بارك الله فيك على الموضوع المميز
اسمح لي أن أنسج على منوالك فأقول:
ابتلينا وابتلي الزمان والواقع بفقهاء منسوبين للعلم مميعين..منتهكين للمحارم إباحيين.. جعلوا الحلال أصل التشريع، ليس في قاموسهم كلمات: الحرام، والشرك، والذنوب....قد مات عندهم أصل الولاء والبراء، يسمون الكافر: الغير تزلفا إليه وبعدا عن التشدد ـ زعموا ـ
ولوكانت خزائن النار بأيديهم..لأغلقوها لايسرهم أن يروا أحدا من الخلق عابدا متمسكا بالسنة، حسبوا الدين لعبة من الألعاب، قوامها الضحك والاستهتار، حفظوا آيات الرحمة ونسوا آيات العذاب، ونحن نعلم أن الخوف من أركان التقوى، كما قال علي رضي الله عنه.
حفاظ مهرة للنصوص الشرعية المرغبة من مثل قوله صلى الله عليه وسلم) يا حنظلة إنما هي ساعة وساعة) وقول الله تعالى
يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر)، وعلى العكس من هذا لا يدرون شيئا عن النصوص المرهبة، فانشغلوا بالملذات، وانهمكوا في الشبهات.
إذا سئلوا.عمدوا إلى أيسر الآراء وأسهلها.. فأفرحوا بها العامة..فإن روجعوا في ذلك بالحجة والبرهان والدليل والاستدلال..قالوا في المسألة خلاف، والأمر فيه سعة، وقبح الله التشدد، وينبغي مراعاة المقاصد...كأنهم أعلم بالشريعة من منزلها، وأدرك لمقاصدها من الهادي المصطفى صلى الله عليه وسلم فإذا وعظوا فجنات وعيون...وتوزيع لصكوك الغفران ... وإرجاء قبيح تهتز له الآذان وإن خالفهم شخص..وأتى على بنيانهم من القواعد بالحجج الساطعة والبراهين الواضحة القاطعة..رموه بالتزمت والرجعية، وقلة الإلمام بالواقع، وتبجحوا بالحكمة والاعتدال والتوسط.
رجال جعلوا أنفسهم محامين عن كل فاجر وفاسق، أدخلوا الجنة كل زنديق كافر، وابتدأوا حملة الدفاع عن إبليس لعنه الله.
كرهتهم..وكرهت تميعهم وإرجاءهم.