منتدى وموقع نادي الإمام مالك العلمي
|
|
| سلسلة صحابيات حول الرسول صلى الله عليه وسلم | |
|
+3خديجة فتى الأندلس حبيبة عائشة 7 مشترك | |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
حبيبة عائشة عضو متميز
عدد المساهمات : 200 نقاط : 51791 تاريخ التسجيل : 22/10/2010 العمر : 37
| موضوع: رد: سلسلة صحابيات حول الرسول صلى الله عليه وسلم الثلاثاء مارس 22, 2011 10:48 am | |
| تتـــــــمة:
و توالت الاحزان
و بعدما عاشت أسماء - رضي الله عنها - أجمل أيام عمرها في المدينة حيث الحياة الإيمانية التي لا تعدلها حياة في الكون كله ..
و إذا بالأحزان تتوالى فلقد مات رسول الله - صلى الله عليه و سلم - فحزنت عليه أسماء حزناً كاد أن يمزق قلبها و تولى أبوها أبو بكر
الخلافة بعد وفاة الحبيب ثم جاء اليوم الذي نام فيه أبو بكر على فراش الموت ليلحق بحبيبه - صلى الله عليه و سلم -.
و تجددت الأحزان بموت أبي بكر ثم بمقتل عمر ثم بمقتل عثمان ثم بمقتل زوجها الزبير رضي الله عنهم.
لقد عاشت حياة الصبر على تلك المحن العظيمة والابتلاءات الشديدة و صبرت على البأساء و الضراء.
موقفها العظيم مع الحجاج بعد مقتل ولدها ابن الزبير
في تاريخ النساء مواقف حافلة بالبطولات والتضحيات ، ولكن بطلتنا أسماء تفوق النساء جميعاً في موقف يشير إلى ذكائها وجودها وحسن
تصرفها ، ذلك الموقف مع ابنها عبد الله بن الزبير - رضي الله عنهما - الذي امتد سلطانه على الحجاز و اليمن و العراق و خراسان و جدد
عمارة الكعبة.
غير أن سلطانه بدأ ينحسر و يتلاشى و أحاطت به جنود الحجاج بن يوسف الثقفي و هو في مكة المكرمة ، و أحجار المنجنيق تنهمر عليه
من كل مكان ، فكانت الفرصة سانحة أمامه لطلب الأمان أو الفرار و لكن أنى له ذلك وقد عرفته البلاد بطولها وعرضها بالشجاعة
و الإقدام و الثبات , و أمه أسماء فدائية الإسلام الأولى، وها هي أمه قد قاربت المائة وعقلها ما يزال يشع بالحكمة وفصل الخطاب ..
و توجه إليها يبثها حزنه و يستشيرها فيما يفعل.
قال عروة : دخلت أنا و أخي , قبل أن يُقتل على أمنا بعشر ليال و هي وجعة فقال عبد الله: كيف تجدينك ؟
قالت : وجعة ,
قال : إن في الموت لعافية , قالت : لعلك تشتهي موتي فلا تفعل , و ضحكت , وقالت : و الله ما أشتهي أن أموت حتى تأتي على أحد طرفيك : إما أن تُقتل فأحتسبك , و إما أن تظفر فتقر عيني .
إياك أن تُعرض على خطة فلا توافق فتقبلُها كراهية الموت.
قال ( عروة ) : و إنما عنى أخي أن يقتل فيحزنها ذلك.
فدنا ابن الزبير فقبل رأسها و قال : هذا رأيي و لكن أحببت أن أعلم رأيك ؟ فزدتني بصيرة فانظري يا أماه إني مقتول من يومي هذا ؟
فلا يشتد حزنك لأمر الله فإن ابنك لم يتعمد إتيان منكر ولا عمل بفاحشة ولا يجر في حكم ،
و لم يتعمد ظلم مسلم و لا معاهد . و الله إني لا أقول هذا تزكية لنفسٍ و لكن تعزية لأمي لتسلو عني. فقالت أمه : إني لأرجو أن يكون عزائي فيك حسناً , اخرج حتى أنظر إلى ما يصير إليه أمرك ؟
و دعت له قائلة : اللهم ارحم طول ذلك القيام في الليل الطويل و ذلك التحنث و الظمأ في الهواجر بالمدينة و مكة و بره بأبيه و بي ,
اللهم قد أسلمته لأمرك فيه و رضيت بما قضيت فأثبني في عبد الله ثواب الشاكرين الصابرين.
ثم شكا إليها خوفه من أن يُمثَّل به بعد موته فقالت كلمتها المشهورة : إن الكبش إذا ذُبح لم يأمن السلخ أو : لم يألم من السلخ.
ثم دنا عبد الله من أمه فتناول يدها و قبلها و عانقها و كان عليه درع فلما عانقها وجدت مسَّ الدرع فقالت : هذا صنيع من يريد
ما تريد ,
قال : ما لبستها إلا لأشد منك.
قالت: فإنها لا تشد مني فنزعها ثم أدرج كميه و أدخل أسفل قميصه جبة خز كانت عليه من أسفل المنطقة.
و ودع عبد الله أمه بنفس راضية و قال يخاطبها:
أسماء إن قتلت لا تبكيني لم يبق إلا حسبي و ديني و صارم لانت به يميني
و سقط عبد الله بن الزبير شهيداً و صلبه الحجاج في المسجد الحرام ، و لما قتل الحجاج ابن الزبير دخل على أسماء و قال لها: يا أمه ,
إن أمير المؤمنين وصاني بك فهل لك من حاجة؟ قالت: لست بأم ولكني أم المصلوب على رأس الثنية و مالي من حاجة و لكن أحدثك :
سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : (( يخرج في ثقيف كذاب و مبير)) فأما الكذاب فقد رأيناه _ تعني المختار _
و أما المبير فأنت.
فقال لها : مبير المنافقين.
و صبرت أسماء - رضي الله عنها - صبراً جميلاً و احتسبت ابنها عند الله تعالى ، وعن منصور بن صفية ، عن أمه ، قالت :
قيل لابن عمر : إن أسماء في ناحية المسجد - وذلك حين صُلب ابن الزبير - فمال إليها ، فقال : إن هذه الجثث ليست بشيء ،
وإنما الأرواح عند الله ؛ فاتقي الله واصبري.
فقالت : وما يمنعني ، وقد أُهدي رأس يحيى بن زكريا إلى بغي من بغايا بني إسرائيل.
فما أعظمها من أم صابرة محتسبة.
وحان وقت الرحيل
وبعد قرن من الزمان عاشته أسماء - رضي الله عنها - بأفراحه و أحزانه التي ختمت بقتل ولدها ..
نامت على فراش الموت لتلحق بالأحباب الذين سبقوها إلى دار النعيم و الخلود .
قال ابن سعد : ماتت بعد ابنها بليال و كان قتله لسبع عشرة خلت من جمادى الأولى سنة ثلاث و سبعين
قال الذهبي : قلت : كانت خاتمة المهاجرين و المهاجرات.
وهكذا رحلت ذات النطاقين بعدما سطرت على جبين التاريخ سطوراً من النور..
و مازلنا نذكر سيرتها العطرة التي ملأت الدنيا كلها بعبير الصدق و الإخلاص و البذل و التضحية.
فرضي الله عنها و أرضاها و جعل جنة الفردوس مثواها
| |
| | | حبيبة عائشة عضو متميز
عدد المساهمات : 200 نقاط : 51791 تاريخ التسجيل : 22/10/2010 العمر : 37
| موضوع: رد: سلسلة صحابيات حول الرسول صلى الله عليه وسلم الثلاثاء مارس 29, 2011 5:46 am | |
| *** أم أيمن - حاضنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ****
ويا لها من لحظات غالية عندما نتعايش بقلوبنا مع هذه الصحابية الجليلة
التي لا يُذكَر اسمها إلا ونشعر بالرحمة والحنان والرأفة تتدفق في العروق لتصل إلى القلوب
مباشرة .. إنها حاضنة الحبيب - صلى الله عليه وسلم - التي كانت له أماً بعد أمّه .. إنها أم
الشهيد ( أيمن ) الذي شهد المشاهد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- .. إنها زوجة
الحِب ( زيد بن حارثة ) وأم الحِب ابن الحِب ( أسامة بن زيد ) .. إنها المرأة التي عاشت
مراحل النبوة كلها وعاصرت أحداثها بكل ما فيها من جراحٍ وأفراح .. إنها أم أيمن - رضي
الله عنها - التي قال عنها أبو نعيم : أم أيمن المهاجرة الماشية الصائمة الطاوية الناحبة الباكية
سُقيت من غير رواية شربة سماوية كانت لها شافية كافية ..
:: من هي أم أيمن ::
أم أيمن الحبشية مولاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحاضنته ورثها من أبيه ثم أعتقها
عندما تزوج بخديجة .. وكانت من المهاجرات الأُول ..
اسمها : بركة .. وقد تزوجها عبيد بن الحارث الخزرجي ،
فولدت له : أيمن . . ولأيمن هجرة وجهاد ، استُشهد يوم حُنين .. ثم تزوجها زيد بن حارثة ليالي بُعِث النبي -
صلى الله عليه وسلم - ، فولدت له أسامة بن زيد ، حِب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ..
:: من هنا نبدأ ::
لقد عرفت أم أيمن النبي - صلى الله عليه وسلم - طفلاً صغيراً وعرفته شاباً صادقاً أميناً
وعرفته نبياً مُرسلاً وعاشت مراحل النبوة كلها ،، فتعالوا بنا لنفتح تلك الصفحة المباركة
لنتعايش بقلوبنا مع حياة تلك الصحابية التي كانت حاضنة لسيد الأولين والآخرين - صلى
الله عليه وسلم - ..
:: هكذا نشأ الحبيب صلى الله عليه وسلم يتيماً ::
كان عبد الله بن عبد المطلب من أحب ولد أبيه إليه ،، ولما نجا من الذبح وفداه عبد المطلب
بمائة من الإبل ، زوّجه أبوه من أشرف نساء مكة نسباً ، وهي آمنة بنت وهب بن عبد مناف
بن زهرة بن كلاب ..
ولم يلبث أبوه أن توفي بعد أن حملت به آمنة ودُفن بالمدينة عند أخواله بني عدي بن النجار
فإنه كان ذهب بتجارة إلى الشام فأدركته منيته بالمدينة وهو راجع ، وترك هذه النسمة
الطاهرة ، وكأن القدر يقول له : قد انتهت مهمتك في الحياة ، وهذا الجنين الطاهر يتولى الله -
عز وجل - بحكمته ورحمته تربيته وتأديبه وإعداده لإخراج البشرية من الظلمات إلى النور ..
