ترجمة جحا...

بسم الله الرحمن الرحيم
هذه ترجمة لأحد الأعلام المعروفين عند الكبير والصغير وعند القاصي والداني ،إنه جحا صاحب الفكاهة والظرافة التي تحكى عنه القصص والروايات لكن أغلبها مكذوبة ،فهاكم إخوتي وأخواتي هذه الترجمة المختصرة لهذه الشخصية العجيبة :

جحا أبو الغصن دجين بن ثابت اليربوعي
صاحب النوادر، دجين بن ثابت اليربوعي، البصري.
وقيل: هذا آخر.
رأى دجين أنسا.
وروى عن: أسلم، وهشام بن عروة شيئا يسيرا.
وعنه: ابن المبارك، ومسلم بن إبراهيم، وأبو جابر محمد بن عبد الملك، والأصمعي، وبشر بن محمد السكري، وأبو عمر الحوضي.
قال النسائي: ليس بثقة.
وقال ابن عدي: ما يرويه ليس بمحفوظ.
وروي عن: ابن معين، قال: دجين بن ثابت هو جحا.
وخطأ ابن عدي من حكى هذا عن يحيى، وقال:
لأنه أعلم بالرجال من أن يقول هذا، والدجين إذا روى عنه ابن المبارك، ووكيع، وعبد الصمد، فهؤلاء أعلم بالله من أن يرووا عن جحا.
وأما أحمد الشيرازي، فذكر في (الألقاب): أنه جحا، ثم روى عن مكي بن إبراهيم، قال:
رأيت جحا الذي يقال فيه: مكذوب عليه، وكان فتى ظريفا، وكان له جيران مخنثون يمازحونه، ويزيدون عليه.
قال عباد بن صهيب: حدثنا أبو الغصن جحا - وما رأيت أعقل منه - قال كاتبه:
لعله كان يمزح أيام الشبيبة، فلما شاخ، أقبل على شأنه، وأخذ عنه المحدثون.
وقد قيل: إن جحا المتماجن أصغر من دجين؛ لأن عثمان بن أبي شيبة لحق جحا - فالله أعلم -.
وكذلك وهم من قال: إن أبا الغصن ثابت بن قيس المدني هو جحا. (8/174)
منقول من كتاب سير اعلام النبلاء للإمام الذهبي الجزء 15 صفحة 170 .
مع متمنياتي لكم بالعلم النافع والعمل الصالح والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

رحم الله الشيخ جحا وجعلنا الله ممن يعرف تاريخنا على ضوء كتب التراجم والسير كأمثال السير للذهبي، وليس على أمثال قصص ألف ليلة وليلة وقصص الخيال من أمثال " جحا ومرق الدجاج" " جحا والحمار" وغير ذلك مما نسجته مخيلات تجار الورق نسأل الله السلامة والعافية.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على المصطفى وعلى آله وصحبه الذين اصطفى
أمابعد:
لقد قرأت هذا الموضوع الشيق فأعجبني كثيرا فجزاك الله عنا خيرا، وقد أحببت أن أشارك بكلام للإمام ابن الجوزي - رحمة الله عليه -، ناقلا إياه من كتابه الممتع [أخبار الحمقى والمغفلين] يتحدث فيه عن جحا، وهو كالتالي:
قال رحمه الله:
(جحا) ويكنى أبا الغصن
وقد روي عنه بما يدل على فطنة وذكاء، إلا أن الغالب عليه التغفيل.
وقد قيل : إن بعض من كان يعاديه وضع له حكايات، والله أعلم.
عن مكي بن إبراهيم أنه يقول: رأيت جحا رجلا كيسا ظريفا وهذا الذي يقال عنه مكذوب عليه، وكان له جيران يمازحهم ويمازحونه فوضعوا عليه.
وعن أبي بكر الكلبي أنه قال: خرجت من البصرة فلما قدمت الكوفة، إذا أنا بشيخ جالس في الشمس، فقلت : ياشيخ أين منزل الحكم؟ فقال لي: وراءك،فرجعت إلى خلفي،فقال: ياسبحان الله أقول لك وراءك وترجع إلى خلفك.
أخبرني عكرمة، عن ابن عباس في قوله تعالى:{وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا} [الكهف:79]،قال:بين أيديهم،فقلت: أبو من؟ قال:أبوالغصن،فقلت: الإسم؟ قال: جحا. وقد رويت لنا الحكاية على غير هذه الصفة.
وعن عباد بن صهيب، قال:قدمت الكوفة لأسمع من إسماعيل بن خالد،فمررت بشيخ جالس فقلت: ياشيخ،كيف أمر إلى منزل إسماعيل بن خالد؟ فقال:إلى وراءك،فقلت:أرجع؟ فقال:أقول لك وراءك وترجع، فقلت: أليس ورائي خلفي؟ قال:لا.
ثم قال:حدثني عكرمة عن ابن عباس{وَكَانَ وَرَاءَهُمْ} أي بين أيديهم،قال: قلت: بالله من أنت ياشيخ؟ قال:أنا جحا.
قال المصنف -يعني الإمام ابن الجوزي رحمه الله- :وجمهور مايروى عن جحا، تغفيل...اه