بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
فقد مر على تأسيس النادي ما يقارب السنتين تقريبا، وكلما مر يوم من هذه الأيام إلا وانهالت علينا الذكريات الأولى عندما كان مجرد فكرة جالت بخاطرنا ونحن ببلاد سوس، ثم طالت مدة الإعداد له حتى ناهزت السنتين، كلها في أخذ ورد، يراد بنا أن نتراجع ونيأس من هذا الهدف الذي أحببنا الوصول إليه: وكان الكثير ممن أذكره وممن لست أذكره ينتظر اليوم الذي يصدق فيه علينا قول الشاعر العربي :
ولم أر في عيوب الناس شيئا ..... كنقص القادرين على التمام
لكن الله عز وجل وفق ـ والحمد والشكر له ـ فيسر ولادة النادي بعد سنتين من الحمل، على غير العادة في مدة الحمل التي هي تسعة أشهر، ولكن لا عجب فقد ثبت أن كثيرا من العلماء حملت بهم أمهاتهم سنوات عديدة منهم الإمام مالك نفسه الذي سمينا النادي باسمه فقد ذكر المترجمون جلهم أن امه حملت به ثلاث سنوات ـ وذلك معروف عند الأطباء ـ
فلا عجب إذن إن طالت مدة الحمل، مادامت الحياة مليئة بالعطاء والعلم والصلاح ....
وإني في هذه اللحظة بعد مرور هذه المدة على النادي، وبعد ما عاينته من الإنجازات التي أصبحت شامة في جبين كل سني، أجدني منطرحا بين يدي الله جل وعلا عاجزا عن شكر هذه النعمة العظيمة، وأجدني كذلك راضيا عن خروجي من الكلية بعد أن خلفت فيها رفقة إخواني من القائمين على النادي هذا الولد الصالح، الذي تصلني دعواته وبركاته أينما حللت وارتحلت.
أسأل الله عز وجل أن يوفق إخواننا القائمين على النادي هذه الأيام، لحمل رسالته التي أردناه لها من أول يوم، وهي الدعوة إلى العلم النافع والعمل الصالح المبنيين على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة آمين والحمد لله رب العالمين.