ورأت آمنة وفاءً لذكرى زوجها الراحل أن تزور قبره في يثرب ، فخرجت من مكة قاطعة
رحلة تبلغ خمسمائة كيلو مترا ، ومعها ولدها اليتيم محمد - صلى الله عليه وسلم - وخادمتها
أم أيمن وقيمها عبد المطلب ،، فمكثت شهراً ثم عادت ، وبينما هي راجعة إذ يلاحقها المرض
ويُلِحُّ عليها في أوائل الطريق ، فماتت بالأبواء بين مكة والمدينة ..
وفي هذا الموقف الأليم ، برزت أم أيمن لتحتل مكانتها بين النساء اللاتي تركن بصمات
واضحة في التاريخ ، وقد أراد الله سبحانه وتعالى لها الخير كله ، وعادت بالنبي - صلى الله
عليه وسلم - ، وأضحت حاضنته ، وأوقفت نفسها لرعايته والعناية به ، وغمرته بعطفها ،
كما غمره جده عبد المطلب بحبه أيضاً ، وقد عوضه الله بحنان جده وأم أيمن عن حنان
الوالدين ، وأُغرم به عبد المطلب غراماً شديداً ، وكثيراً ما كان يوصي الحاضنة أم أيمن قائلاً :
يا بركة لا تغفلي عن ابني فإني وجدته مع غلمان قريباً من السدرة ، وإن أهل الكتاب
يزعمون أن ابني هذا نبي هذه الأمة ..
وكان عبد المطلب يُسَرّ لما يرى من مخيل الشرف والكرامة على حفيده محمد ، ويوصي
أعمامه بقوله : دعوا ابني فو الله إن له لشأناً ..
ولكن المنية وافت عبد المطلب بعد أن أوصى ابنه أبا طالب بكفالة النبي وحياطته ، وحزن
النبي - عليه الصلاة والسلام - حزناً شديداً ، وكان ما يزال طفلاً صغيراً ..
| |
| | | الشفاء عضو جديد
عدد المساهمات : 8 نقاط : 49830 تاريخ التسجيل : 04/04/2011 العمر : 44
| موضوع: رد: سلسلة صحابيات حول الرسول صلى الله عليه وسلم الثلاثاء أبريل 05, 2011 7:44 am | |
| الشفاء بنت ملحان من غار حراء شع فجر الإسلام ... يملأ مكة وشعابها بنور الله ... فيفيض إشراقاً في العقول ويمنح للقلوب المؤمنة ضياء لتنسج به عظمة الإسلام.. فكم رفع الإسلام أناساً لم نسمع عنهم من قبل ... وكم زاد الإسلام من مكانه أناس فأضحوا خياراً في الجاهلية وخياراً في الإسلام.. لم يفرق بينهم نساء ورجالاً.. هكذا كانت الشفاء بنت عبد الله بن عبد شمس بن خلف بن شداد القرشية العدوية.. قيل اسمها ليلى وكانت تكنى بأم سليمان.. ولكنا اشتهرت بالشفاء وربما نالت هذا اللقب بسبب شفاء البعض على يديها بإذن الله. تزوجت الشفاء بنت عبد الله من أبى خثمة بن حذيفة بن عامر القرشي العدوي.. واعتنقت الإسلام في وقت مبكر من بزوغ شمسه.. فصبرت مع المسلمين الأوائل وتحملت أذى قريش وتعنتهم حتى أذن المولى عز وجل للصابرين والصابرات في مكة بالهجرة إلى يثرب فهاجرت معهم كانت الشفاء بنت عبدالله العدوية من القلائل الذين عرفوا القراءة والكتابة في الجاهلية وقد حباها الله من فضله عقلاً راجحاً وعلماً نافعاً.. فقد كانت تجيد الرقية منذ الجاهلية.. فلما جاء الإسلام قالت : لا أرقي حتى أستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فحضرت إليه وقالت : يا رسول الله إني قد كنت أرقي برقي الجاهلية وأردت أن أعرضها عليك ، فقال : اعرضيها ، قالت : فعرضتها عليه وكانت ترقي من النَمِلة [ النملة نوع من التقرحات تصيب الجلد ] فقال : (ارقي بها وعلميها حفصة : باسم الله ، اللهم اكشف البأس رب الناس) ، قال : ( ترقي به على عود كركم "زعفران" وتطليه على النملة).. فاستمرت الشفاء ترقي بها المرضى من المسلمين والمسلمات وعلمتها لأم المؤمنين حفصة .. ويلاحظ هنا أن الشفاء رغم علمها القديم الذي أجادته قبل الإسلام لم تحاول الإفادة منه إلا بعد أن عرفت حكم الشرع فيه.. فلما أجازها النبي عليه السلام خدمت به الناس.. ولم تكتف بهذا بل علمت نساء المسلمين القراءة والكتابة فحق لها أن تكون أول معلمة في الإسلام لم تترك لنا كتب التراجم من أخبار الشفاء بنت عبدالله إلا النذر اليسير.. إذ وصفها ابن حجر في الإصابة بأنها من عقلاء النساء وفضلاهن.. وكان عليه الصلاة والسلام يبر بها فأقطعها داراً في الحكاكين بالمدينة لتسكنها. كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يثق برأيها ويقدم كلامها على غيرها حتى قيل إنه ولاها من أمر السوق شيئاً، ولم تذكر لنا كتب الأخبار ما المهام التي قامت بها الشفاء بنت عبدالله في السوق إلا ما رواه ابن سعد في طبقاته عن حفيدها عمر بن سليمان بن أبي خثمة ، عن أبيه قال : قالت الشفاء ابنة عبدالله : ورأيت فتياناً يقصدون في المشي يتكلون رويداً فقالت : ما هذا ؟ فقالوا : نسّاك ، فقالت : كان عمر إذا تكلم أسمع وإذا مشى أسرع وإذا ضرب أوجع وهو الناس حقاً.. ويتضح لنا من كلام الشفاء بنت عبدالله السابق الذكر أن هذا جزء من مهام الحسبة التي قامت بها ولكنها ، كما هو وارد في القصة ، لم تخاطب جماعة الفتيان مباشرة إنما قالت كلامها لمن هم وربما كانت مهمتها أيضاً الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بما يخص النساء ، وربما مراقبة تعليم الصبيان على اعتبار أن تلك المهام من أعمال المحتسب في الإسلام ، والله أعلم. روت الشفاء بنت عبدالله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن عمر بن الخطاب، وروى عنها ابنها سليمان بن أبي خثمة وآخرون من أحفادها، وقد روى لها البخاري في كتاب الأدب وكتاب أفعال العباد كما روى لها أبو داود والنسائي. توفيت معلمة الإسلام الأولى في زمن عمر بن الخطاب سنة عشرين بعد هجرة النبي عليه السلام، فجزاها الله عن المسلمين والمسلمات خير الجزاء بما خدمت به الأمة ورقت مرضاها وعلمت نساءها...
| |
| | | الشفاء عضو جديد
عدد المساهمات : 8 نقاط : 49830 تاريخ التسجيل : 04/04/2011 العمر : 44
| موضوع: رد: سلسلة صحابيات حول الرسول صلى الله عليه وسلم الثلاثاء أبريل 05, 2011 7:54 am | |
| حياة الخنساء قبا وبعد الاسلام كتبهاسيريا تماضر بنت عمرو بن الحرث بن الشريد السلمية، المعروفة باسم الخنساء بنت عمرو (575 - 664)، كانت شاعرة رثاء في عصر الجاهلية. لقبت بهذا الاسم بسبب ارتفاع أرنبتي أنفها. تزوجت من ابن عمها رواحة بن عبد العزيز السلمي، ثم من مرداس بن أبي عامر السلمي. عاشت أيضاً في عصر الإسلام، وأسلمت بعد ذلك.
في عام 612، قتل هاشم ودريد ابنا حرملة أخاها معاوية. قامت الخنساء بتحريض أخيها الأصغر صخر بالثأر، واستطاع الأخير قتل دريد انتقاماً لأخيه، ولكنه أصيب وتوفي في عام 615. وقيل أن الخنساء أصيبت بالعمى من شدة بكائها على موت أخيها. ومع قدوم عصر الإسلام، حرضت أبناءها الأربعة من مرداس
تماضر بنت عمرو بن الحرث بن الشريد السلمية، المعروفة باسم الخنساء بنت عمرو (575 - 664)، كانت شاعرة رثاء في عصر الجاهلية. لقبت بهذا الاسم بسبب ارتفاع أرنبتي أنفها. تزوجت من ابن عمها رواحة بن عبد العزيز السلمي، ثم من مرداس بن أبي عامر السلمي. عاشت أيضاً في عصر الإسلام، وأسلمت بعد ذلك.
في عام 612، قتل هاشم ودريد ابنا حرملة أخاها معاوية. قامت الخنساء بتحريض أخيها الأصغر صخر بالثأر، واستطاع الأخير قتل دريد انتقاماً لأخيه، ولكنه أصيب وتوفي في عام 615. وقيل أن الخنساء أصيبت بالعمى من شدة بكائها على موت أخيها. ومع قدوم عصر الإسلام، حرضت أبناءها الأربعة من مرداس بن أبي عامر السلمي وهم عمرة وعمرو ومعاوية ويزيد على الجهاد، وقد استشهدوا جميعاً في معركة القادسية.
تعد الخنساء من أشهر شعراء الجاهلية، وقد قامت بكتابة الشعر خصوصاً بعد رحيل أخويها. وطغى على شعرها الحزن والأسى والفخر والمدح. قال عنها النابغة الذبياني: "الخنساء أشعر الجن والإنس".
برغم أنها كانت شاعرة متمكنة من اللغة له قصائد كثيرة إلا أن شهرة الخنساء قد ذاعت و انتشر صيتها في كل مكان من خلال مراثيها لأخيها صخر التي ذاعت و تداولها الناس في الجاهلية. و صخر هو أخو الخنساء من أبيها ، و برغم أنه كان لها أخ شقيق قد قتل قبل صخر – وهو شقيقها معاوية بن عمرو الذي رثته أيضا.
كان صخر هو أحب أخوات الخنساء إلى قلبها- حيث كان حليماً جوداً محبوباً بين أبناء العشيرة، و كان يقف دائما إلى جانبها يمد لها يد العون ويرعاها. و لما قتل أخوها صخر ظلت ترثيه ، و ذاع صيت مرثيتها أو بكائيتها بين العرب حيث أصبحت مرثيتها الحزينة الأكثر تداولا من باقي أشعارها.
حينما علمت ببعثة النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم- قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم مع قومها بني سليم فأسلمت معهم. وقيل أن رسول الإسلام محمد بن عبد الله كان يعجب بشعرها.
