حمى الله الكرة الأرضية بغلاف قبل أن تعيش عليها المرأة بحجاب..
فالكرة الأرضية بأغلفتها،
والخلايا الحية بأنواعها،
وأجزاء النباتات كلها،
بدءًا ببذرتها وانتهاءًا بثمرتها..
واليرقة تتشرنق عذراء،
والجلد يستر ويغطي الأعضاء،
والجثة حجابها كفن من قطع بيضاء،
تدفن تحت الأرض.. الرجل والمرأة سواء..
الحجاب في الجمادات
فالسيف يحفظ داخل غمده،
والقلم بدون غطاء يجف حبره ويصبح عديم الفائدة، ويُلقى ذليلاً مهاناً تدوسه الأقدام.. لأنه فقد مصدر حمايته وهو الغطاء.
ترى.. لماذا تغلف بناتنا كتبهن ودفاترهن؟
ألتضييع الوقت؟ أم حماية لها؟
والوسادة، تضعين رأسك عليها نظيفة بفضل كيسها الذي يحجب عنها الوسخ.
الحجاب في الكائنات الحية
على مستوى الخلية، أغشية مزدوجة خارجية وداخلية، تحمي الخلية وتنظم عمل عضياتها:
أ- الخلية النباتية:
تحاط بجدار سميك يدعمها حتى بعد موتها.
ب- الخلية الحيوانية:
فالخلية الغضروفية توجد داخل فجوات،
والخلية العظمية تقع داخل قنوات،
وبويضات الأنثى تحفظ في حويصلات.
والخلية العصبية محورها طويل يُحاط بغمد،
يحميها فلا يتلف أو ينقطع.
إذاً لكل خلية حجابها الخاص بها.
وأنتِ.. ليكن لكِ حجابكِ الذي يميزكِ.
الحجاب في النباتات
أ- البذرة:
حجابها التربة، تمنع عنها أشعة الشمس، فتعيش في ظلام ليبدأ الإنبات.
والقشرة حجاب ثان، وداخل الحجاب حجاب، فالجذر له قمة نامية، عليها قلنسوة، بها يدك الجذر الأرض دكاً.
فالبذرة، باطن الأرض خير لها من ظاهرها،
كذلك المرأة.. إن هي لم تتحجب، تجلب السوء لنفسها والعار لأهلها، ويسود الفساد في الأمة، ويصبح باطن الأرض خير لها من ظاهرها..
ب- الزهرة:
عضو التأنيث داخلها يقع في مركزها، تحيط به الأوراق الزهرية تحميها.
فإن كان الله عز وجل قد حافظ على عضو التأنيث في مجرد زهرةٍ ما، لنباتٍ ما، بهذا الشكل، أليست أنثى الإنسان هي الأولى والأجدر بهذه الحماية؟
وما سبل هذه الحماية؟
هل أنت مجرد زهرة جميلة؟
حسناء المنظر بزينتكِ..
فواحة الرائحة بعطركِ..
مغرورة فطرحتِ حجابكِ..
لتجذبي كل من حولكِ..
لكنك تذبلين قبل قريناتكِ،
تتساقط أوراقك وتذهب سنين عمرك،
فهل هذه آخرتك؟؟
وهل أنتِ مجرد زهرةٍ جميلة في اعتباركِ؟
ج- الثمرة:
ماذا يحدث إذا قضمت تفاحة ثم تركتها فترة؟
ولماذا يسود لون الموزة بعد تقشيرها؟
الحجاب في الحيوان
أ- في الحيوانات المائية:
في الماء، نرى الكثير من ألوان المرجان والأصداف والقواقع.. كأنها في مهرجان، كلها تشكل حجباً تحمى داخلها الرخويات، فتبارك الله الخالق البارئ المصور.
ب- في حيوانات اليابسة:
من الحشرات فراشة، يرقتها هي أحد أطوارها، أمرت بأمر عظيم من رب عظيم.. إذاً تنفذ بالرغم من أنه لا حول لها ولا قوة.. تفرز خيوطاً لزجة.. كأنها تغزلها ثم تنسجها حجاباً ترتديه، لتنتقل للطور الذي يليه وتسمى عذراء في شرنقة.
