي تعين على بناء الجسم السليم ، وكلما تأخر الزمان كانت الحاجة مُلحة لممارستها لعدم اكتراث الكثير من الناس بأكله و شربه ، وقد ورد عن نبينا صلى الله عليه وسلم انه سابق عائشة مرتين ، وقال أيضا ((الْمُؤْمِنُ الْقَوِىُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُـؤْمِـنِ الضَّعِيفِ وَفِى كُـلٍّ خَيْر.))
انتهتِ بالأمس الملهاةُ الكُبرَى، مباراة المغرب والجزائر فى كرةِ القدمِ و كأي مقابلة لابد من غالب و مغلوب لكن الأمر يبقى فقط داخل الملعب لكن ما ان نخرج خارجه و نلقي نظرة في واقعنا فإننا مغلوبون في كل الميادين من اقتصاد و تعليم و دين فكيف للمغلوب أن يفرح . في كل مجتمعاتنا المسلمة بدون استثناء هناك تخلف فقر بطالة جهل ... . نعم هي الحقيقة ودائما ما تكون الحقيقة مرة وصعب ابتلاعها ، ما أريده هو كرة القدم أو المجنونة كما يحب أن يسميها عشاقها ومن العشق ما قتل يَعْلَمُ اللهُ أنني لستُ من أعداءِ الرياضةِ، بلْ أنا مِمَّنْ يحبُّونَها، ويمارسُونها، ويَدْعُونَ إليها كما دعا إليها الإسلامُ كوسيلةٍ للصِّحَّةِ والقوةِ في زماننا هذا لاعبي كرة القدم هم الذين تحتهم الأضواء مسلطة ، وهم الذين يرفعون الرأس ويجلبون التقدم والنصر لهذه الأمة - زعموا – ويا للأسف أقولها وبمرارة أن اقل الناس اهتماما بأمور أمتهم هم تلك الفئة ، فهم مغيبون تماما عن حال الأمة وما يحاك ضدها ، ولا هم لهم إلا اللهث وراء تلك المنفوخة لتتقاذفها أقدامهم ، ولو بحثت لوجدت أن اغلبهم يحمل الشهادة المتوسطة أو الثانوية العامة وقليل ماهم من يتجاوزها ، فهل ننتظر منهم المهندس، أو المفكر، وأي الفريقين من يرفع أمته.
لمجاهدين الذي يجاهدون في سبيل الله يُطاردون من العالم بأسره ويصورهم الإعلام بأبشع الصور لحاجة في نفسه ، وكل هذا باسم الإرهاب ، وهؤلاء ترفع لهم الشعارات وتقام لهم المهرجانات وتجزل لهم العطايا ، بل إن رواتبهم تفوق مرتبات الأساتذة الجامعيين!! ، وصفقاتهم أكاد اجزم أنها تسد جزء كبير من أبواب الفقر.
أنا هنا أتساءل أين منتخب إسرائيل؟ أين منتخب أمريكا ؟ هل أمريكا ليس لديها القدرة المالية على جلب أشهر ألاعبين ! ، سأجيب عن تساؤلي هذا بأنه لن تجدهم لان همتهم اكبر عندهم من أن توضع في أقدامهم!! ، فمن المسؤؤل عن تخدير الشعوب المسلمة باسم الكرة ، هل هو الإعلام ، إخواننا في غزة يُقتلون دون ذنب إلا أنهم يشهدون أنه ليس مع الله آلهة أخرى وهؤلاء يتراقصون فرحا على قذف تلك الكرة في المرمى الفلاني واهتزاز الشباك ،الأطفال يعرفون أسماء الاعبين ويحفظون أرقام قمصانهم ، بعض الكبار ثقافته عالية بالكرة ولو سألته من جد نبيك لقال هاه هاه لا ادري.
في غزوة مؤتة لما نفذ خالد ابن الوليد خطة للانسحاب بعد إرهاب العدو، ورجع الجيش بحال أشبه ما تكون بالنصر لعدم تكافؤ الأطراف حيث كان عدد المسلمين ثلاثة آلاف وعدد جيش الروم مئتا الف ،لكن أطفال الأنصار لم يرضوا بهذا واستقبلوهم بالحجارة ويرددون "يا فرار فررتم في سبيل الله"، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لهم "ليسوا بالفرار ولكنهم الكرار إن شاء الله تعالى" أما اليوم فاللاعبون والممثلون يُستقبلون في المطارات وبالورود المعطرة ، فشتان بين حالهم وحالنا اليوم...
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك...