حقائق توحيد الأسماء والصفات -
--------------------------------------------------------------------------------
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد ،،،
فمن مقاصد توحيد الأسماء والصفات :
• تنزيه الله جل وعلا عن مشابهة صفات المخلوقين .
• الإيمان بما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم مع إثباتها وفهمها كما فهمها سلف الأمة الصالح .
• قطع الأمل تماماً من محاولة إدراك حقائقها ، واليأس الكلي من معرفة كيفيتها .
ولهذا التوحيد خمس حقائق :
• (1) : أن الله تعالى أمرنا أن نؤمن بما أنزله في كتابه العزيز ، وبما أوحى به إلى نبيه صلى الله عليه وسلم في السنة النبوية الصحيحة ، حتى لو لم تدركه عقولنا القاصرة والعاجزة والضعيفة ، قال تعالى : الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونً . سورة البقرة ، (الآية : 3) .
• (2) : أنه يجب الإيمان بصفات الله تعالى الواردة في ضمن كلام الله عز وجل ، وما جاء على لسان النبي صلى الله عليه وسلم بلا تحريف لمعانيها ، أو العبث بها ، أو تعطيل لما تدل عليه من أنها صفات الله تعالى الكاملة ، ولا أدعاء المعرفة بكيفياتها ، ولا يجوز التمثيل والتشبيه بينها وبين صفات المخلوق الضعيف ، فعلى هذا الأصل العظيم مات الصحابة الكرام ، ولم يعبثوا به ، وعليه مات القرون المفضلة والأئمة الأربعة سيراً على هديه صحابته الكرام رضي الله عنهم ، وكل من عبث بهذا الأصل نجد أنه يطعن في صحابة رسول الله رضي الله تعالى عنهم .
• (3) : أن الله تعالى موصوف بكتابه وسنة نبيه بصفات الكمال المطلق ، لا يتطرق إليه نقص بأي وجه من الوجوه ، واعتقاد النقص في صفاته كما فعلت اليهود والنصارى وأفراخهم من أهل البدع بعد تحريفهم لما جاءت به أنبياؤهم عليهم السلام ، هو شرك وكفر به سبحانه وتعالى ، وعلى هذا أجمع السلف الصالح رضي الله عنهم .
• (4) : أننا مع إيماننا بكل صفات الله تعالى الواردة في الكتاب والسنة ، وأنه تعالى اتصف بها على الحقيقة ، غير أننا نجهل الكيفية ، لأن عقولنا القاصرة والعاجزة والضعيفة عاجزة عن ذلك ، ولهذا قال تعالى : يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا . سورة طه ، (الآية : 110)
أي أن علمه سبحانه محيط بالإنسان وبكل خلقه ، غير أن هذا الإنسان الضعيف لا يمكنه أن يحيط علماَ بالله تعالى .
• (5) : أن الوحي الإلهي لا يتضمن ما يحكم العقل باستحالته ، وذلك أن العقل السليم يفهم الاستدلال الصحيح ، والبراهين السليمة ، وينقاد للحق ، بخلاف عقل المستكبر ، الذي جمع العفن في باطنه .
نسأل الله أن يميتنا ويبعثنا على هذه العقيدة السلفية البيضاء ، التي ليلها كنهارها ، واضحة لا تخفى على أحد بخلاف تلك العقائد الفاسدة التي لا يطلع عليها إلا من أحدثها وخرج بها عن جماعة المسلمين .
نسأل الله القبول في القول و العمل