لقد اشتدت وطأة الحصار الفرعوني على إخواننا وأخواتنا في غزة فلسطين.
اشتدت هذه الوطأة في زمن ابتلينا به بما تنبأ به نبينا صلى الله عليه وسلم في قوله واصفا حال الأمة حين تزهد في دينها، ويصير أكثر أفرادها بين نابذ لأحكامه، ومتحايل عليها:
"سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم"
وإن كل ذي عينين ولو كان أعشى، وإن كل ذي أذنين ولو كان لا يحول بينه وبين الصمم إلا خيط رقيق ..
لن يتردد في الجزم بأن الذل لن يجد له تجليا أكبر ولا أوضح من هذا الذي تتخبط فيه الأمة في كل بقاع الأرض المسلمة، والذي يبرز بشكل أوضح في بعضها؛ كغزة المضطهدة، التي تمالأ عليها اليهود والمنافقون؛ أعداء الأمة منذ زمان نبيها صلى الله عليه وسلم.
أجل؛ هؤلاء الخونة الحاقدون الذين تمالئوا على مستضعفي غزة، سلالةٌ مقيتة انحدرت من سفاح، مارسه بكل حيوانية وخبث أجداد هؤلاء الأحفاد ..
إلا أن الأجداد وجدوا رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فلقنوهم درسا، وسقوهم ذلا مرا، وكانوا صخرة تفتت على جنباتها كل محاولات الغدر والإذلال.
بينما الأحفاد، يستعرضون عضلاتهم الجبانة، لأن سلالة الأبطال، ضلوا طريق أجدادهم؛ حيث ظنوا أن البطولة إنما هي الفوز بكأس إفريقيا لكرة القدم، فرحلوا إلى غانة، ونسوا غزة!
وإذا كانت السيرة المشرقة تنقل لنا خبر إجلاء يهود بني قينقاع بسبب تطاولهم على لباس امرأة مسلمة.
فإن قنوات واقعنا المظلم؛ قد نقلت لنا خبر قطع الغذاء والكهرباء عن فلسطينيي غزة، في سياق خطوات خطيرة نحو إبادة ما يزيد على مليون مسلم، في ظل مباركة من زعيم الصليبية المعاصرة، وقادة الصهيونية الفاجرة.
والأدهى والأمر؛ في ظل خذلان من المسلمين شرقا وغربا، الذين لم يجد أحدهم للتنفيس -بعض الشيء- عن همه وغمه إلا قلما كاد يجف مداده، خط به كلمات يتيمات خلاصتها: اللهم إن هذا منكر!
بينما توجه كثيرون بقلوب خاشعة إلى غانا الاستوائية!!!
قد نرى ونسمع تحركات من أجل تخفيف وقع المصيبة، أو رفع بعض صورها، أو مواساة المصابين، أو الترحم عليهم ...
لكن متى نخطو الخطوات التي أرشدنا إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله:
"إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم".
وهل يأتي على المعجبين بكرة القدم حين من الدهر يدركون فيه، أن مناط إعجابهم، ومتعلق اهتماماتهم إنما هو مكيدة تخدر بها الصهيونية العالمية العقول، ويشغلون بها الشباب عن قضايا أمتهم المصيرية؟!
عسى أن يكون قريبا.
اللهم فرج همّ أهل غزة، اللهم هيئ أمتَنا لنصر مبين ...