المرأة ...بلا يوم عالمي

المرأة ...بلا يوم عالمي

بسم الله الرحمان الرحيم الصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله خالق البشر ذكورا وإناثا وجعل بينهم مودة ورحمة ، وبعد فان الناظر إلى حال المرأة في المجتمعات ( المتقزمة ) في كل بلاد الكفر على وجه الأرض ، يعرف أن وراء كل تلك الشعارات البراقة ، والكلمات الفضفاضة واقعا أسودا تعيش في ظله المرأة عن قناعة أو إكراه ، وإن كل من يعرف ذلك الواقع من أبناء الإسلام لا يمكن أن يقبل مزايدات أي أحد من بني الكفار فيما يتعلق بتكريم المرأة وتحريرها ، ولا حتى قبول طرق احتفالاتهم بها ، ومن ذلك تخصيصهم ليوم عالمي احتفاء بالمرأة ، والذي ينم عن نظرة تمييزية من أساسه . ولكن مما يستغرب ويؤسف له أن يكون من بين مجتمعاتنا الإسلامية من أصبح كالببغاوات يقلدون الكفار في احتفائهم بيومهم العالمي ، ظانين أنهم يحسنون صنعا .

ليس منا من يرفض إنصاف المرأة في العالم كله ، وليس في بلادنا الإسلامية فحسب ، وليس منا من يرفض رفع الظلم عن البشر كله دون تمييز ، ولكن ينبغي أن يكون هذا الإنصاف وهذا التكريم وفق مرجعيتنا بصفتنا مسلمين ، وليس وفق مرجعية الحضارة الغربية التي لا تقيم وزنا للقيم والأخلاق .

إن قراءة واعية وفهما صحيحا للإسلام ولممارسات جيل العهد النبوي الشريف يكشف بجلاء القدر والمكانة التي أعطيت للمرأة؛ والتي تتجاوز أن تكون مجرد ذكرى أو موضوع نقاش في يوم واحد من 365 يوما.

إن التصور الإسلامي الرشيد أعطى للمرأة المكانة اللائقة بها كإنسان واللائقة بها كأنثى؛لها مكوناتها وسماتها التي تميزها، وسجل لها حقوقها { للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن }. ولقد عبرت المرأة في ظل الإسلام عن إنسانيتها وأقامت بطولاتها كما الرجل في مجالات الجهاد والتضحية والدعوة وحمل الفكر ونشر الثقافة الإسلامية، فما أكثر النساء اللواتي أخذن الإسلام وبشرن به ودعون إليه وجاهدن في سبيله،وفي مقدمتهن أمهات المؤمنين.

ولئن وقعت ثلة من نساء المسلمين في هذا الزمان الرديء في شراك التغريب فلأنهن ابتعدن عن روح الإسلام وخضعن لأحكـام الرجل، واتبعن ما يملى عليهن من أساليب الخلاعة الرخيصة .

وليس يمنع المرأة المسلمة اليوم شيء إذا أرادت أن تشق طريقها في الحياة العلمية والعملية حرة مع محافظتها على عفتها وكرامتها وحجابها،فلا السفور شرط في طلب العلم ولا الخلاعة شرط في الثقافة والتمدن .ولله در من قال:

ودعي فراء القائلين سفـاهـة .......إن التقدم في السفور الأعـجم
حلل التبرج إن أردت رخـيصة .......أما العفاف فدونه سفك الـدم
فـتـثقفي وتنوري وتعلمـي.......والحق يا أختـاه أن تتعلـمي
لكـني أمسي وأصبـح قائـلا ....... أختاه يا بنت الإسلام تحشمي

بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله في الأخ الكريم،حقيقة إن المتأمل في نصوص الشريعة الاسلامية سيرى مدى اهتمام الاسلام بالمرأة و القدر و المكانة التي وضعها فيه ،و سيرى صورة رائعة للتكريم الحقيقي،ولكن أنصار التخريب و التغريب يحاولون تشويه هذه الصورة فنقول للمرأة المسلمة تمسكي بكتاب ربك و سنة نبيك صلى الله عليه و سلم،فوالله لن تجدي سعادتك إلا في اتباعك للشرع:
هما ســبيلان مالهما ثالث.......فاكسبي الخير و اكتســـبي
سبيل ربك و القران منهجه ......... نور من الله لم يحجب و لم يغب

بارك الله فيك على هذا الموضوع القيم ، حقا المرأة في الإسلام مكرمة معززة طيلة أيام السنة ، ولا تحتاج إلى يوم بخيل يضعه أهل البخل من بلاد الغرب .