الرحمان على العرش استوى

أبيات أعجبنتني الطريقة التي عالج بها صاحبها مسألة الاستواء ، وتنسب إلى عبد الباقي بن سليمان بن أحمد العمري الفاروقي الموصلي :

على عرشه الرحمن سبحانه استوى = كما أخبر القرآن والمصطفى روى

وذاك استـواء لائـق بجـــــنـابـه = وهل لائـــــــــــق قولي له عرشه حـوى

ومن قال مثل الفلك كان استـواؤه = على قنة الجـــــــودي من شاهق هـوى

ومن يتبع ما قـد تشابـه يبــــــــــتغـي به = فتنـة أو يبـغ تـــــــــأويلـه غـوى

ومن قال لي كيف استوى لا أجيــــــــبه = بشيء سوى إني أقول له استـوى

الحمد لله و الصلاة و السلام على أشرف خلق الله، و على آله و صحبه و من والاه وبعد
فهذه إفادة علمية أهديها لأخي الحبيب شاعر العفاف، زاده الله عفة، و لكل طلاب الحق الغيورين على سنة المصطفى عليه سلام الله..
جاءت لفظة الاستواء في القرآن الكريم على ثلاثة صور، أما الأولى فقد جاء هذا اللفظ لازما في مثل قوله تعالى في موسى "ولما بلغ أشده و استوى" فهذا الفعل لازم بمعنى اكتمل و بلغ رشده و صار مهيأ لتحمل أعباء الرسالة..
و أما الصورة الثانية فإن هذا الفعل يأتي متعديا بحرف الجر "على" في مثل قول الله تعالى "الرحمان على العرش استوى"، و هو بمعنى العلو و الارتفاع وليس كما يزعم أقوام أن الاستواء على العرش بمعنى الاستيلاء عليه..
هذا و قد يأتي هذا الفعل متعديا بحرف الجر "إلى" و هو بمعنى القصد، قال تعالى "ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات".... وفقنا الله للسير على طريقة السلف عقيدة و سلوكا و منهجا..

ما شاء الله حفظك الله أخانا شاعر العفاف على هذه الأبيات الرائقة الرائعة الماتعة الممتعة، جعلك الله حارسا من حراس حدوده...