أبو عبد الله مشرف ملتقى الطلبة الباحثين
عدد المساهمات : 405 نقاط : 61406 تاريخ التسجيل : 04/04/2008 العمر : 38
| موضوع: حقيقة محاضرة الطبيب خالص جلبي الثلاثاء سبتمبر 29, 2009 2:53 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين،والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين بالحجة الدامغة،بشيرا ونذيرا،وعلى أله وصحابته أجمعين،وعلى كل من اهتدى بهديه،واستن بسنته إلى يوم الدين.
وبعد،فلا شك أن المحاضرة التي ألقاها المدعو خالص جلبي بكلية الشريعة الموسم المنفرط لم تلق قبولا بين جل الطلية إن لم أقل جميعهم،ولا أدل على ذلك من ذلك كثرة الطعون والانتقادات التي وجهت له إثر المحاضرة التي ارتجلها بكل تلقائية وعفوية مملين.والسبب في ذلك ما تضمنه كلامه من أفكار منحرفة ودعوات باطلة،استغربها الطلبة واستشكلوها وإن لم تكن بدعا من الأفكار إذ سبق لغيره أن طرحها،والتي قد تصل حد تكفيره بسببها طبعا للعالم اللبيب وليس لآحاد طلبة العلم أمثالنا.إضافة إلى أفكار أخرى ثبتت عنه في غير هذا المقاملم يشأ طرحها هنا،والسبب في ذلك بلا شك خوفه من أن يصوِّب إليه الحاضرون مختلف أنواع النقد : الحاد منه العنيف واللين اللطيف.ويشهد لكلامنا هذا أنه بعد أن أَمِن وانتهت مداخلات الطلبة عرض أفكار جد خطيرة مثل تشكيكه في القران و في فرضية الحجاب استفزازا لهم وانتقاما له منهم لقاء تلك الانتقادات الكثيرة التي وجهت له من قبلهم كلهم أجمعين أبصعين أكتعين بلا استثناء.
إن كثيرا من المستغربين العرب[2] أمثال هذا الطبيب لما سافر إلى الغرب،كان قصده في بادئ الأمر أن يتخصص ويدرس أحد التخصصات العلمية الدقيقة كالطب والهندسة والكيمياء...قصد الحصول على درجات علمية عالية لكن لسوء حظهم لم يستطيعوا أن يبرزوا ويظهروا أمام أقرانهم من الغربيين ممن اختار نفس التخصص حيث وجدوا أنفسهم مجرد نكرات لا قيمة لهم و لا شأن أمامهم.ولما أعياهم أن يتفوقوا وينالوا الشواهد والدرجات الأكاديمية العالية من الجامعات الغربية في ذلك التخصص العلمي،لم يكن أمامهم إلا أن " يستبدلوا التخصصات الشرعية بتخصصهم"[3] الأول بعد استيقانهم من الفشل فيه،فلم يجدوا غير علماء الشريعة فتطفلوا على تخصصاتهم الشرعية،حيث أجازوا لأنفسهم الخوض في فنهم ومزاحمتهم من غير هدى ولا كتاب منير،وصاروا يطبقون المناهج الغربية التي تشبعوا بها وتلقنوها من أساتذتهم الغربيين - لما كانوا يدرسون تلك التخصصات في أول أمرهم - على العلوم والنصوص الشرعية.وبطبيعة الحال ما كان من الغربيين إلا أن يشهد لهم في ذلك التخصص بالدرجة والمستوى العالي،فتخرج جل هؤلاء التالفين من تلك الجامعات " مُدَكْتَرِين" ومُبَرِّزِين،حيث حصلوا على الرتب العالية وصلت في أغلبها إلى درجة الرئاسة والإشراف،ولم يشككوا في علمهم و أهليتهم في تدريس الإسلام وعلومه بالجامعات الغربية المختلفة لاسيما أنهم أتوا من الشرق المسلم وأن دينهم الإسلام،وبالتالي لما درس هؤلاء التالفون في الغرب،فتأثروا بالمناهج الغربية،انسلخوا من أصول دينهم وقواعده لصالح المناهج التي تلقنوها من أساتذتهم قبل أن يلقنوها هم للأجيال القادمة.لكن الأسف كل الأسف أن تجد ممن يحسب على العلم الشرعي من يعجبون بهم وينعتونهم بالفكر والنقد البناء والثقافة الإسلامية...في حين أن هؤلاء ليسوا إلا أناسا ساقطين كسالى فارغين متطفلين على العلم الشرعي وعلى العلماء الأجلاء.
