جمع الله عز وجل وظيفة الزوج ووظيفة الزوجة في قوله جل ذكره : «الرجال قوامون على النساء بما فضل الله به بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم . فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله».
فالرجل مسؤول عن رعيته يربيها، ويطعمها، ويكسوها، ويحميها، ويقيها نارا وقودها الناس والحجارة بتوجيهها إلى الإيمان. والمرأة حافظة لغيب الرجل، حامية وقودها الناس والحجارة بتوجيهها إلى الإيمان. والمرأة حافظة لغيب الرجل. حامية لظهره، كي ينبعث إلى جهاده آمنا أن تظهر من خلفه عورة تكسر صلبه. جند الله كتائب بعضها يغشى ساحة الجهاد على كل الجبهات، وبعضها خصص الله له الجبهة الأمامية جبهة إعداد المستقبل، جبهة الحفاظ على الفطرة وسط المجتمع المفتون حتى تبرز أجيال غد الإسلام لموعود الله عز وجل.
ولنسائنا مهمة أشق من مهمة الرجل. ذلك أن مجتمع النساء بيننا جمع بين الحفاظ على التقاليد البالية والسلوك الغازي. فمثقفاتنا بما يشعرن من تخلفهن عن ركب الدعارة الجاهلية (في الجملة) أشد تحللا وانحلالا من أمثالهن من الرجال . وما عند شعبياتنا من خرافات مردها للبؤس والجهل، والظلم، وطول الأمد، والانبهار بالأسر الثرية، وتقليدها في عادات التبذير في عادات التبذير، كفيل أن يدفعهن لعداء الحجاب والحشمة والتقوى بمثل عداء الأخريات أو أشد.
لكن فطرة الإسلام الموروثة لا يزال لها وجيب تحت رماد الفتنة. فالنساء إن صلحن كن الركن الركين في بناء المجتمع الإسلامية المتجدد.
فعلى المؤمنات أن يعرفن جبهتهن.
وعلى رجال الدعوة قبل قيام دولة الإسلام وبعده أن يعطوا لبؤس المرأة وحرمانها وظلمها ما تطلبه من النصفة أول الأوليات.