فما بال أنثى الإنسان تعصيه، وهي التي ميزها الله بالعقل والمنطق؟
والزواحف لها حراشف.. والقنفذ ذو أشواك.. والسلحفاة لها درقة كبيرة ثقيلة تحملها على ظهرها طوال عمرها،
لذلك.. نطلق عليها تكريماً لصبرها صاحبة أثقل حجاب.
فمن يا ترى، صاحبة أغلى حجاب؟
أهي من تنفق مئات الريالات على حجاب يحتاج إلى حجاب؟
وتختلف الحجب من كائن لآخر.. وقد تختلف من نفس الكائن، حسب متطلباته، فجنين الطيور تحميه قشرة البيض الهشة، إذا سقطت على الأرض تهشمت.. فلا تقولي عن حجابك أنه مجرد قطعة قماش، سيحميكِ بإذن الله. ثم يفقس البيض عن كتكوت ذي زغب خفيف يتحول إلى ريش طويل يحمي الطائر.
الحجاب في الإنسان
{ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ } الزمر(6).
أ- الجنين في بطن أمه:
تسعة أشهر يقضيها الجنين آمنا في سربه.. رحم أمه يُحاط بأغشية وحجب، وهي: ظلمة المشيمة وظلمة جدار الرحم وظلمة جدار البطن، فتوفر له الراحة والأمن والغذاء والأكسجين.
ب- الحجاب في جسم الإنسان:
الحجاب الحاجز: داخل أحشائك موجود، يفصل ويحجب القلب والرئتين عن باقي الأعضاء في الأحشاء، يقوم بدوره خير قيام لأنه سميك، لا يصف ولا يشف..
فما بال حجاب أنثى الإنسان في الخارج، رقيق يصف ولا يشف بل هو مغرٍ أحياناً، وللأسف قد يكون غير موجود تقريباً.
ج- الهيكل العظمي:
من مكوناته.. الجمجمة يستقربها الدماغ، وهو كنز الإنسان وما يميزه عن الحيوان، موجود داخل صندوق عظمي يرقد بأمان، لا يصل إليه مشرط الجراح الفنان، إلا بنشر عظم جمجمة رأس الإنسان.. وهى خزنة عظمية، عند الغني والفقير، تضاهي الخزنة الحديدية في حفظ المجوهرات، { وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ } الذاريات (21).
د- القلب:
كالهدية.. يغلف بطبقة فوق طبقة.. أو كخمسة جنود يقومون بحمايته.
غشاء التامور شفافة، تحيط به رئتان حنونتان، يضمهم قفص صدري بأمان، تكسوه عضلات وأنسجة، يغطيها جلد واق، وهكذا تحيط بنا رحمة ربنا ومحبته وحكمته فشرع لنا الحجاب.
ت- العين:
أغلى ما يملك الإنسان، وهي كرة تستقر داخل حجاج العين، حتى لا تتقاذفها الأخطار.. وأنت بحجابك تمنعين نفسك أن تكوني لعبة ومتعة يتقاذفها الرجال.
يقول الشاعر:
نظرة فابتسامة فسلام***فكلام فموعد فلقاء
وأنظم شعراً رداً:
فسفوراً واختلاط وزناً وأمراض *** وعار ودمار وعذاب في النار
يقول عز وجل: { قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ } النور (30).
و- الجلد:
نسيج سميك يغطي كافة الجسم، ويخفي خلفه العظام والعضلات والأوعية الدموية و... و... تخيلي لو كان جلدك شفافاً، يظهر ما تحته، كيف سيكون حال الناس وأشكالهم؟
{ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ } التين (4).
تعقمين جراحكِ في جلدكِ حماية لجسدكِ، والحجاب يحميك جسداً وروحاً، فما بالك تنزعينه غير مهتمةٍ ولا مباليةٍ؟
بحجابك.. أنتِ سفيرة لدينكِ..
بحجابك.. أنتِ قدوة للأطفال..
بحجابك.. تدلين كل أنحاء العالم والكون على وجود دين عظيم،
يميز المرأة لتكون شامة..
شامة على خد الكون الفسيح..
فأنتِ بحجابك درة مصونة..
وبدونه حلوى للذباب مكشوفة..
فهل أنت سلعة وبضاعة مرهونة؟
أم أنتِ جيفة ترممت عليها بكتريا وجرثومة؟
بل أنت والله لؤلوة مكنونة..
فتحجبي..
فالكون كله يتحجب..
ولا تشذي عن الكون..
فمن شذ.. شذ في النار