نعم حق لطلبة كلية الشريعة أن تنذب حالها برحيل هذا المربي والشيخ المفضال، نعم... كان نعم المدرس ونعم الأخ ...ونعم الصديق....نعم إنه نعم الأستاذ الحليم الرؤوف... تأخذك الدهشة عند حديثه في القاعة .... والطلبة يستمعون وكأن على رؤوسهم الطير...وما ان يلبث أن يفتح باب النقاش كعادته- ومما تفرد به عن غيره- ما أن تتحول القاعة غلى ساحة مناظرات.... أو بالأحرى ساحة الوغى فترى الردود والمناقشات كثيرا ما تصيب الأستاذ ويتقبلها بصدر رحب، ما زلت أتذكر في إحدى الحصص ذلك ان احد إخواننا الطلبة الاعزاء كان في نقاش مع الأستاذ فأراد أن يبين له مسألة لا خلاف فيها وضرب المثل العربي القديم لا ينتطح في عنزان ولا يتلف فيها اثنان فرد الأستاذ ببشاشة مع بسمته الرائقة وبالدارجة المغربية:" هي ولينا عنوز هنا" فامتلأت جنبات القاعة بالضحك
كان مما يجعل هذا الأستا يتألق تميزا وجعله يتربع على عرش قلبي تواضعه الجم، فكان كثيرا ما يحيل الإجابة على الطلبة في سؤال لا يعرف له جوابا، ومما شهدته واكبرته في حقه أنني كنت معه في الساحة نتجادب اطراف الحديث إذ بأحد الطلبة يسأله عن كتاب لابن حزم أطبع ام لا، فقال الأستاذ لم أسمع بهذا الكتاب لابن حزم فقال لي سي محمد تاتعرف شي حاجة على هاد الكتاب قلت متعجبا من كلامه وتصرفه لا ادري.
كان حفظه الله يعتبر نفسه طالبا يسير في ركب الطلبة يطلب العلم ويستزيد منه
أرجو الله تعالى أن يعيده إلى كليتنا العزيزة فهو من القلة القلائل الذين جمعوا بين العلم والحلم وربما تكون لي عودة للحديث عن هذا الأستاذ الحبيب والذي أشهد الله أني ما تعلمت من احد أكثر مما تعلمته منه فقد تعلمت منه الادب والمنهجية فجزاه الله عني خير الجزاء وأسأل الله أن يوفقه