لعل موقفها يوم القادسية لخير دليل على صبرها وثباتها و حسن ايمانها، فقد خرجت في هذه المعركة مع المسلمين في عهد عمر رضي الله عنه ومعها أبناؤها الأربعة، وهناك، وقبل بدء القتال أوصتهم فقالت : يا بني لقد أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين ، ووالله الذي لا إله إلا هو إنكم بنو امرأة واحدة ، ما خنت أباكم ، ولا فضحت خالكم … إلى أن قالت : فإذا أصبحتم غداً إن شاء الله سالمين ، فاغدوا إلى قتال عدوكم مستبصرين ، وبالله على أعدائه مستنصرين ، فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها ، وجعلت ناراً على أوراقها ، فتيمموا وطيسها ، وجالدوا رئيسها عند احتدام خميسها ، تظفروا بالغنم والكرامة في دار الخلد والمقامة. عندما دارت المعركة استشهد أولادها الأربعة واحداً بعد واحد ، و حينما بلغ الخنساء خير مقتل أبنائها الأربعة قالت : (الحمد لله الذي شرفني بقتلهم ، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته). ماتت الخنساء مع مطلع خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه.
من أجمل قصائدها …
قَذىً بِعَينِكِ أَم بِالعَينِ عُوّارُ أَم ذَرَفَت إِذ خَلَت مِن أَهلِها الدارُ
كَأَنَّ عَيني لِذِكراهُ إِذا خَطَرَت فَيضٌ يَسيلُ عَلى الخَدَّينِ مِدرارُ
تَبكي لِصَخرٍ هِيَ العَبرى وَقَد وَلَهَت وَدونَهُ مِن جَديدِ التُربِ أَستارُ
تَبكي خُناسٌ فَما تَنفَكُّ ما عَمَرَت لَها عَلَيهِ رَنينٌ وَهيَ مِفتارُ
تَبكي خُناسٌ عَلى صَخرٍ وَحُقَّ لَها إِذ رابَها الدَهرُ إِنَّ الدَهرَ ضَرّارُ
لا بُدَّ مِن ميتَةٍ في صَرفِها عِبَرٌ وَالدَهرُ في صَرفِهِ حَولٌ وَأَطوارُ
قَد كانَ فيكُم أَبو عَمروٍ يَسودُكُمُ نِعمَ المُعَمَّمُ لِلداعينَ نَصّارُ
صُلبُ النَحيزَةِ وَهّابٌ إِذا مَنَعوا وَفي الحُروبِ جَريءُ الصَدرِ مِهصارُ
يا صَخرُ وَرّادَ ماءٍ قَد تَناذَرَهُ أَهلُ المَوارِدِ ما في وِردِهِ عارُ
مَشى السَبَنتى إِلى هَيجاءَ مُعضِلَةٍ لَهُ سِلاحانِ أَنيابٌ وَأَظفارُ
وَما عَجولٌ عَلى بَوٍّ تُطيفُ بِهِ لَها حَنينانِ إِعلانٌ وَإِسرارُ
تَرتَعُ ما رَتَعَت حَتّى إِذا اِدَّكَرَت فَإِنَّما هِيَ إِقبالٌ وَإِدبارُ
لا تَسمَنُ الدَهرَ في أَرضٍ وَإِن رَتَعَت فَإِنَّما هِيَ تَحنانٌ وَتَسجارُ
يَوماً بِأَوجَدَ مِنّي يَومَ فارَقَني صَخرٌ وَلِلدَهرِ إِحلاءٌ وَإِمرارُ
وَإِنَّ صَخراً لَوالِينا وَسَيِّدُنا وَإِنَّ صَخراً إِذا نَشتو لَنَحّارُ
وَإِنَّ صَخراً لَمِقدامٌ إِذا رَكِبوا وَإِنَّ صَخراً إِذا جاعوا لَعَقّارُ
وَإِنَّ صَخراً لَتَأتَمَّ الهُداةُ بِهِ كَأَنَّهُ عَلَمٌ في رَأسِهِ نارُ
جَلدٌ جَميلُ المُحَيّا كامِلٌ وَرِعٌ وَلِلحُروبِ غَداةَ الرَوعِ مِسعارُ
حَمّالُ أَلوِيَةٍ هَبّاطُ أَودِيَةٍ شَهّادُ أَندِيَةٍ لِلجَيشِ جَرّارُ
نَحّارُ راغِيَةٍ مِلجاءُ طاغِيَةٍ فَكّاكُ عانِيَةٍ لِلعَظمِ جَبّارُ
فَقُلتُ لَمّا رَأَيتُ الدَهرَ لَيسَ لَهُ مُعاتِبٌ وَحدَهُ يُسدي وَنَيّارُ
لَقَد نَعى اِبنُ نَهيكٍ لي أَخا ثِقَةٍ كانَت تُرَجَّمُ عَنهُ قَبلُ أَخبارُ
فَبِتُّ ساهِرَةً لِلنَجمِ أَرقُبُهُ حَتّى أَتى دونَ غَورِ النَجمِ أَستارُ
لَم تَرَهُ جارَةٌ يَمشي بِساحَتِها لِريبَةٍ حينَ يُخلي بَيتَهُ الجارُ
وَلا تَراهُ وَما في البَيتِ يَأكُلُهُ لَكِنَّهُ بارِزٌ بِالصَحنِ مِهمارُ
وَمُطعِمُ القَومِ شَحماً عِندَ مَسغَبِهِم وَفي الجُدوبِ كَريمُ الجَدِّ ميسارُ
قَد كانَ خالِصَتي مِن كُلِّ ذي نَسَبٍ فَقَد أُصيبَ فَما لِلعَيشِ أَوطارُ
مِثلَ الرُدَينِيِّ لَم تَنفَذ شَبيبَتُهُ كَأَنَّهُ تَحتَ طَيِّ البُردِ أُسوارُ
جَهمُ المُحَيّا تُضيءُ اللَيلَ صورَتُهُ آباؤُهُ مِن طِوالِ السَمكِ أَحرارُ
مُوَرَّثُ المَجدِ مَيمونٌ نَقيبَتُهُ ضَخمُ الدَسيعَةِ في العَزّاءِ مِغوارُ
فَرعٌ لِفَرعٍ كَريمٍ غَيرِ مُؤتَشَبٍ جَلدُ المَريرَةِ عِندَ الجَمعِ فَخّارُ
في جَوفِ لَحدٍ مُقيمٌ قَد تَضَمَّنَهُ في رَمسِهِ مُقمَطِرّاتٌ وَأَحجارُ
طَلقُ اليَدَينِ لِفِعلِ الخَيرِ ذو فَجرٍ ضَخمُ الدَسيعَةِ بِالخَيراتِ أَمّارُ
لَيَبكِهِ مُقتِرٌ أَفنى حَريبَتَهُ دَهرٌ وَحالَفَهُ بُؤسٌ وَإِقتارُ
وَرِفقَةٌ حارَ حاديهِم بِمُهلِكَةٍ كَأَنَّ ظُلمَتَها في الطِخيَةِ القارُ
أَلا يَمنَعُ القَومَ إِن سالوهُ خُلعَتَهُ وَلا يُجاوِزُهُ بِاللَيلِ مُرّارُ
عدل سابقا من قبل الشفاء في الثلاثاء أبريل 05, 2011 8:33 am عدل 1 مرات | |
| | | الشفاء عضو جديد
عدد المساهمات : 8 نقاط : 49830 تاريخ التسجيل : 04/04/2011 العمر : 44
| موضوع: رد: سلسلة صحابيات حول الرسول صلى الله عليه وسلم الثلاثاء أبريل 05, 2011 8:00 am | |
| خياة الخنساء تابييييييييييييع بن أبي عامر السلمي و هم عمرة وعمرو ومعاوية ويزيد على الجهاد، وقد استشهدوا جميعاً في معركة القادسية. تعد الخنساء من أشهر شعراء الجاهلية، وقد قامت بكتابة الشعر خصوصاً بعد رحيل أخويها. وطغى على شعرها الحزن والأسى والفخر والمدح. قال عنها النابغة الذبياني: "الخنساء أشعر الجن والإنس".
برغم أنها كانت شاعرة متمكنة من اللغة له قصائد كثيرة إلا أن شهرة الخنساء قد ذاعت و انتشر صيتها في كل مكان من خلال مراثيها لأخيها صخر التي ذاعت و تداولها الناس في الجاهلية. و صخر هو أخو الخنساء من أبيها ، و برغم أنه كان لها أخ شقيق قد قتل قبل صخر – وهو شقيقها معاوية بن عمرو الذي رثته أيضا.
كان صخر هو أحب أخوات الخنساء إلى قلبها- حيث كان حليماً جوداً محبوباً بين أبناء العشيرة، و كان يقف دائما إلى جانبها يمد لها يد العون ويرعاها. و لما قتل أخوها صخر ظلت ترثيه ، و ذاع صيت مرثيتها أو بكائيتها بين العرب حيث أصبحت مرثيتها الحزينة الأكثر تداولا من باقي أشعارها.
حينما علمت ببعثة النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم- قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم مع قومها بني سليم فأسلمت معهم. وقيل أن رسول الإسلام محمد بن عبد الله كان يعجب بشعرها.
لعل موقفها يوم القادسية لخير دليل على صبرها وثباتها و حسن ايمانها، فقد خرجت في هذه المعركة مع المسلمين في عهد عمر رضي الله عنه ومعها أبناؤها الأربعة، وهناك، وقبل بدء القتال أوصتهم فقالت : يا بني لقد أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين ، ووالله الذي لا إله إلا هو إنكم بنو امرأة واحدة ، ما خنت أباكم ، ولا فضحت خالكم … إلى أن قالت : فإذا أصبحتم غداً إن شاء الله سالمين ، فاغدوا إلى قتال عدوكم مستبصرين ، وبالله على أعدائه مستنصرين ، فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها ، وجعلت ناراً على أوراقها ، فتيمموا وطيسها ، وجالدوا رئيسها عند احتدام خميسها ، تظفروا بالغنم والكرامة في دار الخلد والمقامة. عندما دارت المعركة استشهد أولادها الأربعة واحداً بعد واحد ، و حينما بلغ الخنساء خير مقتل أبنائها الأربعة قالت : (الحمد لله الذي شرفني بقتلهم ، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته). ماتت الخنساء مع مطلع خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه.
