alamir مشرف قسم مائدة القرآن
عدد المساهمات : 67 نقاط : 56031 تاريخ التسجيل : 09/08/2009
| موضوع: التربية الجمالية الأربعاء أغسطس 12, 2009 11:07 am | |
| جمالُ النفس المومنة وطمأنينتُها يتجلى في سيما الوجوه الساجدة المنوَّرَةِ، وفي جمال السلوك الخلُقِيِّ من صبر جميل، وصفح جميل، وسَرَاح جميل، وهجر جميل كما جاء في القرآن. وينبغي للمجتمع الإيمانيِّ أن يكتسي بالسَّمْتِ الجميل والمظهر الكريم النظيف. لا تَرَفَ ولا زخرفة، لكن المظهرُ اللائقُ البسيطُ، الجميلُ ببساطته وبما ينِمُّ عنه من جمالٍ في الباطن. في الحديث: "إن الله جميلٌ يجب الجمال". فيرَبَّى النشءُ على دوام الطهارة والنظافة، والسواك، والتطيب، والعناية بخصال الفطرة من شعر وأظفار. ويُرَبَّوْنَ على لُبس اللباس البسيط الأنيق بلا ترف ولا تَشَبُّه بالكفار ولا تكبر، وعلى ترك الزينة الحرام، وعلى الكلمة الطيبة، والحياء والوقار، والبِشْرِ الدائم والابتسامة المشرقة، وكلمة السلام عليكم، وتشميت العاطس إلى سائر ما فصلته السنة النبوية من جماليات وآداب.قال القاضي ابن العربي رحمه الله يصف أنواعَ الجمال والتجمل: "فأما جمال الخلْقَةِ فهو أمرٌ يدركه البصر، فيلقيه إلى القلب متلائما، فتتعلقُ به النفسُ من غير معرفة بوجه ذلك ولا بسببه لأحَد من البشر. وأما جمالُ الأخلاقِ فبكونها على الصفات المحمودة من العلم والحكمة، والعدل والعفة، وكظم الغيظ، وإرادة الخير لكل واحد. وأما جمال الأفعال فهو وجودها ملائمة لصالح الخَلْقِ، وقاضيَةً بجَلْبِ المنافع لهم، وصرفِ الشر عنهم".روى أبو داود رحمه الله بسند حسن عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: "إنكم قادمون على إخوانكم. فأصْلِحوا رِحالَكم، وأصلِحوا لباسكم حتى تكونوا شامةً بين الناس. وإنَّ الله لا يُحب الفُحْشَ ولا التَفَحُّشَ". والفحش هنا بمعنى الغِلظة والجفاء في المظهر. ألا وإننا حَمَلَةُ رسالة سماوية، فلنَبْرُزْ لِلناس بصورة جذابة، ولنَكُن شامةً بين الأمَم نُلْفِتُ الأنظارَ بجمال خُلُقِنا وأفعالنا ومظهرنا. وليَسُدْ الدولة الإسلاميةَ السمتُ الإسلاميُّ، والتظرفُ، والتلطُّف، لنوازِنَ بذلك الاخشيشانَ الجهاديَّ والقوةَ الغلاَّبة. ولْنَطرُدْ وثَنيَّة عبادة الأشكال من حياتنا وذوقنا، تلك الوثنيةُ التي ورثتها جاهلية اليوم عن اليونان. | |
|