كثيرا ما يراود المرأة أنها ليست جميلة أو أنها تفتقر لشيء ما من مقومات الجمال في نظرها وذلك نابع
مما فطر الله عليه المرأة من حب الجمال والزينة . كالبياض أو الرشاقة أو نعومة الشعر ..................الخ
فإليك أقول :
إن الجمال نسبي وتختلف مقاييسه من شخص لأخر فما تعتبرينه جميلا أو قمة في الجمال والروعة قد يعده
غيرك عاديا أو ربما قد يراه قبيحا فالرجال تختلف مقاييسهم للجمال باختلاف شخصياتهم وبيئاتهم فمنهم من
يحب البياض ومنهم من يرى الجمال في سمار اللون ومنهم من يبحث عن الطول ومنهم من يحبذ القصر
وهكذا . فلا تشغلي بالك بهذه الأمور وابحثي عما يعجب شريك حياتك واعتني بإظهاره وليكن تركيزك وجل
اهتمامك بحسن الخلق فإن الإنسان يبلغ بحسن الخلق منزلة لا يبلغها بغيره . ولقد حث المصطفى صلى الله
عليه وسلم على حسن الخلق وجعل هذه الخصلة مما يجعل المؤمن قريبا من المصطفى صلى الله عليه وسلم
في الجنة . قال صلى الله عليه وسلم ( أقربكم مني منزلة يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا) أو كما قال عليه الصلاة
والسلام . ولقد جاء في وصف الحور العين أنهن عربا أترابا . والعروب هي التي تتودد لزوجها وتحسن
عشرته .
فمهما كان جمالك الظاهري قليلا كان أو كثيرا فإن زوجك سوف يعتاد عليه ولن يبقى سوى حسن خلقك
وطيب معشرك وعليك ببذل قصارى جهدك لحفظ سمعه وبصره وأنفه حتى لا تقع على ما يكره . وللفائدة
أسوق إليكن هذه القصة وهي قصة واقعية وليست من نسج الخيال .
فهذه فتاة مقبلة على الزواج ولم تكن ترى في نفسها شيئا يذكر من الجمال وكان هذا الأمر مقلق لها ولكنها
كانت راضية بما قسم الله لها حتى أنها سألت أخاها عما يقلقها بهذا الشأن وفي رأيها بما أنه رجل فهو أعلم
بما يريده الرجال . وكان سؤالها هل الجمال من أهم الأمور التي يحرص عليها الزوج . ولقد كان أخاها حكيما
فقال لها سوف أترك هذا السؤال لتجيبي عليه بنفسك . وكان رده هذا مبنيا على ما يراه من حسن خلق أخته
ورجاحة عقلها. ولم تمر أسابيع على زواجها حتى وجه سؤالها إليها وكانت هي في بداية حياتها الزوجية أو
كما يقول الناس في شهر العسل تلك الأيام التي وان كانت جميلة حقا ولكنها أيام قلقة فالزوج والزوجة كل
منهما يجهل ما يناسب الآخر وسفينة حياتهما بدأت بالإقلاع وعواصف الأيام لا تلبث إن تهب والزوجة
الحكيمة هي التي تقود سفينة حياتها إلى بر الأمان وتجعل هذه السفينة مزودة بكل ما يضمن لها السعادة
والهناء مستعينة بالله مقتدية بسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه . فأجابته بأنها شيء نسبي وليست كل
شيء والآن مرت على هذه القصة سنوات طويلة وسعادتها مع زوجها في ازدياد وسنوات العمر الزوجي
تزيدها رسوخا وليس كما يظن بعض الناس بأنه كلما تقدم العمر الزوجي فترت العلاقة وخبا بريق السعادة بل
بالعكس لقد أصبحا وكأن روحيهما قد امتزجت مع بعضها البعض فشكلت روحا واحدة ومن ثم انسكبت في
جسديهما . وهي الآن تكمل رسالتها وتنشئ بناتها على حسن الخلق وتضرب لهن المثل بحياتها مع والدهن
أدام الله عليهم السعادة ورزق كل زوجين مثل حياتهما
آميــــــــــــــــــــــــــــــــن
فإليك أخيتي زوجة وفتاة مقبلة على الزواج أقووووووووووووول
ابتهجي فأنت جميلة حقا ودعي حسن الخلق يتوج هذا الجمال