- من أنا ؟؟!!!
قام الحجاب معلناً...:
* أنا الحجاب... هوية شخصية وبطاقة تعريف تُخبر الناس أنك مسلمة تعبدين الله وتوحدينه...
* أنا الحجاب... تاج فوق رأسك وراية ترفرف ورسالة واضحة المقصد فحواها "قد أطعت أمر الله في الظاهر كما أطعته في الباطن... في الظاهر بالحجاب، وفى الباطن بالتقوى..."
* أنا الحجاب... شكر متواصل على نعم الله عليك التي لا تُعدُ ولا تُحصى، فكيف يكون الشكر ممتزجاً بكفر؟؟!!
وهل تجمعين مع طاعة الله معصيته؟؟
ومتى يسمع قلبك قول ربك لك {لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ}..؟؟؟!!
- ومن عدوي ؟؟!!!
وأعدى أعدائي وأشد ما يؤذيني ويؤلمني هو التبرج... والتبرج هو: التكشف والظهور للعيون، ومنه "بروج السماء" أي: أنه لا حائل أو حجاب يسترها...
والمقصود بالتبرج هنا: إظهار الزينة وإبراز المرأة محاسنها أمام الرجال...
ومحاسن المرأة ليست لوناً واحداً بل أنواع شتى... فصوتها وشكلها وملابسها وكلامها... كل هذه محاسن تُغري الرجل وتفتنه... وشهوة الرجل في الكلام مع المرأة وممازحتها والنظر إليها وسماع صوتها، كل هذه شهوات تُتَقى ""بالحجاب" ولهذا شرعني الله...
وليس بالضرورة أن تكون المتبرجة "غير محجبة" بل قد تتبرج المحجبة!!!
نعم !!
إذا أظهرت زينتها... وزينتها عند ذلك تظهر فى: رقة كلامها وخضوعها بالقول... أو في مكياجها وعطرها المثير العصف... أو لبسها الضيق الذي يُجسم ويصف... أو فى مزاحها وتبسطها فى الكلام مع الرجال...
كل هذا من التبرج الذي يتسمى باسم الحجاب ويرتدى ثوبه والحجاب منه براء...
- ;من يدخل جنتي؟؟!!!
قال الحجاب فى لهجة حانية مبيناً أجر إرتدائه وإمتثال أمر الله تعالى في ذلك:
أختاه، إنك بارتدائك الحجاب تنالين الخير الكثير والأجر العظيم، وتعالي بنا نلقي الضوء على ذلك فى ومضات سريعة:
* أولاً: أجر امتثال الأمر:
قال تعالى أمراً كل مؤمنة: {وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى}.
ولأني -أنا الحجاب- الفريضة التي فرضها الله عليك وعلى كل مسلمة فأنا مِن أحب ما تتقرب به إمرأة إلى ربها...
وفى الحديث القدسي الشهير: "وما تقرب إليَ عبدي بشيء أحبَ إليَ مما افترضته عليه"...
وأمر الله "واجب النفاذ"، والتحايل على الأمر بأن يصاحب حجابك: تبرج وتعطر وخضوع بالقول وتكسُر.. أخشى أن يكون فيه دون أن تشعري نوع من مخادعة الله، والله سبحانه لا يُخادع...
واسمعي بقلبك إلى قول ربك: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً} الأحزاب: 36.
واسمعي إلى أمك "عائشة" رضي الله عنها قالت:
"وإني والله ما رأيت أفضل من نساء الأنصار ولا أشد تصديقاً لكتاب الله ولا إيماناً بالتنزيل، لقد أُنزلت سورة النور {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ}، فانقلب رجالهنَ إليهن يتلون عليهنَ ما أنزل الله إليهنَ فيها ويتلو الرجل على امرأته وابنته وأخته وكل ذي قرابته، فما منهنَ امرأة إلا قامت إلى مرطها المُرَحَلَ (المزخرف) فاعتجرت به (شدته على رأسها) تصديقاً وإيماناً بما أنزل الله من كتابه فأصبحنَ وراء رسول الله مُعتجرات كأنَ على رؤوسهنَ الغربان"...
فلم تنتظر أي واحدة منهنَ إلى الصباح لتشتري حجاباً، بل مزَقت المرط وهو ما يربط به الوسط لتستر به كما أمرها ربها وعلى الفور دون أن تتخلف عن ذلك امرأة واحدة...
ولأهمية الحجاب وفظاعة التبرج وسوء عاقبته، فقد قرن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين الشرك والزنا والسرقة وغيرها من الكبائر، وبايع على ذلك النساء من أول لحظات إسلامهنَ...
