كــانــت بعـــزة إثمهــا تتكبّــر ** وببعدهـــا عــن ربّهــا تستهتـرُ
ثـوب الفضيلة لا يـواري جسمهـا ** بعبــاءة الخصـر المريبـة تظهـــرُ
مكياجهـــا يزري بنــور حيـاءهــا ** وعطورها مـن جسمهــا تتبخّـــرُ
وتهيـج قطعـان الذئاب لطيفهــا ** فــي السـوق لمّا أقـبـلـت تتبخـتـرُ
لعبت بها الأوهــام حتى أصبحـت ** تهفــو لهـــا ولأمرها تتصـــدّرُ
يا ويلها ظلمــت جمــال أنوثــــة ** ريانـــة والـورد فيهــا يزهــرُ
ضربت مواعيــد الغـــرام بجـرأة ** والله يسمع مـا تقـول ويبصرُ
لكــــن قلبـــاً غافلاً أنّــــى لــه ** في ســوء عـاقبة الهـوى يتفكّـرُ
هجـرت كتـاب الله طــول سنينهـا ** لا الخـوف يغشاهــا ولا تتذكّـرُ
فــــإذا بأقـــدار الإلــه تحوطهــا ** وإذا بألطــاف المهيمــن تسفـرُ
ورأت كتـــاب الله يومـاً صدفة ** فيليـن قلـب جامــد متحجّــرُ
فتناولته عسـى زمـان أســود ** مـــن عمرهـا بكتــابــه يتنــوّرُ
يا حسن ما قرأتـه مـــن آياتــه ** أوَ هكـــذا ربي لذنبـــي يغفــرُ
أو هكـــذا لطـــف الإلــه وبِـــرّه ** ربٌّ غفــور جـوده لا يقصــرُ
يعطي بلا عـدد ويمهـــل عبــــده ** وهـــو العليّ القــادر المتكبّــرُ
فإذا بهــا تشكــــو بغيـــر تكلّــــم ** ودموعهـا مـن عينهـــا تتحـدّرُ
عادت فتـــاة الأمـــس لله الـــذي ** يعفــــو ويغفـــر للعبــاد ويستـرُ
صلّــت صـــلاة مــودّع وتأملــت ** فـــي شأنهــا ولآيهـــا تتدبّــرُ
يا ربِّ تبت إليــك فاقبــل توبتـي ** أنت العليــم بنـا وأنـــت تدبّــرُ
صرّف على دين الرسول وشرعـه ** قلبي الـذي يهفـو إليـك ويجـأرُ