بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
فهذه نصائح وتوجيهات أزفها لأخواني الطلبة بكلية الشريعة الحبيبة، لعلها تنفعهم وهم مقبلون إن شاء الله على اجتياز مباراة الدخول إلى المراكز التربوية الجهوية، أكتبها إليهم لا لأني أهل لأن أوجههم وأنصحهم، ولكن فقط لأني مررت بالتجربة، وعرفت الأساتذة ومنهجهم، واستفسرتهم عن معايير قبول الطلبة فتجمعت عندي إضاءات بهذا الصدد رأيت ألا أحرم منها إخواني، فأقول وبالله التوفيق :
أولا : اعلم يا أخي الكريم ويا أختي الكريمة أن التوكل على الله والثقة فيه جل وعلا من أول خطوات النجاح، فإذا عرفت هذا فإياك والإشاعات التي تذاع هنا وهنالك حول الغش والتزوير والزبونية وما إلى ذلك من المصطلحات، ولكن ثق في الله وكن مفعما بالحيوية تجد الله عونا لك، ثم إن أساتذة التربية الإسلامية بأسفي ـ أنا شخصيا ـ ما رأيت مثلهم في الأخلاق والورع والعدل والإنصاف فلا تظنن بأحد سوءا.
ثانيا : المراجعة والاستعداد للامتحان أمر لا بد منه، واحرص في المراجعة على المسائل الهامة في كل فن، ولا تشغل نفسك بالجزئيات والفرعيات الدقيقة فإنها مضيعة للوقت، ولا تكاد تجدها في الامتحان على الإطلاق.
ثالثا : بعض المعلومات العامة التي قد تعتبر من باب المعلوم لدى الطلبة، ينبغي التركيز عليها، ولابد أن تسأل عنها، وهي للحفظ لا تقبل مجرد الفهم من مثل المبشرين بالجنة والقراء العشرة، وزوجات النبي صلى الله عليه وسلم، والفقهاء السبعة والمكثرين من الحديث، والأوليات من مثل أول غزوة وأول سورة نزلت، .... وقس على هذا المنوال
وكذلك بعض التعريفات الضرورية: كتعريف الصحابي مثلا، وتعريف القرآن الكريم وتعريف السنة ....الخ
رابعا : احرص في إجاباتك على الاستشهاد والاستدلال لما تذكره، ولا تجعل إجاباتك عبارة عن كلام من عندياتك، فإن المختبر فيك هو مدى امتلاكك لرصيد معرفي، وقدرتك على الأجوبة العلمية الموثقة.
والاستشهاد الذي أعنيه هنا ليس بالضرورة أن يكون نصا من القرآن أو السنة، وإنما قد يكون كذلك ـ وهذا مهم جدا ـ إحالة إلى كتاب، أو نسبة قول ما إلى صاحبه، ... وهذا مما يوحي للمصحح أنك على دراية بالموضوع.
مثلا : لو كان السؤال مثلا عن سبب اختلاف الفقهاء، فإنه يجدر بك أن تذكر مثلا كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية " رفع الملام عن الأئمة الأعلام" لأنه جمع هذه الأسباب، وهكذا ...
خامسا : مع حرصك على الاستدلال والاستشهاد والعزو التزم بموضوع السؤال، ولا تخرج عنه، ولا تكثر من الاستطراد، وحاول أن تكون إجابتك مركزة خالية من الحشو الزائد، كن وسطا لا تطل إطالة مملة، ولا تختصر اختصارا مخلا.
سادسا : اعتن جيدا بسلامة لغتك، نحوا وتركيبا وإملاء، فإن الأخطاء الإملائية والنحوية والتركيبية هي قاصمة الظهر لكثير من الطلبة، وإن المصحح قد يمنحك نقطة دنية لهذا السبب بالرغم من فلاحك في الجواب عن المضمون، فركز ذهنك جيدا مع لغة الكتابة والتحرير فإنها بريد النجاح.
هذا ما استحضرته الآن فيما يتعلق بالامتحان الكتابي، وإن شاء الله أعدكم بنصائح أخرى فيما يتعلق بالامتحان الشفوي ـ وهي هامة جدا جدا ـ لمن وفقه للنجاح في الكتابي.
أسأل الله لجميع طلبة الكلية التوفيق والنجاح، فعليهم المعول بعد الله عز وجل في تنوير شباب الأمة وإخراجه مما يتخبط فيه من المصائب.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.