مكانة العلماء

موضوع: مكانة العلماء الأربعاء مايو 28, 2008 1:23 pm

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أيها الاخوة والاخوات
اهتم الاسلام بالعلم والعلماء اهتمام كبير فورد ت مكانتهم في القران الكريم والسنة النبوية.
اولا - القرآن الكريم
(قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون انما يتذكر اولوا الالباب)
(يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات)
(يا ايها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم .فان تنازعتم في شيئ فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر .ذلك خير واحسن تاويلا)
- قال ابن عباس وغيره من المفسرين والامام احمد بن حنبل اولوا الامر هم العلماء.
ثانيا- السنة النبوية
(قال صلى الله عليه وسلم :ان الله وملائكته واهل السموات واهل الارض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في البحر ليصلون على معلم الناس الخير)
(قال صلى الله عليه وسلم: العلماء ورثة الانبياء والانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وانما ورثوا العلم فمن اخذ به اخذ بقسط وافر)
- النصوص السابقة تؤكد تاكيدا بينا تلك المكانة لاهل العلم في حياة الامة ولكن مع الاسف لانجد اليوم لدى البعض اي احترام للعلماء بل نجد نكرانا وجحودا واطالة اللسان بحقهم من قبل اناس لايفقهون من العلم شيئا.
ثالثا- مواصفات وشروط العالم
- لم يترك الاسلام امر العلم والعلماء هكذا دون ان يضح ميزان يوزن به اهل العلم لان التصدر للعلم والفتوى يحتاج الى مجموعة الامور التي لابد منها ولقد افاض اهل الاصول واهل العلم في ذلك وكتبت مؤلفات وهذا ابردليل على ان الامر خطير لمن اراد ان يسبح فيه وهو لايتقن فن السباحة.
(يقول ابن قيم الجوزية في اعلام الموقعين عن رب العالمين : لم تصلح مرتبة التبيلغ بالرواية ةالفتيا الا لمن اتصف بالعلم والصدق فيكون عالما بما يبلغ وصادقا فيه ويكون حسن الطريقة مرضي السيرة عدلا في اقواله وافعاله متسابه السر والعلانية في مدخله ومخرجه واحواله)
(ويروي صالح ابن الامام احمد عن ابيه فيقول :ينبغي للرجل اذا حمل نفسه على ان يكون عالما بوجوه القران عالما بالاسانيد الصحيحة عالما بالسنن وانما جاء خلاف من خالف لقلة معرفتهم بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وقلة معرفتهم بصحيحها من سقيمها)
(ويقول الامام الشافعي فيما رواه الخطيب: لايحل لاحد ان يفتي في دين الله الا رجلا عارفا بكتاب الله بناسخه ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه وتنزيله ومكيه ومدنيه وما اريد به ,ويكون بعد ذلك بصيرا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ,ويعرف من الحديث مثل ما عرف من القرآن, ويكون بصيرا باللغة العربية, ويكون بعد ذلك عارفا بما اختلف فيه اهل الامصار , وتكون له قريحة بعد هذا , فاذا كان كذلك فله ان يتكلم ويفتي ,واذا لم يكن هكذا فليس له ان يفتي)
- فهل تتوفر كل هذه الشروط والمواصفات لمن يدعون اليوم انهم علماء وهنا لااقصد العلماء الثقات المعتبرين بل اقصد اولئك الذين يدعون العلم او اتقنوا بعض المسائل فتراهم يحملوناه اينما ذهبوا فلا يتكلمون الا بها وكان الاسلام هو فقط ماوصل اليه علمهم .
واذا ناقشتهم فيها فانهم ينتفضون كالاسد الهصور نيلا بالعلماء والثلب بهم فيحولون الحديث الى حديث شخصي لاعلاقة له بالحوار.
رابعا- مصير من يتكلم في العلماء
- كل انسان يتكلم في العلماء بطريقة شخصية وغير علمية بقصد الطعن والتشكيك انما يريد بطريقة غير مباشرة ان ينسب لنفسه او لشيخه الكمال فيجهل وينسى ان الكمال لله وحده وانه لاعصمة لبشر الا الرسول صلى الله عليه وسلم, والذي ينقص هؤلاء كثير من العلم وكثير من الادب وفقدهما فقد فقد كل شيئ.
(نقل عن السلف انهم قالوا : كل علم لا ادب فيه لامنفعة فيه)
(قال الامام مالك لاحد طلاب العلم : يا ابن اخي تعلم الادب قبل ان تتعلم العلم)
( وقال ايضا كانت امي تعممني وتقول لي اذهب الى ربيعة - وهو شيخ مالك- فتعلم من ادبه قبل علمه)
(وقال ابن مخلد بن الحسين لابن المبارك : نحن الى كثير من الادب احوج منا الى كثير من الحديث)
( ويقول الامام الطحاوي: وعلماء السلف من السابقين ومن بعدهم من التابعين اهل الخير والاثر واهل الفقه والنظر لايذكرون الا بالجميل ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل)
(ويقول ابن المبارك: من استخف بالعلماء ذهبت آخرته ومن استخف بالامراء ذهبت دنياه ومن استخف بالاخوان ذهبت مروءته)
وقال ابن عساكر : واعلم يا اخي وفقنا الله واياك لمرضاته وجعلنا ممن يخشاه ويتقه حق تقاته, ان لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك استار منتقصيهم معلومة , ومن اطلق لسانه في العلماء بالثلب ابتلاه الله قبل موته بموت القلب , ويقول الله في سورة النور- فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم)
( ويقول ابو سنان الاسدي : اذا كان طالب العلم قبل ان يتعلم مسالة في الدين يتعلم الوقيعة في الناس متى يفلح)
(وقال الامام احمد بن حنبل : لحوم العلماء مسمومة من شمها مرض ومن اكلها مات)
- هكذا كان السلف يتعاملون مع العلماء لانهم عرفوا حقيقة العلم واهمية العلماء اما من لايعرف بالطب يسمي المشرط مجرفة.
- ونحن لاندعوا الى تقديس الاشخاص فهذا مرفوض في ديننا لكن ندعوا ان النقد والتسديد والنصح يكون من قبل من اتاه الله علما واسعا يمكنه من تقييم مواقف العلماء .
- فهل نتعلم من السلف تلك الاخلاق التي فقدناها في حياتنا حتى اصبحت السنتنا سيوفا مسلطة على كل عالم فما عادت هناك حرمة ولاخطوط حمراء نسال الله تعالى ان يفقهنا في ديننا وان يرزقنا الادب.
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين

قال شيخ الاسلام
وليس لاحد ان ينصب للامة شخصا يدعو الى طريقته ويوالى ويعادى عليها غير النبى صلى الله عليه وعلى اله وسلم ولا ينصب لهم كلاما يوالى ويعادى غير كلام الله ورسوله وما اجتمعت عليه الامة بل هذا فعل اهل البدع الذين ينصبون لهم شخصا او كلاما يفرقون به بين الامة ويوالون به على ذلك الكلام او تلك النسبة ويعادون)(مجموع الفتاوى(20//164)والفتاوى العراقية(ص100-101 )