من أجمل قصائدها …
قَذىً بِعَينِكِ أَم بِالعَينِ عُوّارُ أَم ذَرَفَت إِذ خَلَت مِن أَهلِها الدارُ
كَأَنَّ عَيني لِذِكراهُ إِذا خَطَرَت فَيضٌ يَسيلُ عَلى الخَدَّينِ مِدرارُ
تَبكي لِصَخرٍ هِيَ العَبرى وَقَد وَلَهَت وَدونَهُ مِن جَديدِ التُربِ أَستارُ
تَبكي خُناسٌ فَما تَنفَكُّ ما عَمَرَت لَها عَلَيهِ رَنينٌ وَهيَ مِفتارُ
تَبكي خُناسٌ عَلى صَخرٍ وَحُقَّ لَها إِذ رابَها الدَهرُ إِنَّ الدَهرَ ضَرّارُ
لا بُدَّ مِن ميتَةٍ في صَرفِها عِبَرٌ وَالدَهرُ في صَرفِهِ حَولٌ وَأَطوارُ
قَد كانَ فيكُم أَبو عَمروٍ يَسودُكُمُ نِعمَ المُعَمَّمُ لِلداعينَ نَصّارُ
صُلبُ النَحيزَةِ وَهّابٌ إِذا مَنَعوا وَفي الحُروبِ جَريءُ الصَدرِ مِهصارُ
يا صَخرُ وَرّادَ ماءٍ قَد تَناذَرَهُ أَهلُ المَوارِدِ ما في وِردِهِ عارُ
مَشى السَبَنتى إِلى هَيجاءَ مُعضِلَةٍ لَهُ سِلاحانِ أَنيابٌ وَأَظفارُ
وَما عَجولٌ عَلى بَوٍّ تُطيفُ بِهِ لَها حَنينانِ إِعلانٌ وَإِسرارُ
تَرتَعُ ما رَتَعَت حَتّى إِذا اِدَّكَرَت فَإِنَّما هِيَ إِقبالٌ وَإِدبارُ
لا تَسمَنُ الدَهرَ في أَرضٍ وَإِن رَتَعَت فَإِنَّما هِيَ تَحنانٌ وَتَسجارُ
يَوماً بِأَوجَدَ مِنّي يَومَ فارَقَني صَخرٌ وَلِلدَهرِ إِحلاءٌ وَإِمرارُ
وَإِنَّ صَخراً لَوالِينا وَسَيِّدُنا وَإِنَّ صَخراً إِذا نَشتو لَنَحّارُ
وَإِنَّ صَخراً لَمِقدامٌ إِذا رَكِبوا وَإِنَّ صَخراً إِذا جاعوا لَعَقّارُ
وَإِنَّ صَخراً لَتَأتَمَّ الهُداةُ بِهِ كَأَنَّهُ عَلَمٌ في رَأسِهِ نارُ
جَلدٌ جَميلُ المُحَيّا كامِلٌ وَرِعٌ وَلِلحُروبِ غَداةَ الرَوعِ مِسعارُ
حَمّالُ أَلوِيَةٍ هَبّاطُ أَودِيَةٍ شَهّادُ أَندِيَةٍ لِلجَيشِ جَرّارُ
نَحّارُ راغِيَةٍ مِلجاءُ طاغِيَةٍ فَكّاكُ عانِيَةٍ لِلعَظمِ جَبّارُ
فَقُلتُ لَمّا رَأَيتُ الدَهرَ لَيسَ لَهُ مُعاتِبٌ وَحدَهُ يُسدي وَنَيّارُ
لَقَد نَعى اِبنُ نَهيكٍ لي أَخا ثِقَةٍ كانَت تُرَجَّمُ عَنهُ قَبلُ أَخبارُ
فَبِتُّ ساهِرَةً لِلنَجمِ أَرقُبُهُ حَتّى أَتى دونَ غَورِ النَجمِ أَستارُ
لَم تَرَهُ جارَةٌ يَمشي بِساحَتِها لِريبَةٍ حينَ يُخلي بَيتَهُ الجارُ
وَلا تَراهُ وَما في البَيتِ يَأكُلُهُ لَكِنَّهُ بارِزٌ بِالصَحنِ مِهمارُ
وَمُطعِمُ القَومِ شَحماً عِندَ مَسغَبِهِم وَفي الجُدوبِ كَريمُ الجَدِّ ميسارُ
قَد كانَ خالِصَتي مِن كُلِّ ذي نَسَبٍ فَقَد أُصيبَ فَما لِلعَيشِ أَوطارُ
مِثلَ الرُدَينِيِّ لَم تَنفَذ شَبيبَتُهُ كَأَنَّهُ تَحتَ طَيِّ البُردِ أُسوارُ
جَهمُ المُحَيّا تُضيءُ اللَيلَ صورَتُهُ آباؤُهُ مِن طِوالِ السَمكِ أَحرارُ
مُوَرَّثُ المَجدِ مَيمونٌ نَقيبَتُهُ ضَخمُ الدَسيعَةِ في العَزّاءِ مِغوارُ
فَرعٌ لِفَرعٍ كَريمٍ غَيرِ مُؤتَشَبٍ جَلدُ المَريرَةِ عِندَ الجَمعِ فَخّارُ
في جَوفِ لَحدٍ مُقيمٌ قَد تَضَمَّنَهُ في رَمسِهِ مُقمَطِرّاتٌ وَأَحجارُ
طَلقُ اليَدَينِ لِفِعلِ الخَيرِ ذو فَجرٍ ضَخمُ الدَسيعَةِ بِالخَيراتِ أَمّارُ
لَيَبكِهِ مُقتِرٌ أَفنى حَريبَتَهُ
دَهرٌ وَحالَفَهُ بُؤسٌ وَإِقتارُ وَرِفقَةٌ حارَ حاديهِم بِمُهلِكَةٍ كَأَنَّ ظُلمَتَها في الطِخيَةِ القارُ أَلا يَمنَعُ القَومَ إِن سالوهُ خُلعَتَهُ وَلا يُجاوِزُهُ بِاللَيلِ مُرّارُ أضف الى مفضلتك | |
| | | تلميذة فاطمة الفهرية عضو جديد
عدد المساهمات : 32 نقاط : 49892 تاريخ التسجيل : 02/04/2011
| موضوع: رد: سلسلة صحابيات حول الرسول صلى الله عليه وسلم الخميس أبريل 07, 2011 9:25 am | |
| أم المؤمنين الأولى خديجة الكبرى زوجة النبي صلى الله عليه وسلم من هي خديجة الكبرى ؟
هي سيدة نساء العالمين ، خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة القرشية الأسدية الملقبة بـ( الطاهرة ) وسيدة قريش .
وأمها فاطمة بنت زيد بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي ..
وأمها هالة بنت عبد مناف بن الحارث بن عبد بن منقذ بن عمرو بن معيص بن عامر بن لؤي ..
سيدة قريش ولدت في بيت مجد وسؤدد قبل عام الفيل بخمسة عشر عاماً تقريباً ، ونشأت في بيت طاهر طيب الأعراق على أكمل السير المحمودة وأحسن الأخلاق ، من البيوتات الشريفة في مكة فغدت امرأة عاقلة جليلة ، اشتهرت بالحزم والعقل والأدب الجم ، لذلك كانت محط أنظار كبار الرجال من قومها ، أغناها الله تعالى بسعة النعم وكثرة الخدم والحشم ومن عليها ذو الجلال بكثرة الأموال فكانت تستأجر الرجال ليتاجروا في ذلك بالحلال فتضاربهم عليه بشيء معلوم ويستفيد بذلك الجميع على العموم ، وظهرت أسرار تلك الأخلاق المرضية والأوصاف الحسنة الزكية فيما بلغنه بين قومها في الجاهلية من مكانة علية ورتبة سنية وشهرة قوية فهي الدرة الثمينة ..
تزوجت من أبي هالة بن زرارة التميمي فانجبت هالة وهنداً وعن الزهري قال : تزوجت خديجة بنت خويلد بن أسد قبل رسول الله رجلين الأول منهما عتيق بن عايذ بن عبدالله بن عمر بن مخزوم فولدت له جارية وهي أم محمد بن صيفي المخزومي ثم خلف على خديجة بعد عتيق بن عايذ أبو هالة التميمي وهو من بني أسيد بن عمر فولدت له هند بن هند.
الرحلة المباركة :
ثم انصراف لتربية أولادها ، وإدارة شئون تجارتها حيث كانت غنية ذات مال ، وكانت تستأجر الرجال ليتاجروا لها ، وتدفع لهم المال مضاربة ، فلما بلغها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بعثته ما اتصف به من الصدق والأمانة والخلق ، أرسلت إليه ليخرج بمالها إلى الشام مع غلام لها يقال له ميسرة على أن تعطيه أكثر مما تعطي غيره.
وفي دلائل النبوة للأصبهاني : " وجعل عمومته يوصون به أهل العير حتى قدما الشام فنزلا في سوق بصرى في ظل شجرة قريبا إلى ميسرة فقال يا ميسرة من هذا الذي تحت هذه الشجرة فقال ميسرة رجل من قريش من أهل الحرم فقال الراهب ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي ثم قال أفي عينيه حمرة قال ميسرة نعم قال الراهب هو هو وهو آخر الأنبياء وياليت أني أدركته حين يؤمر بالخروج خزانه ذلك ميسرة ثم حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم سوق بصرى فباع سلعته التي خرج بها واشترى فكان بينه وبين رجل اختلاف في سلعة فقال له الرجل احلف باللات والعزى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حلفت بهذا قط وإني لأمر فأعرض عنهما فقال الرجل القول قولك ثم قال لميسرة وخلا به يا ميسرة هذا نبي والذي نفسي بيده إنه هو هو يجده أحبارنا منعوتا في كتبهم"
ووفقه الله في هذه التجارة فكان الربح وفيراً ، فسرت خديجة بهذا الخير الكثير الذي أحرزته على يد محمد صلى الله عليه وسلم ، ولكن إعجابها بشخصه كان أعظم وأعمق .
الزواج المبارك :
وأرادت السيدة خديجة الزواج من هذا الشاب الصادق الأمين ( محمد ) وكان لها صديقة مقربة هي نفيسة فانطلقت إلى الأمين وابتدرته متسائلة بذكاء واضح : ما يمنعك أن تتزوج يا محمد ؟ فقال لها : ما في يدي ما أتزوج به ، فابتسمت قائلة : فإن كفيت ودعيت إلى المال والجمال والشرف والكفاءة فهل تجيب ؟ فرد متسائلاً : ومن ؟ قالت على الفور : خديجة بنت خويلد . فقال : إن وافقت فقد قبلت .
وانطلقت نفيسة لتزف البشرى إلى خديجة ، وأخبر الأمين أعمامه برغبته في الزواج من السيدة خديجة ، فذهب أبو طالب وحمزة وغيرهما إلى عم خديجة عمرو بن أسد ، وخطبوا إليه ابنة أخيه ، وساقوا إليه الصداق وقد تزوجها على اثنتي عشرة أوقية ذهب .
ولما تم العقد نحرت الذبائح ووزعت على الفقراء ، وفتحت دار خديجة للأهل والأقارب فإذا بينهم حليمة السعدية جاءت لتشهد عرس ولدها الذي أرضعته ، وعادت بعد ذلك إلى قومها ومعها أربعون رأساً من الغنم هدية من العروس الكريمة لمن أرضعت محمداً الزوج الحبيب ..
ومن خصائصها الشريفة ومناقبها المنيفة أن كل أولاده عليه السلام منها إلا سيدنا إبراهيم عليه السلام فلم يكون عنها بل عن مارية القبطية التي أهداها له مقوقس مصر والإسكندرية وقد ولدت لخير البرية ستة من الذرية ..
