واقع الحجاب في كلية الشريعة

أبو الوليد إبراهيم أيت باخة



بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على أشرف الخلق وعلى أصحابه أجمعين وبعد

للوقوف على واقع الحجاب بكلية الشريعة بين الأمس واليوم، لا بد من نظرة فاحصة، وأنا لست هنا بمستعرض لتاريخ الكلية ، لكن يكفي من السوار ما أحاط بالمعصم كما يقال، وأظن أن ثلاث سنوات قضيناها هنا كفيلة بالوقوف على الواقع بكل تفاصيله ، وأقصد هنا بالطبع واقع الحجاب وما يتعلق به، وهو يمكن وصفه على العموم بالمحتشم المحافظ ( غطاء الرأس مع جلابية سابغة أو نحوه) ولعل سبب ذلك بالمقارنة مع الجامعات الأخرى أمران اثنان :

1 ـ الرمزية التي تتمتع بها الكلية من كونها منارة للعلم الشرعي والإلتزام الأخلاقي.

2 ـ طبيعة المجتمع السوسي المحافظ.

لكن هذه البنية المحتشمة طالها خرق واسع، نظرا لتضاعف الأعداد التي تستقبلها الكلية، فأثرت الكثرة على الجودة، وباتت الكلية تحتضن بعض الأخوات ـ هداهن الله ـ لاهن بمتبرجات ولاهن بمحجبات، إذن هو الحجاب المتبرج، أو المرحلة الإنتقالية بين الحجاب والتبرج، لكن الأخت تعتبر ذلك مجرد لمسات جمالية تقتضيها الظروف ، والأدهى من ذلك ما بدأ يظهر أخيرا في أروقة الكلية من التبرج الواضح الجلي الذي لم يحتفظ من مفهوم الحجاب إلا بلفافة الرأس، وهذا خطأ منهجي في فهم الحجاب، إذ أن الحجاب لباس وعبادة وأخلاق، لا ينفصل بعضها عن بعض، وكم من أخت تظن نفسها متحجبة في لباسها، لكنها تكون متبرجة في سلوكها ، فتكلم الرجال دون ضرورة ولا ضوابط، أو تجدها لا تبالي بمصافحتهم، بل إن قاعة المطالعة أصبحت ملاذ العشاق بذريعة المدارسة ونحوها.

ولا شك أن طالبة العلم في كلية الشريعة ، لا يشرفها ذلك إطلاقا، بل إن حملها للواء العلم ينبغي أن يعصمها من مثل هذه التصرفات، ولا شك أيضا أن كلية الشريعة ترفض كل أشكال الانحراف الذي ما أسست إلا لمحاربته ، وإلا لنشر العلم والمعرفة.

و مع هذا التبرج الحاصل فقد بدأ الحجاب الساتر بمواصفاته الشرعية يظهر على الساحة، الأمر الذي يبعث الأمل ويطمئن القلب، مع أنه كان غائبا تماما قبل أربع سنوات أو ثلاثة،

وفي سياق هذا الحجاب الشرعي ،بدأ يلوح مظهر النقاب كأعظم تحد للإتجاه المتهافت نحو التبرج والسفور، ولاضير فإن هذا الأمر مجرد حلقة واحدة في منظومة الصحوة الإسلامية المباركة.

السلا عليكم ورحمة الله أسأل الله العظيم ان يحبب الحجاب إلى كل فتاة سلمة وأن يثبت المنتقبات عامة وبكلية الشريعة خاصة