أبو عبد الله مشرف ملتقى الطلبة الباحثين
عدد المساهمات : 405 نقاط : 61386 تاريخ التسجيل : 04/04/2008 العمر : 38
| موضوع: ... حول برنامج " الإتجاه المعاكس " الأربعاء أبريل 16, 2008 12:42 pm | |
| - اقتباس :
تعتبر الإذاعات و القنوات التلفزية و الجرائد و المجلات و غيرها من وسائل الإعلام و الإتصال من نعم الله على البشرية جمعاء وعلى الإنسان المسلم على وجه الخصوص، ذلك أنه تمكنه من ممارسة الدعوةالإسلامية، وتبليغ الهداية الربانية، وإيصال كلمة الحق و النجاة للناس في جميع الأقطار و الأمصار.غيرأن المتأمل في واقع الإعلام العربي والإسلامي يرى انحراف المشهد التلفزي والإذاعي على وجه الخصوص ـ باعتبارهما الوسائل الأكثر استهلاكا و تناولا من قبل المشاهد و المتلقي للمادة الإعلامية داخل المجتمعات العربية و الإسلامية ـ عن أداء هذه الرسالة الحميدة ، وتحقيق هذا الواجب الشرعي الذي لا يقل أهمية عن باقي الواجبات و الفروض الشرعية. حيث يجد المشاهد العربي الناقد ـ و ليس المتلقي و المستهلك فحسب ـ،هوة واسعة بين ما هو كائن و بين ما يجب أن يكون،إذ يجد كما هائلا من المواد و البرامج الحوارية التي تكتسي طابع المناقشة و المناظرة بين أطراف الحوارـ البعيدة كل البعد عن أداء ذلك المطلب الشرعي و االفريضة الدينية ، بل إن الغريب العجيب أن يكون هدفها إثارة الناس عن طريق المناظرة في قضية ما بين اتجاهين متعاكسين في المبدأ والفكر والرأي ، كسني وشيعي ، أوإسلامي وعلماني؛أو قومي وليبرالي ... فتُلقى الشبه على الناس على شكل حوار يُخَيّلُ لبعضنا أنه مثمر هادف يثري المشاهد بالمعلومات والمعارف ؛ فيشككون في العقيدة والشريعة بطريقة عجيبة ملتوية فيها إثارة واستمتاع للمشاهد. وهذا كله تحت مسمى (حرية الفكر) فلا نحجر على الناس عقولهم،فكل شخص يأتي بما عنده ويناقش ويجادل، وليس في هذا مخالفة شرعية ، فما على من أراد أن ينشر الفساد ويضل الناس ويروج لفكره المنحرف إلا أن يقتحم هذه المنابر و القنوات ويلبي الدعوة، ليمارس (حرية الفكر) ويستفيد من (الحرية الشخصية)، ويسجل نفسه في أرشيف هذه القنوات التي لا تبخل على أحد ولا تمنعه من التوقيع في (سجلها الذهبي). ومن بين هذه البرامج برنامج "الإتجاه المعاكس" الذي تبثه قناة الجزيرة المعروفة، وعموما كافة البرامج الحوارية التي تقدمها هذه المحطة التلفزية و غيرها من المحطات الفضائية. ومن باب النصيحة والتذكير ـ إذ أن الذرة لا تجر الصخرة و الشمس لا تحجب بالغربال ـ لجماهير المسلمين الغيورين على سلامة دينهم و عقيدتهم و فكرهم ، نسجل على هذا البرنامج الملاحظات التالية:
ـ غالبا ما يستدعي البرنامج لمناقشة قضية ذات طابع شرعي وجوها و شخصيات غير مؤهلة شرعا لهذه المناظرة والحوار، فينقصها العلم بالشريعة أصولاً وفروعاً، وينقصها العلم بحال المُناظِر ومعرفة زيف معتقده وضلال منهجه ، وقد تفتقر هذه الشخصية إلى الفصاحة والبيان و الحجة الدامغة ، و لاسيما إذا كان خصمه متمرسا على إلقاء الشبه، ومجيدا لفن المراوغة واللعب بالألفاظ و السفسطة، ومحسنا لفن الخطابة، وهذا ما حذر النبي صلى الله عليه وسلم أمته في قوله (أخوف ما أخاف عليكم منافق عليم اللسان).حديث صحيح
ـ يتخذ البرنامج ومقدمه موقفا محايدا من المتاحورين بحيث لا يوالي لا الطرف المحق على حساب الطرف المبطل، ولا الطرف المبطل على حساب الطرف المحق، و ذلك انطلاقا من مبدأ الحياد و الموضوعية. ولا يخفى على كل متأمل ما في هذا الموقف الحيادي السلبي من نصرة للباطل و مهادنة للبدع وأهلها، و خذلان للحق وتكاسل عن بيانه.