الأول القاسم وهو أكبر الأولاد وبه كان صلى الله عليه وسلم يتكنى بين العباد وهو أول من مات من ولده ودفن في بعض الأقوال بمكة بلده ، والثاني عبدالله ويقال له الطاهر والطيب لأنه ولد في الإسلام ومات صغيراً بالبلد الحرام .
والثالثة زينب وهي أكبر بناته وقد ولدت قبل بعثته وتزوجها أبو العاص بن الربيع وكان اسلامها وهجرتها قبل اسلامه وهجرته وتوفيت في أول عام ثمانية من هجرة المصطفى ودفنت في جنة البقيع وقبرها هناك لا يخفى ..
والرابعة رقية والخامسة أم كلثوم وقد كانتا تحت ولدي أبي لهب الشقي المحروم فلما نزلت تيت يدا أبي لهب غضب أبوهما أشد الغضب وقال لولديه : رأسي من رأسكما حرام إن لم تفارقا ابنتي محمد صاحب هذا الكلام يقصد بذلك ايذاءه عليه الصلاة والسلام ففارقاهما قبل الدخول عليهما ولم يصلا بفضل الله اليهما ..
وقد تزوجت رقية بسيدنا عثمان بن عفان وهاجرت معه إلى الحبشة فراراً بالايمان ثم رجعت وهاجرت معه إلى مدينة الشفيع وماتت عنده ودفنت في جنة البقيع ثم تزوج بعدها أختها أم كلثوم وماتت عنده أيضاً وقبرها في البقيع معلوم فيكون قد تزوج من بنات النبي اثنتين ولذلك اشتهر بين الأنام بذي النورين ولو كانت هناك ثالثة لمن بها عليه سيد الكونين ..
والسادسة فاطمة الغراء المعروفة بالبتول والزهراء ، أم الحسن والحسين أهل الرضا وزوج الإمام علي المرتضى الذي أحسن عشرتها أخلص لها حبها ولم يتزوج عليها حتى قضت عنده نحبها وكانت وفاتها سنة احدى عشرة من الهجرة النبوية بعد أن عمرت ثلاثين سنة قمرية ودفنت ببيتها الذي بجانب الحجرة النبوية وهو في المسجد الآن وليس في ذلك رواية مرضية ، وبهذا تعلم أن بناته دخلن في الإسلام وهاجرن معه إلى المدينة من البلد الحرام ..
الاعتكاف في غار حراء :
وحبب الله سبحانه وتعالى إلى الأمين الصادق الخلوة ، فأخذ يتعبد في غار حراء شهراً كاملاً من كل عام ، على الزاد القليل بعيداً عن لغو أهل مكة ولهوهم وما كانوا عليه من عبادة الأوثان ، وجاءه جبريل عليه السلام وهو بحراء في شهر رمضان فغطه ثلاثاُ وفي كل مرة يقول له : إقرأ ، فيقول رسول الله : ما أنا بقارئ ؟ حتى قال له :
() اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَْكْرَمُ ، خَلَقَ الأِْنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ))
ثم انطلق يلتمس بيته في غبش خائفاً شاحباً مرتعد الأوصال وهو يقول : " زملوني زملوني . دثروني دثروني" .
أول الرسالة الطاهرة :
وبعد أن استوضحت منه الأمر . قال لها : " يا خديجة لقد خشيت على نفسي ". وهتفت الزوجة الحبيبة العاقلة في ثقة ويقين : " الله يرعانا يا أبا القاسم ، أبشر يا ابن العم واثبت ، فوالذي نفس خديجة بيده إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة ، والله لا يخزيك الله أبداً .. إنك لتصل الرحم ، وتصدق الحديث ، وتحمل الكّل ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق ".
ثم ذهبت به إلى ابن عمها ورقة ابن نوفل وحدثته بما كان من أمر محمد صلى الله عليه وسلم فصاح قائلاً : " قدوس .. قدوس .. والذي نفس ورقة بيده ، لئن كُنت صدقتني يا خديجة لقد جاءه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى وعيسى وأنه لنبي هذه الأمة ، فقولي له فليثبت ".
قال لرسول الله : " والذي نفسي بيده إنك لنبي هذه الأمة ، ولتكذبن ولتؤذين ، ولتخرجن ولتقاتلن ، ولئن أنا أدركت ذلك اليوم لأنصرن الله نصراً يعلمه ، ثم أدنى رأسه منه فقبل يا فوخه " ..
فقال محمد صلى الله عليه وسلم : " أو مخرجي هم ؟ " أجاب ورقة : نعم ، لم يأت رجل قط بمثل ماجئت به إلا عُودي ، ليتني أكون فيها جذعاً .. ليتني أكون حياً ، ثم لم يلبث ورقة أن توفي .
تثبيتها له صلى الله عليه وسلم :
وكانت مثال الزوجة الصادقة الوفية تثبت زوجها على الحق وتعينه وفي ذلك عن خديجة أنها قالت لرسول الله : " أي ابن عمي أتستطيع أن تخبرني بصاحبك هذا الذي يأتيك إذا جاءك ، قال : نعم ، قالت : فإذا جاءك فأخبرني به ، فجاءه جبريل فقال رسول الله : يا خديجة هذا جبريل قد جاءني ؟ ، قالت : قم يا ابن عم فاجلس على فخذي اليسرى قال : فقام رسول الله والحاصل عليها قالت هل تراه ؟ قال نعم قالت فتحول فاقعد على فخذي اليمنى قال فتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقعد على فخذها اليمنى فقالت : هل تراه ؟ قال : نعم قالت : فتحول فاجلس في حجري فتحول والحاصل في حجرها ثم قالت : هل تراه ؟ قال : نعم ، فتحسرت فألقت خمارها ورسول الله جالس في حجرها ثم قالت هل تراه قال لا قالت : يا ابن عم اثبت وأبشر فوالله إنه لملك ما هذا شيطان " ..
وعنها أيضاً قالت : " لما أبطأ على رسول الله الوحي جزع من ذلك جزعاً شديداً فقلت له مما رأيت من جزعه لقد قلاك ربك مما يرى من جزعك فأنزل الله عز وجل (( مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى )) ".
إيمانها بالرسالة المطهرة ووقوفها معه صلى الله عليه وسلم ضد التعذيب ووفاتها :
فكانت خديجة أول من آمن بالله ورسوله ودخلت في الإسلام ، ثم آمن مولاها زيد وبناتها الأربع رضوان الله عليهن أجمعين ، وبدأت المحن القاسية على المسلمين بمختلف الأشكال والصور ووقفت خديجة كالجبل الأشم ثباتاً واصرارًا واختار الله ابناها القاسم وعبد الله وهما في سن الطفولة فصبرت واحتسبت ، ورأت أول شهيدة في الإسلام سمية بنت الخياط وودعت ابنتها رقية وزوجها عثمان بن عفان وهي تهاجر إلى الحبشة ..
وشاهدت إصرار زوجها على الثبات على الحق وعدم التنازل ولو قيد أنملة : " والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني ، والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه " .
وعندما أعلنت قريش مقاطعتها للمسلمين وسجلت ذلك في صحيفة علقتها في جوف الكعبة لم تتردد في الوقوف مع المسلمين في شعب أبي طالب متخلية عن دارها الحبيبة لتقضي هنالك في الشعب ثلاث سنين صابرة مع الرسول ، ومن معه من صحبه وقومه على عنت الحصار المنهك ، وجبروت الوثنية العاتية . إلى أن تهاوى الحصار أمام الإيمان الصادق والعزيمة التي لا تعرف الكلل ، وكانت في الخامسة والستين من عمرها .
وبعد انهيار الحصار بستة أشهر مات أبو طالب ثم توفيت المجاهدة المحتسبة رضي الله عنها في اليوم الحادي عشر من رمضان قبل هجرة سيد ولد عدنان بثلاث سنين على الأصح من الأقاويل وقيل بأربع وقيل بسبع على ما قيل ولم يصل عليها عليه الصلاة والسلام لأنها لم تشرع الصلاة على الميت في ذلك العام ونزل النبي صلى الله عليه وسلم في قبرها وسوى عليها التراب وأحسن نزلها ، وهي فضيلة لها دون غيرها من أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن أجمعين إلى يوم الدين وكان لها من العمر خمس وستون ودفنت بمقبرة المعلى المعروفة بالحجون وهذا وإن كان قد ثبت بطريق الأحاد إلا أنه اشتهر كل الاشتهار بين كافة العباد ..
ولم يزل يذكرها رسول الله بخير وهو الزوج الوفي الصادق بعدما توفيت قالت عائشة : " كان رسول الله إذا ذكر خديجة لم يكد يسأم من ثناء عليها واستغفار فذكرها ذات يوم فاحتملتني الغيرة فقلت : لقد عوضك الله من كبيرة السن ، فرأيت النبي غضب غضباً شديداً وسقطت في جلدي فقلت : " اللهم إنك إن أذهبت غضب رسولك عني لم أعد لذكرها بسوء "، قالت فلما رأى رسول الله ما لقيت قال :" كيف قلت والله لقد آمنت بي إذ كفر بي الناس ، إذ رفضني الناس ، وصدقتني إذ كذبني الناس ورزقت مني الولد حيث حرمتموه قالت فغدا وراح علي بها شهراً " ..
وفي فضل السيدة العظيمة أم المؤمنين ، سيدة نساء المؤمنين ، وسيدة نساء قريش :
من خصائصها التي نالت بها أعلى مراتب الشرف والكمال أنها أول من آمن بالحبيب صلى الله عليه وسلم من النساء والرجال فصدقته وآزرته وأعانته وثبتته وخفف الله بسبب ايمانها عن نبيه صلى الله عليه وسلم كل هم وفرّج عنه ما أصابه في الدعوة من تعب ونكد وغم ، فكان لا يسمع شيئاً من زمرة الإلحاد من تكذيب وجحود وعناد ويرجع إلى أم المؤمنين خديجة إلا ويجد عندها كل هدى وسداد فتهون عليه الرازيا وتواسيه وتبعث الطمأنينة إلى نفسه وتسليه وتمنحه العطف وتبشره بما سوف تراه فيه وتشجعه وتؤيده وبكل خير تمنّيه ، وقد ثبت أنها رضي الله عنها صلت معه عليه الصلاة والسلام وتشرفت بمنقبة الوضوء واستقبال البيت الحرام .
ومن خصائصها عليها الرحمة والإكرام ، أنها من أفضل نساء المصطفى بالتمام كما جاء في الحديث عن سيد الأنام أنه قال : " سيدة نساء العالمين مريم ثم فاطمة ثم خديجة ثم آسية امرأة فرعون " وفي رواية عن أنس مرفوعة : " حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وآسية " ..
