أشخاص لايناقشون ... وأشخاص يناقشون:الجزء(الثاني)

أشخاص يناقشون:
1ـ إنسان صاحب هدوء ورزانة؛ فإنه يساعد على الوصول إلى الغاية المنشودة من المناقشة، ويجعلها تسير في المسار الجدي الصحيح لها.
قال صلى الله عليه وسلم:
((إنَّ الرِّفقَ لا يكونُ في شيءٍ إلاَّ زانَهُُ، ولا يُنزَعُ من شيءٍ؛ إلاَّ شانَهُ)).
[صحيح مسلم].
2ـ إنسان صاحب علم جادٌّ؛ يريد الوصول للخير، وليس معاندًا.
3ـ شخص جاهل بسيط، وهو عكس المركب.
4ـ مبتدع؛ عُلم عنه أنه يسعى لمعرفة الصواب، والبحث عن الحقيقة.ولكن لاتناقشه على ملأ فقد يقع في قلب أحدهم شبهة فتتمكن من قلبه أو عقله ، قال الألباني : (فمتى ييسر الله له عالما ربانيا فيخرجها من قلبه أو عقله )
5ـ مستمع منصت؛ يلقي لمناقشه باله، ويعي كلامه؛ متفهم لما يقول؛ يختار الوقت المناسب للتعبير عن رأيه، منتظرًا من يناقشه حتى ينهي فكرته.
6ـ رجاع للحق متى بدا له خطؤه ؛ فما إن بدت له الحجج القواطع، والبينات النواصع؛ إلا انقاد وأجاب، وامتثل، ولبى.
قال عز من قائل:
{إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [النور:51]
7ـ وقّاف عند النصوص والأحكام الشرعية ؛ مسلم لها تسليمًا.
قال تبارك وتعالى:
{فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}[النساء:65]
8ـ يقول الحق ولو على نفسه؛ فلا يكثر في استجلاب الأعذار والتبريرات لأفعاله وأقواله.وقد صح عن نبينا صلى الله عليه وسلم قوله : ((صل من قطعك و أحسن إلى من أساء إليك و قل الحق و لو على نفسك . قال السيوطي : ‌أخرجه (ابن النجار) عن علي. وقال الألباني صحيح) انظر حديث رقم: 3769 في صحيح الجامع.‌
9ـ يتغاضى عن الزلات والهفوات؛ التي قد تأتي عرضًا خلال المناقشة.قال تعالى : (( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ))[آل عمران:134]
10ـ صدوق السريرة، صدوق المقال، صدوق الخبر.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((عليكُمْ بالصِّدْقِ؛ فإنَّ الصِّدقَ يهْدِي إلى البِرِّ، وإنَّ البِرَّ يهْدِي إلى الجَنَّةِ، وما يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ، وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ؛ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقً...ا))! [صحيح مسلم].
11ـ حريص على السؤال؛ ليزيل ما استشكل عليه وليستوضح؛ ويزداد فهمًا وعلمًا؛ لا لمجرد الثرثرة، أو ليوقع من يناقشه في العجز عن الإجابة!
وفي الحديث:
((فإنما شفاءُ العِيِّ السُّؤالُ)). [سنن أبي داوود: 363، حسنه الألباني].
وفي لسان العرب: "العِيُّ ـ بكسر العين ـ: الجهل.
والمعنى: أن الجهل داء؛ وشفاؤها السؤال والتعلم".
12ـ أمين على ما يدور في المجلس، حصين الصدر، حافظ السر.
قال صلى الله عليه وسلم:
((المجالِسُ بالأمانَةِ)). [صحيح الجامع: 6678].
جاء في فيض القدير: "أي أن المجالس الحسنة؛ إنما هي المصحوبة بالأمانة؛ أي: كتمان ما يقع فيها من التفاوض في الأسرار؛ فلا يحل لأحد من أهل المجلس أن يفشي على صاحبه ما يكره إفشاؤه ..."إلخ
وقال ابن الأثير: "هذا ندب إلى ترك إعادة ما يجري في المجلس من قول أو فعل؛ فكان ذلك أمانة عند من سمعه أو رآه، والأمانة تقع على الطاعة والعبادة والوديعة والثقة والأمان...".
هذا والله تعالى أعلم.


إعداد بعض أهل العلم مع زيادات لي والله الموفق