فهذا الحديث الطويل المشتمل على دعاء لحفظ القرآن الكريم، رواه الترمذي والحاكم في المستدرك، وهو حديث موضوع لا يجوز نسبته إلى النبي صلى الله عليه و سلم، ولا يشرع التعبد بما فيه، لا سيما مع تضمنه لصلاة غريبة ليس لها نظير في الصلوات المشروعة الثابتة.
قال الإمام الذهبي رحمه الله في تعليقه على المستدرك: (هذا حديث منكر شاذ).
وقال في سير أعلام النبلاء 9/217 في ترجمة (الوليد بن مسلم): (قلت: أنكر ما له حديث رواه عثمان بن سعيد الدارمي … ) وساق الحديث بتمامه. ثم قال: (قلت: هذا عندي موضوع والسلام).
وممن حكم بوضعه العلامة الألباني رحمه الله في ضعيف الترمذي.كما ذكر الأخ الفاضل الروض الباسم.
والحديث الموضوع لا يعمل به في فضائل الأعمال ولا غيرها، ولا يجوز نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم كما سبق. ومما يجب معرفته في هذا المقام أن العبادة مبناها على التوقيف، فلا يُعبد الله إلا بما شرعه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم..
أخرج عبد الرزاق في مصنفه أن سعيد بن المسيب رحمه الله رأى رجلاً يكرر الركوع بعد طلوع الفجر فنهاه. فقال: يا أبا محمد أيعذبني الله على الصلاة؟ قال: لا، ولكن يعذبك على خلاف السنة. نسأل الله أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه. والله تعالى أعلى واعلم