قال رسول الله :" أمرت أن أبشر خديجة ببيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب " والقصب هو اللؤلؤ المجوف وأن جبريل أتى رسول الله فقال: أقرىء خديجة السلام من ربها فقال رسول الله : " يا خديجة هذا جبريل يقرئك السلام من ربك قالت خديجة : الله السلام ومنه السلام وعلى جبريل السلام"
عن عبد الرحمن بن زيد قال : قال آدم عليه السلام : " إني لسيد البشر يوم القيامة إلا رجلاً من ذريتي نبي من الأنبياء يقال له أحمد فضل علي باثنتين زوجته عاونته فكانت له عوناً وكانت زوجتي كوناً وعوناً وأن الله أعانه على شيطانه وكفر شيطاني " ..
عن عائشة قالت : " ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة ولقد هلكت قبل أن يتزوجني بثلاث سنين لما كنت أسمعه يذكرها ولقد أمره ربه أن يبشرها ببيت من قصب في الجنة وإن كان ليذبح الشاة ثم يهدي في خلائلها منه " ..
وقال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم للسيدة عائشة : (( والله ما أبدلني خيراً منها : آمنت بي حين كفر الناس ، وصدقتني إذا كذبني الناس ، وواستني بمالها إذا حرمني الناس ، ورزقني منها الولد ذون غيرها من النساء )) أخرجه ابن عبد البر في الاستيعاب ..
عن أنس بن مالك قال : " كان رسول الله إذا أتى بالشيء يقول اذهبوا به إلى بيت فلانة فإنها كانت صديقة لخديجة اذهبوا به إلى فلانة فإنها كانت تحب خديجة " ..
رضي الله تعالى عنها السيدة الطاهرة والزوجة الوفية الصادقة المجاهدة في سبيل الله وفي سبيل دينها بكل ما تملك من عرض الدنيا .
| |
| | | حبيبة عائشة عضو متميز
عدد المساهمات : 200 نقاط : 51791 تاريخ التسجيل : 22/10/2010 العمر : 37
| موضوع: رد: سلسلة صحابيات حول الرسول صلى الله عليه وسلم السبت أبريل 09, 2011 7:58 am | |
| جزاكن الله خيرا أخياتي, جعل الله هذا العمل الطيب في ميزان حسناتكن | |
| | | حبيبة عائشة عضو متميز
عدد المساهمات : 200 نقاط : 51791 تاريخ التسجيل : 22/10/2010 العمر : 37
| موضوع: رد: سلسلة صحابيات حول الرسول صلى الله عليه وسلم السبت أبريل 09, 2011 8:39 am | |
| تتــــــــمة لسيرة الصحابية الجليلة حاضنة
الرسول صلى الله عليه وسلم **أم أيمــــن***
:: بركة - رضي الله عنها - تحدثنا عن بركة النبي - صلى الله عليه
وسلم - ::
وبعد وفاة عبد المطلب انتقل الحبيب - صلى الله عليه وسلم - إلى بيت عمه أبي طالب
وزوجه فاطمة بنت أسد رضي الله عنها ، فكان يجد العطف والحنان من فاطمة ومن أم
أيمن - رضي الله عنهما - ..
وكان أبو طالب فقيراً ، وكانت زوجته تشعر بأن أولادها لا يشبعون من الطعام أبداً ،
فلما عاش الحبيب - صلى الله عليه وسلم - بينهم دخلت البركة لأول مرة في هذا البيت
الكريم وبخاصة في طعام الأولاد إذا أكل معهم الحبيب - صلى الله عليه وسلم - ..
وكان عيال أبي طالب إذا أكلوا جميعاً أو فرادى لم يشبعوا ، وإذا أكل معهم رسول الله شبعوا
، فكان أبو طالب إذا أراد أن يغديهم أو يعشيهم يقول : كما أنت حتى يأتي ابني ، فيأتي
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيأكل معهم فيفضل من طعامهم ..
وإن كان لبناً شرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أولهم ، ثم تناول القعب ( القدح )
فيشربون منه ، فيروون عن آخرهم من القعب الواحد ، وإن كان أحدهم ليشرب قعباص
وحده فيقول أبو طالب : إنك لمبارك ..
وكان الصبيان يُصبحون شُعثاً رمصاً ( هو الوسخ الأبيض الجامد الذي يجمتع في موق العين )
، ويصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دهيناً كحيلاً ..
بل كانت أم أيمن تحدث عن هذه البركة فتقول : ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
شكا جوعاً قط ولا عطشاً ، فكان يغدو إذا أصبح فيشرب من ماء زمزم شربة فربما عرضنا
عليه الغداء فيقول : لا أريد أنا شبعان ..
:: النبي صلى الله عليه وسلم يعتقها .. وعُبَيد يتزوجها ::
ونشأ الحبيب - صلى الله عليه وسلم - بين ينبوع الرحمة ونهر الحنان فاطمة بنت أسد وأم
أيمن - رضي الله عنهما - ، فكانت كل واحدة منهما ترعاه وتخصه بالرحمة والحنان وكأنها
أمه التي ولدته ..
ولما تزوج - صلى الله عليه وسلم - من خديجة - رضي الله عنها - أعتق أم أيمن ، فتزوجها
عُبيد بن الحارث الخزرجي فولد له أيمن ،، ولأيمن - رضي الله عنه - هجرة وجهاد فقد كان
يشهد المشاهد مع الحبيب - صلى الله عليه وسلم - حتى استشده في غزوة حُنين ..
:: الشمس تشرق على أرض الجزيرة ::
ولما أشرقت شمس الإسلام على أرض الجزيرة كانت أم أيمن - رضي الله عنها - من
السابقات إلى الإسلام ، فلم تتأخر لحظة واحدة عن الاستجابة لأمر الله بل أسلمت بقلبها
وجوارحها ، وكانت في مقدمة أول قالفة تُسلم لله في هذا الكون .. ولكن زوجها عُبيد أبى
أن يُسلم ففرّق الإسلام بينهما .. وعاشت أم أيمن في رحاب هذا النور تنهل من النبع
الصافي :: من كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فكانت في سعادة لا
توازيها الدنيا بكل ما فيها من متاع زائل ..
:: موعدٌ مع السعادة ::
وبعدما تركت زوجها عُبيد الذي أبى أن يُسلم ،، أراد الحق جل وعلا أن يكافئها بزوج
مؤمن تقي يأخذ بيديها إلى جنة الدنيا والآخرة .. وكانت خديجة - رضي الله عنها - قد
ملكت ( زيد بن حارثة ) الذي اشتراه حكيم بن حزام وأهداه إلى عمته خديجة .. فلما تزوج
النبي - صلى الله عليه وسلم خديجة - طلب منها أن تهب له زيداً فوهبته له فأصبح ملكاً
للحبيب - صلى الله عليه وسلم - فأعتقه النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم زوّجه أم أيمن
فولدت له أسامة بن زيد .. فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحب أسامة ويحب زيداً
وكان الصحابة - رضي الله عنهم - يسمون أسامة الحِب بن الحِب ،، أي الحبيب ابن الحبيب
،، فكانت الأسرة كلها لها مكانة عظيمة في قلب النبي - صلى الله عليه وسلم - .. وها هو الحبيب - صلى الله عليه وسلم - يقول له : يا زيد أنت مولاي ومنّي وإليّ وأحبُّ
القوم إليّ ..
وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : ما بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زيد بن
حارثة في جيشٍ قط إلا أمّرَه عليهم وإن بقي بعده استخلفه ..
وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : فرض عمر لأسامة بن زيد أكثر مما فرض لي ،
فكلّمته في ذلك فقال : إنه كان أحبّ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منك ، وإن
أباه كان أحبّ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أبيك ..
بل ها هو الحبيب - صلى الله عليه وسلم - يقول : دخلتُ الجنة فاستقبلتني جارية شابة
فقلت : لمن أنت ؟ قالت : لزيد بن حارثة ..
:: الهجرة المباركة ::
ولما اشتدّ إيذاء المشركين لأصحاب الحبيب - صلى الله عليه وسلم - أذن لهم بالهجرة إلى
المدينة المنورة فخرج المهاجرون إلى المدينة المنورة فراراً بدينهم من بطش قريش .. وكانت أم
أيمن من بين المهاجرات ..
وفي الطريق حدث لها شيء عجيب يعجز القلم عن وصفه !!!!
عن عثمان بن القاسم قال : لما هاجرت أم أيمن أمست بالمنصرف دون الروحاء فعطشت
( وليس معها ماء ) وهي صائمة ، وجهدت ، فدلى عليها من السماء دلو من ماء برشاء
أبيض ، فشربت وكانت تقول : ما أصابني بعد ذلك عطش .. ولقد تعرضت للعطش
بالصوم في الهواجر فما عطشت ..
ونزلت أم أيمن في رحاب الأنصار الذين قال الله عنهم
:: صفحات مشرقة من جهادها في سبيل الله ::
وعلى الرغم من كِبَر سنها إلا أنها كانت تشارك في الجهاد مع رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - ، فقد كانت تتمنى أن ترى راية الإسلام خفاقة عالية لتكون كلمة الله هي العليا
وكلمة الذين كفروا السفلى ..
فتعالوا بنا لنرى صفحات من جهادها في سبيل الله ..
:: جهادها في يوم أحد ::
ولما كانت غزوة أُحد ، خرجت أم أيمن مع مَن خرج من النساء لمداواة الجرحى وسقاية
العطشى الذين يجاهدون في سبيل الله ،، وكان لها موقف مشرف في يوم أُحُد ، وذلك عندما
خالف الرُّماة أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واستطاع المشركون أن يقتلوا عدداً
كبيراً من الصحابة - رضي الله عنهم - ، وانهزم البعض الآخر فقامت أم أيمن تحثي في
وجوههم التراب وتقول لبعضهم :
هاك المغزل فاغزل به ، وهلم سيفك .. ثم اتجهت نحو رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
تستطلع أخباره في نسوة معها حتى اطمأنت على سلامته ، فحمدت الله عز وجل ..
:: صفحة مضيئة من جهادها في خيبر ::
وفي غزوة خيبر خرجت أم أيمن لتقدم ما تستطيع أن تقدمه لخدمة دين الله جل وعلا ..
ولكن ابنها أيمن - رضي الله عنه- قد تخلف عن غزوة خيبر لعذرٍ منعه من الخروج فظنت أنه
جَبُن فعيّرتهُ بالجبن والخوف ولم تعرف أنه لم يستطع الخروج لمرض فرسه ، ولذلك قال
حسان بن ثابت في قصيدته التي يعذر فيها أيمن ابن أم أيمن ::
علـــى حيـــن أن قالــــت لأيمن أمه ,,,,,,,,,,
جبنـــت ولـــم تشهد فوارس خيبر
وأيمـــن لـــم يجبــــن ولكــــن مُهره ,,,,,,,,,, أضـــر
بــــه شرب المديد المخمّر
فلـــولا الذي قد كان من شأن مُهره ,,,,,,,,,, لقـــاتل فـــيها فارســـا
غير أعسر ولكــــنه قــــد صـــده فعـــل مُهــــره ,,,,,,,,,,
ومــــا كــــان منه عنده غير أيسر
المديد :: الدقيق يخلط مع الماء فتشربه الخيل ،
المخمر :: الذي ترك حتى يختمر ..
