من آدب النصيحة بعيدا عن التهمة

أدب النصيحة

شاعت في امتنا هذه الايام بعض المخالفات السلبية، وقد نتج عنها اتهام الناس في ذممهم، وعلى صفحات الصحف وامام وسائل الاعلام المختلفة، مما ترتب عليه طعن في الجميع وفضح البيوت وهتك لاستارها.
ومن هنا كان لابد من تطبيق قوله تعالى ( ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) «125 من سورة النحل».
ودعوة الناس الى التزام ادب النصيحة، وليس لكل ذي نصح الا الجهد ولو لم يقبل من نصائحه شيء، ومن هذه الآداب مايلي:
الادب الاول: الشفقة في اقالة العثرة، فقد كان من هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - التعريض بعيداًَ عن التشهير، ومما شهر عنه قوله عليه السلام «ما بال اقوام...» ونظرة الى حالنا في هذه الايام، وما اكثر من شُهّر بهم في المجتمع وسيئ بهم الظن، وما ذلك الا نتيجة لسوء النصيحة.
قال الشاعر:
تعمدني بنصحك في انفراد
وجنبني النصح في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع
من التوبيخ لا أرضى سماعه

الادب الثاني: النصح في الخفاء، وذلك لان النصح في السر ارجى للقبول وابعد عن التهمة، وما حال النصائح اليومية في اماكن العمل، او في الصحف اليومية والتشهير بالناس علنا وعلى الملأ الا بسبب البعد عن الادب الاسلامي، والاستهانة بقيم الاسلام الحنيف.
الادب الثالث: الاخلاص في النصيحة فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «الدين النصيحة قلنا لمن؟ يا رسول الله قال «لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم»، والنصيحة ان خرجت من قلب مخلص وصلت لصاحبها وتركت فيه الاثر المنشود.
الادب الرابع: عدم التعالي من الناصح على المنصوح، كي لا يتمثل في نصحه حب الناس وثناءهم عليه وكسب ثقتهم، وليس في كل ذلك رضاً لله تعالى.
والعاقل من شغله عيبه عن عيوب الناس، قال عمر -رضي الله عنه- «لا تظنن بكلمة خرجت من اخيك الا خيراً، وان تجد لها في الخير محملاً»، وذلك كله اوقع في نفس المنصوح.
الادب الخامس: تقبل النصح بنفس راضية، وقد صدق القائل «من اصفر وجهه عند النصيحة اسود لونه من الفضيحة».

www.salafiduroos.net/rabeeyamen.mp3