ـ غالب ما تكون هذه البرامج مجالا لطرح الأ فكارالمنحرفة ومناقشة البدع الضالة، و مناظرة أصحابها و محاججة مروجيها، مما يشكل مجالا لإثارة الشبهات. وله ضرر آخر في تأكيد اعتقاد المبتدعة للبدعة و تثبيته في صدورهم بحيث تنبعث دواعيهم، ويشتد حرصهم على الإصرارعليه. كما أن في ذلك إطراء وثناء على أهل البدع والأهواء ووصفهم بألقاب التقدير والتمجيد ، وهم عصاة منحرفون قد أذلهم الله ببدعتهم. والثناء على المبتدع الضال فيه فساد للدين، وفتنة للمسلمين، وقد ورد عن السلف النهي عن مجالسة أهل البدع، ومناظرتهم، ومخاطبتهم، والأمر بهجرانهم ؛ وهذالأن ذلك قد يكون أنفع للمسلمين من مخاطبتهم ـ ولعل أخطر ما في هذا البرنامج ،أنه في نهايته لايقدم للمشاهد أهم الخلاصات التي خرجت بها المناظرة والحوار، مما يجعل ذهنه شاردا، وقلبه حائرا غيرمطمئن لأحد الفكرين أوالإتجاهين، الأمر الذي يوقعه في البلبلة والحيرة، فلا يكاد يميز بين الحق والباطل، وبين المحق والمبطل من الخصمين، خصوصا ونحن نعلم ذلك الجو الذي تمر فيه تلك الحوارات و النقاشات من أخذ و رد للكلام من غير تنظيم ولا ترتيب في عرض المواقف و الأ فكار، وتلك العشوائية في طرح الموضيع واختيار المتناظرين و المتاحاورين.
ـ يدعي البرنامج والقناة عموما ـ أنه يوجه نقده لجميع الأ فكار والقضايا و الدول العربية و الإسلامية، و يناقش جميع المشاكل و القضايا ذات الهم العربي و الإسلامي إقليمية كانت أو محلية بغض النظر عن مصدرها ، فلا يستثني أحدا، وذلك انطلاقا من مبدأ الحياد و الموضوعية و توزيع المسؤولية على كافة الجهات، غير أن واقع الحال يظهر عكس ذلك، فهو ينتقد كافة الدول الإسلامية من المحيط إلى الخليج إلا البلد الذي يحتضن القناة و تنتسب إليه، فهو مستثنى من النقد و المساءلة،لأنه يعتبر من الطابوهات و المحرمات التي لا تمس ولا تنتقد. لا في سياسته و لا في أميره و لا في وزرائه..
وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم
عدل سابقا من قبل أبو عبد الله في الثلاثاء أبريل 22, 2008 1:10 pm عدل 3 مرات | |
|
عبد السلام أيت باخة مشرف مكتبة الطالب
عدد المساهمات : 280 نقاط : 60988 تاريخ التسجيل : 31/03/2008 العمر : 38
| موضوع: رد: ... حول برنامج " الإتجاه المعاكس " الأربعاء أبريل 16, 2008 12:54 pm | |
| بوركت أخي أبا عبد الله على هذا الموضوع الرائع ، نرجو منك المزيد من المشاركات . فقط حبذا لو غيرت نوع الخط لهذه المشاركة فهي صعبة القراءة . | |
|