الأعسر :: الذي يعمل بيده الشمال ولا يعمل باليمين [/center]
[center]يتــــــــــــ إن شاء الله ــــــبع | |
| | | حبيبة عائشة عضو متميز
عدد المساهمات : 200 نقاط : 51791 تاريخ التسجيل : 22/10/2010 العمر : 37
| موضوع: رد: سلسلة صحابيات حول الرسول صلى الله عليه وسلم الخميس أبريل 14, 2011 3:17 am | |
|
:: يُبتلى المرء على قدر إيمانه ::
قال تعالى " وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ
وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ،، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ
رَاجِعونَ ،، أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ " ..
وقال صلى الله عليه وسلم : [ أشد الناس بلاءً الأنبياء ، ثم الأمثل فالأمثل ، يُبتلى الرجل على
حسب دينه فإن كان في دينه صُلباً اشتد بلاؤه ، وإن كان في دينه رِقة ابتُلي على قدر دينه ،
فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة ..]
وفي سرية مؤتة كان الخَطب عظيماً والبلاء شديداً على أم أيمن فقد قُتِل زوجها زيد بن حارثة
رضي الله عنه .. فلقد أرسل النبي صلى الله عليه وسلم جيشاً إلى مؤتة واستعمل عليهم زيد
بن حارثة فقال لهم : إن أُصيب زيد فجعفر بن أبي طالب على الناس وإن أُصيب جعفر فعبد
الله بن رواحة على الناس ،، فخرجوا حتى وصلوا إلى أرض المعركة .. ثم التقى الناس واقتتلوا
فقاتل زيد بن حارثة براية رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى شاط في رماح القوم ، ثم
أخذها جعفر فقاتل بها حتى إذا ألحمه القتال اقتحم عن فرسه له شقراء فعقرها فقاتل القوم
حتى قُتل ، وكان جعفر أول رجل من المسلمين عقر في الإسلام ..
وعن أنس رضي الله عنه قال : أن النبي صلى الله عليه وسلم نعى زيداً وجعفراً وابن رواحة
للناس قبل أن يأتيهم خبرهم ، فقال : [ أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذ جعفر فأصيب ثم أخذ
رواحة فأصيب ،، وعيناه تذرفان ، حتى أخذ الراسية سيف من سيوف الله حتى فتح الله
عليهم ..]
ولما وصل الخبر إلى أم أيمن صبرت واحتسبت زوجها عن الله عز وجل ..
:: وفي يوم حُنين ::
وجاءت غزوة حُنين ، وخرجت أم أيمن كعادتها لتنصر دين الملك جل وعلا بأي شيء ولو
بشربة ماء تقدمها في سبيل الله ، ويخرج معها ولداها أسامة بن زيد وأيمن رضي الله عنهما
للذود عن حياض الإسلام والدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
وكان أيمن رضي الله عنه ممن ثبت مع النبي صلى الله عليه وسلم في يوم حُنين وضرب المثل في
الجرأة والشجاعة والدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سقط شهيداً في أرض
الشرف الجهاد .. ويصل الخبر إلى أمه أم أيمن فتصبر أيضاً ، وتحتسب ابنها عند الله كما
احتسبت زوجها من قبل ..
:: مكانتها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ::
ولقد تبوأت أم أيمن مكانة عظيمة في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلم ينس أبدا أنها
كانت أمّأً له بعد أمه وأنها كانت تؤثره على نفسها بل كانت تشمله بعطفها وحنانها
ورحمتها ..
عن أنس قال : انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أم أيمن فانطلقت معه ، فناوَلَتهُ إناء
فيه شراب ، قال : فلا أدري أصادَفَتهُ صائما أو لم يُردهُ .. فجعلت تصخب عليه وتذمر
عليه ..
قال الإمام النووي : ومعنى الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم رد الشراب عليها إما لصيام
وإما لغيره فغضبت ، وتكلمت بالإنكار والغضب ، وكانت تَدِل عليه ( أي أنها جريئة عليه في
تلطُّف لثقتها في محبته ) صلى الله عليه وسلم لكونها حضنته وربته صلى الله عليه وسلم ،
وجاء في الحديث : [ أم أيمن أمي بعد أمي ..]
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعطيها ما تريده لحبه إياها ..
عن أنس بن مالك قال : لما قدم المهاجرون من مكة إلى المدينة قدموا وليس بإيديهم شيء .
وكان الأنصار أهل الأرض والعقار . فقاسمهم الأنصار على أن أعطوهم أنصاف ثمار أموالهم
، كل عام .. ويكفونهم العمل والمؤونة . وكانت أم أنس بن مالك وهي تُدعى أم سليم
وكانت أم عبد الله بن أبي طلحة ، كان أخا أنس لأمه ، وكانت أعطت أم أنس رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - عذاقاً لها . فأعطاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم أيمن ،
مولاته أم أسامة بن زيد..
قال ابن شهاب : فأخبرني أنس بن مالك ؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما فرغ
من قتال أهل خيبر . وانصرف إلى المدينة . رد المهاجرون إلى الأنصار منائحهم التي كانوا
منحوهم من ثمارهم .
قال : فرد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أمي عذاقها ، وأعطى رسول الله - صلى
الله عليه وسلم أم أيمن مكانهن من حائطه
وفي رواية عن أنس : أن الرجل كان يجعل للنبي صلى الله عليه وسلم النخلات من أرضه ،
حتى فُتحت عليه قريظة والنضير ، فجعل بعد ذلك يرد عليه ما كان أعطاه ..
قال أنس : وإن أهلي أمروني أن آتي النبي صلى الله عليه وسلم فأسأله ما كان أهله أعطوه أو
بعضه ..
وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أعطاه أم أيمن ،، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم
فأعطانيهن .. فجاءت أم أيمن فجعلت الثوب في عنقي وقالت : والله !! لا نعطيكاهن وقد
أعطانيهن .. فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم : يا أم أيمن ،، أتركيه ولك كذا وكذا ..
وتقول : كلا ،، والذي لا إله إلا هو !! فجعل يقول كذا حتى أعطاها عشرة أمثاله أو قريبا
من عشرة أمثاله ..
بل كان صلى الله عليه وسلم يفرح بأي شيء يُدخل الفرح على أم أيمن ..
فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : دخل عليَّ قائفٌ والنبي - صلى الله عليه وسلم -
شاهد وأسامة بن زيد وزيد بن حارثة مضطجعان فقال : إن هذه الأقدام بعضها من بعض ،
قال : فسرَّ بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - وأعجبه ، فأخبر به عائشة.
بل قد كان النبي صلى الله عليه وسلم مع حُبه الشديد لأسامة بن زيد وأبيه رضي الله عنهما
وأمه أم أيمن رضي الله عنها فقد كان صلى الله عليه وسلم يحب ذرية أم أيمن الذين رآهم
والذين لم يرهم .. فعن حرملة مولى أسامة بن زيد أنه بينما هو مع عبد الله بن عمر إذ دخل
الحجاج بن أيمن فلم يُتم ركوعه ولا سجوده ، فقال : أعد ، فلما ولى قال لي ابن عمر : من
هذا ؟ ، قلت : الحجاج بن أيمن بن أم أيمن . فقال ابن عمر : لو رأى هذا رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - لأحبه .. فذكر حبه وما ولدته أم أيمن
:: كانت تشارك الحبيب صلى الله عليه وسلم في أحزانه وأفراحه ::
كانت أم أيمن تفرح بأي شيء يُدخل السرور والسعادة على قلب النبي صلى الله عليه وسلم
وتحزن إذا حدث شيء يُدخل الحزن على قلبه صلى الله عليه وسلم ..
فها هي تشارك الحبيب صلى الله عليه وسلم فرحته بزواج عليّ من فاطمة رضي الله عنهما ،
فتقوم مع أسماء بنت عميس رضي الله عنها بتجهيز فاطمة لزوجها عليّ ..
وها هي عند وفاة زينب بنت الرسول صلى الله عليه وسلم تقوم بالمعاونة في الغُسُل والتكفين
وقد امتلأ قلبها حزناً لفراقها ..
بل وها هي مرة أخرى تقوم وتدافع عن أمنا عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك ..
ولذلك كانت تحظى بمكانة عالية مباركة في قلب النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه
وأصحابه رضي الله عنهم ..
:: وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ::
أخذ الحبيب صلى الله عليه وسلم يجهز جيشاً كبيراً لإرهاب الروم ولإعادة الثقة إلى قلوب
المسلمين الضاربين على الحدود ،، وجعل أسامة بن زيد أميرا على الجيش ..
وكان أسامة صغير السن وعلى الرغم من ذلك أمّر رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة بن
زيد على جيش ، بين أفراد جنوده أبو بكر وعمر ،، وسرت همهمة بين نفر من المسلمين
تعاظمهم الأمر ، واستكثروا على الفتى الشاب إمارة جيش فيه شيوخ الأنصار وكبار
المهاجرين ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ إن تطعنوا في إمارته فقد طعنتم في إمارة
أبيه من قبله ، وأيم الله لقد كان خليقا للإمارة ، وإنه كان من أحب الناس إليّ ، وإن هذا لمن
أحب الناس إليّ بعده ] ..
وانتدب الناس يلتفون حول أسامة ، وينتظمون في جيشه ، حتى خرجوا ونزلوا الجرف ، على
فرسخ من المدينة ، إلا أن الأخبار المقلقة عن مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم أكرهتهم
على التريث ، حتى يعرفوا ما يقضي الله به ، وقد قضى الله أن يكون هذا أول بعث ينفذ في
خلافة أبي بكر الصديق ..
وقبل وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بإنفاذ بعث أسامة ،، وقد كان الحبيب صلى
الله عليه وسلم يحبه ؛ حتى إنه لم ينسَ الدعاء له وهو في مرض الموت ..
ها هو الحبيب صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات منه يدخل عليه أسامة فما كان من
النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن دعا له ..
فعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال : لما ثَقُلَ رسول الله هبطتُ وهبطَ الناس معي إلى
المدينة فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أصمت فلا يتكلم فجعل يرفع يديه
إلى السماء ثم يصبّها عليّ أعرف أنه يدعو لي ..
وما هي إلا ساعات حتى فاضت روح الحبيب صلى الله عليه وسلم إلى ربه عز وجل ومات
رسول الله فأظلمت بموته المدينة وكادت قلوب أصحابه أن تتمزق حزنا عليه صلى الله عليه
وسلم ..
