أبو عبد الله مشرف ملتقى الطلبة الباحثين
عدد المساهمات : 405 نقاط : 61406 تاريخ التسجيل : 04/04/2008 العمر : 38
| موضوع: إنما وليكم الله ورسوله الثلاثاء سبتمبر 29, 2009 3:03 pm | |
| الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أله وصحبه أجمعين وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته على يوم الدين. وبعد،قال الله تعالى:"ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين و الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا".النساء 69.وقال سبحانه وتعالى :" ثّم أورثنا الْكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخبرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير".فاطر32 نستشف من مجموع هذه النصوص الشرعية وغيرها مما لم يذكر أن عباد الله ليسوا على شاكلة واحدة،بل هم متفاوتون،تختلف منازلهم ودراجاتهم،فمنهم الولي ومنهم المقتصد ومنهم النقي ومنهم المؤمن ومنهم المسلم ومنهم المقتصد ومنهم السابق بالخيرات ومنهم الظالم لنفسه...فأعلاهم منزلة وقدرا عند الله عز وجل الأنبياء ثم الصديقون ثم الشهداء ثم الصالحون،ثم الدين بلونهم ثم الذين يلونهم. " ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم" الحديد 21. فكما أن الجنة درجات فيها الفردوس والنعيم وجنة المأوى،والنار دركات فيها الجحيم والسعير وجهنم وسقر...،فكذلك درجات الناس ومنازلهم تختلف،فمنهم من يدخل الفردوس الأعلى ومنهم من ينعم بالنعيم ومنهم من يدخل جنة المأوى ومنهم...،وبالمقابل من ذلك من الناس من يدخل جهنم ومنهم من يعذب في سقر ومنهم من يخلد في النار ومنهم...نسأل السلامة والعافية.فمن قمة عدل الله عز وجل أن يخالف بين درجات الجنة ودركات النار،كما تخالفت أعمال الناس و درجاتهم وأقدارهم. ومما ينبغي التفطن له هو أن تصنيف الناس وتفضيل بعضهم على بعض ليس من شأن أحد كائنا من كان،فلا يحق لأحد أن يصف غيره بالصديقبة أوالشهادة أوالولاية ...إلا من شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك،بينما يستساغ له أن ينعت غيره بالصلاح والإسلام والإيمان وغيرها من الأوصاف والدرجات التي لاتبلغ في خطورتها وعظمها مبلغ الشهادة والولاية...ويتفرع عن هذا أنه لا يجوز لأحد أن يقطع لغيره بجنة أونار إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم.لأنه لا يعلم حقيقة ومصير العبد إلا الله عز وجل،قال صلى الله عليه وسلم :" إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها"[1] كما لا يعلم منزلة العبد من الله إلا الله عز وجل ثم العبد نفسه،قال الله تعالى:" بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره" القيامة 15.فلا يدرك حقيقة النفس وما لها عند الله إلا صاحبها،ومتعلق هذا العلم هو الإخلاص والتقوى والعمل الصالح،أما تصنيف الناس ونعت فلان بأنه ولي من أولياء الله وأن فلانا خليل الله،وأن فلانا شهيد ...فلا يعدو أن يكون تحكما واجتياتا على الله،لم يأذن به الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم. هذه مقدمة بين يدي هذا المقال ما قصد إليها قصدا لكن أحببت أن استفتح بها هذا الموضوع يدرك أن المسلمين يتفاضلون فيما بينهم،وحتى يعلم من هو أفضلهم وأتقاهم،فيتخذ قدوة وأسوة،فيعقد عليه الولاية والمحبة والطاعة والاتباع،فعلى من تعقد الولاية من هؤلاء؟ قد يكون من السداجة والجهل ببدهيات الدين طرح هذا السؤال، ذلك أن في الكتاب والسنة وفي فهم من فهمهما الفهم الصحيح الجواب الشافي الكافي عنه،مكررا في غير ما موضع ،مثل قوله تعالى :" لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الأخر وذكر الله كثيرا" الأحزاب 21. وقوله تعالى:"وما آتاكم الرّسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتّقوا الله إن الله شديد العقاب " حشر7 .وقوله تعالى:"إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون " المائدة 55.