--------------------------------------------------------------------------------
عرفت أمتنا في الأونة الأخيرة بعدا عن كتاب الله تعالى وهذا ليس غريب عنكم , السبب الهزيمة النفسية التي ألحقت بالمسلمين ومازالت إلى يومنا هذا , لقد تداعت علينا الأمم من كل جانب وفي هذا الصدد يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( توشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها قيل : أو من قلة نحن يومئذ يا رسول الله قال : أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ) .
والأسف كل الأسف , أن يجتمع أعداء الأمة بعد فرقة وتشتت , ويتآخوا بعد عداء وتناحر , وفي الوقت الذي يزداد فيه المسلمون تمزقا بعد إجتماع , وتشتت بعد فرقة , وعدواة بعد أخوة , سبب ذلك الذي جعل هذا يحصل منذ قرون خلت وما زال الوضع الذي هو عليه إبتعادهم عن تعاليم أحكام كتابهم وتفريطهم فيه .
إن ما نتناوله بالنقاش والتحليل إنما هو حكاية واقع أليم عرفته أمتنا , الإبتعاد عن كتاب الله تعالى بشتى أنواعه , حتى أنك لا ترى القرآن إلا في رمضان , وهل القرآن فقط يقرأ في رمضان ثم ما يلبت الشهر على خروجه تراه يعلق في أدارج مكتبة المسجد .
كيف بنا الدفاع عن كتاب الله تعالى إذا نحن بقينا على هذا الحال , هذا الكتاب الذي أخرج البشرية من الظلمات إلى النور , بعدما كانوا في هواجر الغي والظلم , فانسطع نور من السماء لينير لهذه الأمة بكلمة واحدة " إقرأ " , إلى أن أصبحت بعدها خير الأمم بحضاراتها المرموقة وثقافاتها التي شهدها العالم الغربي الذي إنبهر بهذه الحضارة , حضارة الأمة العربية الإسلامية .
فهذا ليس يأس مني ولكن حقيقة ألمت بقلبي ما أراه في هذا الكتاب العظيم كلام ربنا الذي يستحق أن نعطيه كل وقتنا ليس فقط في تلاوته بل في تطبيق ما أنزل منه من أوامر ونواهي , لكي يكون القرآن الكريم ملامس للواقع الذي نعيش فيه يجب علينا جميع:
- أن نطبق كل ما فيه وأن نجتنب ما نهي عنه .
- وأن نتعاهد على تلاوته ولو بشيء يسير كجزء في اليوم .
- أن ننظم مسابقات فيه
- أن نبدأ بحفظه وأن نحفظه أولادنا .
- أن نتدبر معانيه وألفاظه .
- ونراجع أهم ما ألف في تفسيره .
بهذا وغيره نكون قد حققنا ولو جزء يسير في حقه , بذلك تعلو الأمم وتصير بفضله شعلة تضيء لا تنطفئ أبدا لأنها حققت أسمى مطالبها بفضل كتاب ربها .