الحاصل أن خالص جلبي من هذا الصنف،فعلى هذه الطريقة نشأ،وعلى هذا المنوال صار،وبهذا المسلك حظي لنفسه بتلك المنزلة عند الغربيين وعند المغفلين من المسلمين على حد سواء -وليس المسلمين فقط بل حتى من أهل السنة منهم مع الأسف - وبهذا المنهج ضمن لنفسه أن يحاضر في أي جامعة ومعهد وكلية كما حصل معنا.
لكن السؤال الذي يجب أن يطرح بعد كل هذا،ويجاب عنه من قبل طلبة هذه الكلية ،ليس كل الطلبة وإنما الطلبة النَّبِيهِين المتعقِّلين منهم فحسب هو: لماذا يُستدعى مثل هؤلاء لإلقاء أفكارهم المسمومة بين طلبة العلم لتشكيهم في دينهم ومسلماتهم؟ فبعد المحاضرة التي استدعي لإلقائها المسمى طه جابر العلواني في السنة قبل الماضية،والتي طرح فيها بعض الأفكار غير السليمة و شكك فيها في بعض المسلمات ،يأتي دور خالص جلبي ليشكك في مزيد مسلمات!فإلى متى يستمر تشكيك طلبة العلم في دينهم ومعارفهم الشرعية التي اكتسبوها وتلقوها من أساتذة وشيوخ هذه الكلية وليس من غيرهم؟ أليس يوجد في الساحة العلمية من هو أعلم وأوثق في دينه وعلمه من هؤلاء ؟أليس في العالم الإسلامي من يُحسن يُحاضر في "القرآن والعصر" وغيره من الموضوعات؟ وغير بعيد عنا أليس في كلية الشريعة نفسها من هو جدير بإلقاء تلك المحاضرة؟
إن كان -وطبعا لن يكن- الجواب بالنفي فَلَستم على شيء في دعواكم.و إن كان الجواب بالإثبات،فلماذا إذن يؤتى بمثل خالص جلبي ويترك غيره؟ إن كان القصد من ذلك هو استفادة الطلبة مما عنده من علم وخبرة وثقافة مما ليس عند غيره،فوالله ليس عنده شيء يمتاز به عن غيره – على الأقل فيما نحن بصدد الحديث عنه ألا وهو العلم الشرعي. أما أن يكون مسلما أو حاصلا على الإجازة في الشريعة أو الدكتوراه في الجراحة ،فلن يشفع له لا هذا ولا ذاك - بل إن ما عنده من الانحراف في العقيدة والفكر ما يوجب ترك استضافته،والاستغناء عنه بغيره وهم كثر ولله الحمد. فماذا ينتظر طالب الشريعة من شخص يشكك في القران وفريضة الحجاب وغيرهما!؟وما الذي استفاده السابقون لنا من سابقي أولئك حتى نستفيده نحن من هؤلاء ؟ ثم ما الفائدة من تدريس العقيدة والشريعة والميراث وغيرها من العلوم الشرعية في هذه الكلية ثم بعد ذلك استدعاء من يشكك الطلبة في قدسية القران وإعجازه وفي فرضية الحجاب وفي قوله تعالى : " يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين" !!؟ كيف يجتمع هذا وذاك؟ فلماذا تنسفون ما تنحتون!!؟ متى يبلغ البنيان يوما تمامه إذا كنت تبني و غيرك يهدم و صلى الله وسلم على من لا خير و لا أفضل من هداه وعلى أله وصحبه أجمعين.
[2] للتثبت من هذا الأمر راجع سيرة عبد المجيد التركي و محمد أركون وغيرهم كثير حتى تعلم أن أغلب هؤلاء ما قصد دراسة وطلب العلم الشرعي لخدمته،بل لحب الظهور والاشتهار والتزلف إلى الغربيين و الطمع في الحصول منهم على الرتب والدرجات الرفيعة،إذ لو قصدوا تعلم العلوم الشرعية و التعمق فيها بالبحث و الدراسة و النقد البناء لطلبوا ذلك عند أهل الإسلام و علمائه لا عند أعدائه من الغربيين و المستشرقين.
[3] من القواعد أن تقرن الباء بالشيء المتروك المتخلى عنه لا بالشيء المثبت كما في قوله تعالى :" أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير" كما في سورة البقرة.[/size][/b] | |
|