وقوله صلى الله عليه وسلم :" والّذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من والده وولده "[2]. وغيرها كثير. لكن إذا ما نظر الناظر من حوله في عالم اليوم في المجتمعات والجماعات الإسلامية يرى كل جماعة تلتف حول مرشدها وشيخها،وتتحلق حوله زرافات ووحدانا،قلبا وقالبا،أكثر مما تلتف حول سنة رسول الله صلى الله عله وسلم. وتعقد عليها مختلف أنواع الولاية والطاعة والتبجيل " المغالاة في تقبيل اليد،وضع صورة الشيخ في الجيب،عدم التقديم بين يديه،تعليق صوره في المقرات والنوادي،الاستشهاد بكلامه أكثر من كلامه صلى الله عليه و سلم في بعض الأحايين، التبرك به..."،قلت لو درى الناظر هذا وتأمله من حوله لما عدني من السدج أوالجاهلين ببدهبات الدين ودقائقه،بل التمس لي العذر في طرحي هذا السؤال بلا تردد،إذن فالسؤال مشروع مقبول. إن كثيرا ممن ضل الطريق المستقيم على علم أو على جهل - حتى لا نتهم الناس في نواياهم ونفتري عليهم - جعلوا هذا المسلك سبيلهم،اقصد مسلك اتباع الشيخ أو المريد أو المربي أومن كان على شاكلتهم،تعددت الأسماء والألقاب والضلال واحد،فجعلوا مع سبيل المسلمين سبيلا أخر،لم يرتضه الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم،بل ذماه وشددا النكير عليه، قال تعالى :" ومن بشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى و يتبع غير سبيل المومنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا" النساء 115.وأكثر هؤلاء تبين لهم الهدى وُبُيِن لهم،لكن أبوا إلا أن يضلهم الله على علم.لم يكن اتباع الشيخ والمربي في يوم من الأيام السالفات دينا،فكيف يكون اليوم دينا يُتدين به؟؟؟ إن كان من أجل أنه صالح تقي ورع فليس بأولى من محمد صلوات الله وسلامه عليه،فهو أصلح وأتقى و أورع منه ومن الناس أجمعين. إذا كان من صميم الدين توحيد الله في ألوهيته وربوبيته وصفاته وأفعاله ،فإن من التوحيد له أيضا توحيد الاتباع أي اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتجريده به وطاعته وتفضيله على من سواه كائنا من كان مصداقا لقوله تعالى:" قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم،قل أطيعوا الله والرسول،فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين "النساء 31/32.وقوله عز ثناؤه:" يا أيّها الذين آمنوا أَطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير وأحسن تأويلا" النساء 59.وطاعة الرسول طاعة لله:" من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهِم حفيظا " النساء80،إذ النبي صلى الله عليه وسلم إنما هو مبلغ عن الله تعالى،لا يتكلم إلا بوحي الله "وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى" النجم 3/4/5،كما يستحيل في حقه صلى الله عليه وسلم مخالفة ربه عز وجل،إذ من الصفات الواجبة في حقه صلى الله عليه وسلم موافقة أمر الله وشريعته "ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين"الحاقة 44/45/45،وهذا أمر معلوم من الدين بالضرورة. إذا تبين كل هذا علم أن اتباع أي شخص غير رسول الله صلى الله عليه وسلم كائنا من كان،واتخاذه وليا يؤتمر بأمره وينتهى بنهيه،مخالفة صريحة لمدلول هذه الأيات الصحيح الصريح،كما أنه خلل في معتقد المسلم وجب تصحيحه لزاما،ذلك أن من أركان الإيمان :الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم ،والإيمان به صلوات الله عليه لا يقتصر على تصديقه فيما جاء به والإقرار له بالنبوة والرسالة فحسب،بل يتعدى ذاك كله إلى وجوب اتباعه والعمل بسنته ومحبته،وحب من يحب،و بغض من يبغض،لأن ذلك من مقتضيات الإيمان به والتصديق برسالته التي لا يتم إلا بها.وعودا على بدء نقول :إذا استقر هذا في قلب المسلم ودراه بعقله علم أن الولاية لا تعقد إلا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه فقط. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى أله وصحبه وسلم . [1] متفق عليه[2] رواه البخاري | |
|