مَن هي المرأة المسلمة ؟ سؤال يجب أن نطرحه دوماً لنعي معناه ، من هي
المرأة المسلمة حقاً وما هو دورها وما أهميته وكيف تشارك في مجال الدعوة إلى الله - عز وجل - .منهم رجالاً أَكْفَاء يحملون هَم الإسلام وعبء الدعوة ويبذلون في سبيله كل غالٍ ونفيس ، وهي زوجة صالحة تقف بجانب زوجها وتثبته وتشد من أزره وتحثه علىالبذل والعطاء ، إنها ليست أي زوجة فحسب وما ينبغي لها أن تكون كذلك .. إنهاامرأة تدرك واجب الدعوة إلى الله - تعالى - وأنه يتطلب وقتاً طويلاً وجهداً ليسبالقليل ، فيه تضحية بالراحة وبالأوقات مع الأبناء ، وفيه تضحية بالمال والدنيابأسْرها وما عليها إن كان ذلك كله في سبيل مرضاة الله - تعالى - ثم إنها تدركقبل ذلك أن هذه الأمة لم تقم ولن تقوم إلا بالتضحيات الغالية .
المرأة المسلمة زوجة داعية وأم راعية ، إنها تعرف للصبر معنًى وللأذى
والاضطهاد حكمة وللحياة قيمة .إن هذا الدور فقهته نساء الصحابة - رضوان الله عليهن - فَرُحن يُسطرْنَ في ذلك صفحات خالدة ترسم القدوة والمنهج وتبعث الأمل وتنهض بالجيل ، وعندماأغفلنا نحن هذا الدور وتهاونا فيه كان حالنا ما كان وأصبحت المرأة عاملاً في الانحطاط والفساد الذي أصاب الأمة وتغاضت عن صوت الحق الذي يناديها : أماآن للمرأة المسلمة أن تفيق وتكون خير زاد في الطريق ! .
إنه لا أحد ينكر حاجة الدعوات إلى النساء ، خاصة وأنهن أرق عاطفة وأكثر
اندفاعاً وأسمح نفساً وأطيب قلباً وهي إذا آمنت بشيء لم تبالي في نشره والدعوة إليه ، وإذا صدقت بشيء عملت على إقناع زوجها وإخوتها وأبنائها به ، ولجهاد المرأة المسلمة في سبيل الإسلام في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - صفحات بيضاء مشرفة تؤكد لنا اليوم أن حركة الإصلاح الإسلامي ستظل وئيدة الخطى ، قليلة الأثر في المجتمع حتى تشترك فيها المرأة فتنشئ جيلاً من الفتيات على الإيمان والخلق والعفة والطهارة ، هؤلاء أقدر على نشر هذه القيم التي يحتاج إليها مجتمعنا اليوم في أوساط النساء من الرجال ، فضلاً عن أنهن سيكُنَّ زوجات
وأمهات ، وأن الفضل الكبير في تربية صغار الصحابة ثم التابعين من بعدهم يعود
إلى نساء الإسلام اللاتي نشَّأن هذه الأجيال على أخلاق الإسلام وآدابه وحب الإسلام
ورسوله ، فكانت أكرم الأجيال التي عرفها التاريخ من علو الهمة واستقامة السيرة .
فدعوة إلى الاستفادة من طاقات المرأة لتربية الأجيال ، ودعوة إلى المرأة
لتشمر السواعد للعمل لهذا الدين ونصرة الدعوة ؛ ليعود للمسلمين عزهم وقوتهم
ويعود للكفر خذلانه وسقوطه .