فقد جاءت "أميمة بنت رُقيقة" إلى رسول الله تبايعه على الإسلام فقال: "أبايعك على أن لا تشركي بالله شيئاً، ولا تسرقي، ولا تزني، ولا تقتلي ولدك، ولا تأتي ببهتان تفترينه بين يديك ورجليك ولا تنوحي ولا تتبرجي تبرج الجاهلية الأولى".
* ثانياً: ذالكم أطهر !!
قال الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ}...
وإذا قال الله: {ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ}، فلا يقولن أحد غير ما قال الله، لا يقل أحد: إن الاختلاط وإزالة الحجب والترخص في الحديث والنقاش والجلوس والمشاركة بين الجنسين أطهر للقلوب وأعف للضمائر وأعون على تصريف الغريزة المكبوتة، وعلى إشعار الجنسين بالأدب وترقيق المشاعر والسلوك إلى آخر ما يقوله نفر من خلق الله... لا يقل أحد شيئاً من هذا والله يقول: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ}.
يقول الله تعالى هذا عن نساء رسول الله عليه الصلاة والسلام، الطاهرات أمهات المؤمنين، وعن رجال الصدر الأول من الصحابة الكرام ممن لا تتطاول إليهنَ وإليهم الأعناق، وحين يقول الله قولاً ويقول خلق من خلقه قولاً فالقول قول الله، وكل قول آخر لا يرده إلا من يجرؤ على القول بأن الخلق الفانين أعلم بالنفس البشرية من الخالق الباقي الذي خلق هؤلاء، والواقع العلمي -فضلاً عن دافع ومقتضى الإيمان- يهتف بصدق الله وكذب المُدعين، ومن أصدق من الله قيلاً!!!
يا أختاه !!!
اعرفي قيمة {ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ}... فالقلب الطاهر هو القلب السليم، والقلب السليم هو الثمن الوحيد الذي يصلح لدخول الجنة بعفو الله {إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} الشعراء: 89.
* ثالثاً: الدعوة الصامتة :
قال الحجاب:
إذا ارتديتني أختاه وفهمتِ رسالتي فالتزمت بأخلاق الإسلام ولم تخرقي منها شيئاً، كنتِ دعوة متحركة في المجتمع، وشكلت جزءاً مؤثراً من حملة إيمانية شاملة، ونلتِ ثواب الدال على الخير ليس بشيء سوى بسيركِ في الطريق لتؤدي دورك المنشود في نشر الفضيلة وإشاعة العفاف ودحر الشهوات وصد حملات الميوعة وإثارة الغرائز التي يقودها أعدائي ممن يكرهون دين الله ويكرهون الفضيلة والحياء والستر..
* رابعاً: الجنة...
قال ربي في كتابه العزيز:
{وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} النساء:13.
أختاااه!!!
هل تبيعين حرير الجنة بثوبٍ يكشف ويصف ولا يساوي في الجنة ذرة تراب ؟؟!!
هل نسيتِ الجنة وما أعده الله لك فيها من نعيمٍ مقيم وخلود عظيم ولذة لا تخطر على قلب إنس ولا جن ؟؟!!
وإذا كان الله يقول {وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا}، فلماذا أصبح نصيبك كله دنيا ليس للآخرة فيه شيء ؟؟!!!
أختاااه !!!
إنها الجنة!! دار كرامة الرحمن التي خلقها لبنة من فضة ولبنة من ذهب، وجعل ملاطها المسك الأذفر، وحجارتها اللؤلؤ والياقوت...، لا خوف فيها ولا حزن...، لا نوم فيها ولا كسل، بل ولا حتى أدنى ملل!!
فهل من مُشمر لها ؟؟!!!
وهل من عامل لها بمقدار مقامه فيها وساعٍ إليها بقدر حاجته إليها وباذل بقدر شوقه إلى سُكناها ؟؟!!!
وهى والله ليست جنة الآخرة فحسب، بل وجنة الدنيا وسعادة الدنيا وهناء الدنيا كما قال ربي جل في علاه، واسمعي بمسامع قلبك: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} النحل:97.
* خامساً : الحماية الأكيدة
قال ربي تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} الأحزاب:59.
وإذا كان الإيذاء قديماً أن يتكلم عنهنَ الكفار أو يتعرضوا للمؤمنات بالأذى من القول والفعل، فإن الإيذاء اليوم هو ما نراه في شوارعنا من شباب يلاحق فتاة بالمعاكسة أو الغزل الفاضح أو الألفاظ الجارحة، وهم في الغالب لا يبدءون بمن ارتدت الحجاب الشرعي والتزمت أمر ربها، لكنهم يبدءون بمن تخلت عن حجابها بأي شكل من الأشكال بما يرون فيها من كشف للعورة وإظهارٍ للفتنة بالشكل أو الكلام...
الأحد مايو 18, 2008 6:47 pm
jazaka alahe marte okhera akhi 
