يعرف المؤمن أن الله عز وجل أولياء، فالولاية العامة هي ولاية المؤمنين في وقوله تعالى : ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، الذين آمنوا وكانوا يتقون،2 والولاية الخاصة في قوله عز وجل من قائل : يختص برحمته من يشاء»3 أولياء الله يحبهم ويحبونه، فيسعى المؤمن لمحبتهم ليدرجوه ويعملوه محبة الله ورسوله، وما لصحبة الأخيار من غاية إلا أن يدلوك على الله ويحببوه إليك، فإذا علمت أن الله عز وجل يتقرب إليه بالفرض والنفل حتى يحب العبد فيكون سمعه وبصره ويده ورجله كما يليق بجلاله وسبحانه، وذقت حلاوة الإيمان، ثم تنسمت ريح القربة حتى أصبح همك الأول الله، وغايتك وجهه ومحابه، ومحاب رسوله مبتغاك، فقد أشرفت على قمة العقبة.
وما يشرف عليها من لم يصبح الله ورسوله أحب إليه من نفسه ووالده وولده، روى البخاري وغيره أن رسول الله صلى عليه وسلم قال : «والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده»، بعضهم يعمد إلى تعبير المؤمنين عن هذه المحبة كالتسييد ينتقده يوشك هؤلاء أن ينسونا أن محبته صلى الله عليه وسلم البالغة شرط في الإيمان، لا إيمان بدونها.