عن أنس - رضي الله عنه - قال : لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - المدينة أضاء منها كل شيء فلما كان اليوم الذي مت فيه أظلم منها كل شيء وما
نفضنا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - الأيدي حتى أنكرنا قلوبنا
وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله : لما توفي صلى الله عليه وسلم اضطرب المسلمون ، فمنهم
من دُهِش فخولط ، ومنهم من أُقعِد فلم يُطق القيام ومنهم من اعتقل لسانه فلم يطق الكلام
ومنهم من أنكر موته بالكلية وقال : إنما بُعث إليه ..
ووقفت أم أيمن ودموعها على خدها وشريط الذكريات يمر أمام عينيها منذ أن كان الحبيب
صلى الله عليه وسلم طفلاً صغيراً ، ثم أصبح شاباً ، ثم نبياً لخير أمَّة ،، وها هي الآن تودعه
الوداع الأخير ..
ويا لها من لحظات تجعل القلب يبكي الدماء بدل الدموع ..
إن أشد الناس مصاباً في هذا الكون هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين صحبوه
ورأوا صدقهُ وأمانته وتعلموا الخير كله بين يديه وتعلقت قلوبهم به حتى نسوا أن النبي صلى الله
عليه وسلم سيموت يوما ما ،، وإذا بهم يذهبون ليدفنوا النبي صلى الله عليه وسلم بأيديهم ،،
إنها أصعب لحظة تمر على الناس في تاريخ الإنسانية كلها ..
مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ووقفت أم أيمن ترثي الحبيب صلى الله عليه وسلم بتلك
الكلمات ::
عيـــنُ جـــودي فـــإن بَذْلَـــكِ
للدمـــع ,,,,,,,,,, شـــفاء فأكـــثري مــن الـبكاء
حيـــن قـــالوا الرســـول أمسى فقيداً ,,,,,,,,,, ميـــتاً كـــان
ذاك كـــل الـــبلاء
وابكـــيا مـــن رُزئـــناه فـــي الدنــــيا ,,,,,,,,,, ومـــن
خصَّـــهُ بوحـي السمـاء
بدمــــــوع غزيــــــرة مـــــنك حــــتى ,,,,,,,,,,
يقضـــي الله فـيك خـير القضاء
فلقـــد كـــان مـــا علمــــت وصــــولا ,,,,,,,,,,
ولقـــد جـــاء رحمـــة بالضياء
ولقـــــد كــــان بعـــــد ذلــــك نـــــوراً ,,,,,,,,,,
وســراجاً يضـيء فـي الظلماء
طيّـــب العــود والضــــريبة والمعدن ,,,,,,,,,, والخـــــتم
خــــــاتم الأنبـــــــياء
وظلّت أم أيمن تحتل مكانة عالية في قلوب الصحابة رضي الله عنهم فكانوا يزورونها ليطمئنوا
عليها ..
عن أنس قال : قال أبو بكر رضي الله عنه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر :
انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها .. فلما انتهينا
إليها بكت .. فقالا لها : ما يبكيك ؟ ما عند الله خير لرسوله صلى الله عليه وسلم ،،
فقالت : ما أبكي أن لا أكون أعلم أن ما عند الله خير لرسوله صلى الله عليه وسلم ،، ولكن
أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء ،، فهيجتهما على البكاء ،، فجعلا يبكيان معها ..
:: وها هي تبكي لوفاة عمر رضي الله عنه ::
وعاشت أم أيمن في عهد خلافة الصدّيق رضي الله عنه ثم تولى عمر رضي الله عنه أمر الأمة
فصار أميرا للمؤمنين ،، ولما قُتل عمر بكت أم أيمن بكاءً وقالت : اليوم وَهَى الإسلام ..
:: وحان وقت الرحيل ::
وبعد هذا العمر الطويل والعطاء العظيم الذي قدمته أم أيمن للإسلام وللرسول صلى الله عليه
وسلم نامت أم أيمن على فراش الموت ، وكان ذلك في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه ،
وفاضت روحها إلى بارئها جل وعلا ليجمع بينها وبين الحبيب صلى الله عليه وسلم في الجنة
التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ..
فرضي الله عن حاضنة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي ستظل قدوة لأمهاتنا وبناتنا
وزوجاتنا وأخواتنا تضيء لهم طريقهم إلى الله وتعلمهم أسمى معاني التضحية والفداء والعطاء
لدين الله جل وعلا ..
| |
| | | حبيبة عائشة عضو متميز
عدد المساهمات : 200 نقاط : 51791 تاريخ التسجيل : 22/10/2010 العمر : 37
| موضوع: رد: سلسلة صحابيات حول الرسول صلى الله عليه وسلم الإثنين أبريل 25, 2011 7:14 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيماء بنت الحارث السعدية ، امرأة بدوية من بني سعد .
- وهي ابنة حليمة السعدية التي كانت من بين مراضع بني سعد حين
انطلقن إلى مكة يلتمسن الأطفال لإرضاعهم ، فلم يطل مكثها بمكة حتى
عادت تحمل معها طفلاً ، ولم يكن هذا الطفل الرضيع سوى محمد بن
عبد الله صلى الله عليه وسلم الذي أرضعته حليمة ، وطرحت البركة
في كل ما عندها .
- وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحراء سنتين ترضعه
حليمة ، وتحضنه ابنتها الشيماء بنت الحارث بن عبدا لعزى بن رفاعة
السعدية أخت الرسول صلى الله عليه وسلم – من الرضاعة.
- وقد كان عليه الصلاة والسلام يخرج مع أولاد حليمة إلى المراعي ،
وأخته الشيماء تحضنه وتراعيه ، فتحمله أحياناً إذا اشتد الحر ، وطال
الطريق ، وتتركه أحياناً يدرج هنا وهناك ، ثم تدركه فتأخذه بين
ذراعيها وتضمه إلى صدرها ، وأحياناً تجلس في الظل ، فتلعبه
وتقول :
يا ربنــــا أبق لنا محمداً..................حتى أراه يافـــعاً وأمـــردا
ثم أراه سيداً مســــــــــــوداً................واكبت أعاديه معاً والحسدا
*وأعطه عزاً يدوم أبداً*
-قال محمد بن المعلى الأزدي : وكان أبو عروة الأزدي إذا أنشد هذا
يقول : ما أحسن ما أجاب الله دعاءها.
- وأقام النبي صلى الله عليه وسلم في بني سعد إلى الخامسة من
عمره ينهل من جو البادية الطلق الصحة والنماء ، ويتعلم من بني سعد
اللغة المصفاة الفصيحة. وقد تركت هذه السنوات الخمس في نفسه
الكريمة أجمل الأثر وأبقاه ، وبقيت الشيماء وأهلها وقومها موضع
محبته وإكرامه طوال حياته – عليه الصلاة والسلام.
- ذكر الإمام ابن حجر في الإصابة أن الشيماء لما كان يوم هوازن
ظفر المسلمون بهم ، وأخذوا الشيماء فيمن أخذوا من السبي ، فلما
انتهت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت : يا رسول الله ، إني
لأختك من الرضاعة. قال : وما علامة ذلك ، قالت : عضة عضضتها
في ظهري ، وأنا متوركتك ، فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم
العلامة ، فبسط لها رداءه ، ثم قال لها : ههنا ، فأجلسها عليه ،
وخيّرها ، فقال : إن أحببت فأقيمي عندي محببة مكرمة ، وإن أحببت
أن أمتعك فارجعي إلى قومك ، فقالت : بل تمتعني وتردني إلى قومي ،
فمتعها وردها إلى قومها.
- ولم يتوقف إكرام النبي صلى الله عليه وسلم للشيماء عند هذا فحسب
، بل شمل ذلك بني سعد جميعهم ، ومعلوم أن بني سعد من هوازن ،
وذلك أنه لما انتصر عليهم يوم حنين وغنم أموالهم ونسائهم وذراريهم
، عند ذلك جاءه وفد هوازن بالجعرانة وقد أسلموا، فقالوا : يا رسول
الله ، إنا أصل وعشيرة ، وقد أصابنا من البلاء ما لم يخف عليك فامنن
علينا من الله عليك. وقام خطيبهم زهير بن صرد أبو صرد فقال : يا
رسول الله ، إنما في الحظائر من السبايا خالاتك وحواضنك اللاتي كن
يكفلنك ، ولو أنك ملحنا لابن أبي شمر أو النعمان بن المنذر ، ثم
أصابنا منها مثل الذي أصابنا منك ، رجونا عائدتهما وعطفهما وأنت
رسول الله خير المكفولين ، ثم أنشأ يقول :
امنن علينا رسول الله في كرم.........فإنك المرء نرجوه وننتظر
امنن على بيضة قد عاقها قدر........ممزق شملها في دهرها غير
أبقت لنا الدهر هتافاً على حزن........على قلوبهم الغمّاء والغمر
يا خير طفل ومولود ومنتجب .......في العالمين إذا ماحصل البشر
إن لم تدراكها نعماء تنشرهــا......ياأرجح الناس حلماً حين يختبر
امنن على نسوة قد كنت ترضعها....إذ فوك تملؤه من مخضهاالدرر
امنن على نسوة قد كنت ترضعها.......وإذ يزينك ما تأتي وما تذر
لا تجعلنا كمن شالت نعامتــــه......واستبق منا فإنا معشر زهر
إنا لنشكر آلاء وإن كفـــــرت......وعندنا بعد هذا اليوم مدخر
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (نساؤكم وأبناؤكم أحب إليكم
أم أموالكم) ؟ فقالوا: يا رسول الله ، خيرتنا بين أحسابنا وأموالنا ، بل
أبناؤنا ونساؤنا أحب إلينا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(أما ما كان ولي ولبني عبد المطلب فهو لكم ، وإذا أنا صليت بالناس
فقوموا فقولوا : إنا نستشفع برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
المسلمين ، وبالمسلمين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أبنائنا
ونسائنا ، فإني سأعطيكم عند ذلك ، وأسأل لكم)، فلما صلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم بالناس الظهر قاموا فقالوا ما أمرهم به رسول
الله صلى الله عليه وسلم، فقال : (إما ما كان لي ولبني عبد المطلب
فهو لكم ) ، فقال المهاجرون : وما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله
عليه وسلم ، وقالت الأنصار : وما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله
عليه وسلم.
قال ابن كثير : ( ولقد كان هذا سبب إعتاقهم عن بكرة أبيهم ، فعادت
فواضله عليه الصلاة والسلام قديماً وحديثاً ، خصوصاً وعموماً).
صور من سير الصحابيات ، لعبد الحميد السحيباني ، ص249
| |
| | | حبيبة عائشة عضو متميز
عدد المساهمات : 200 نقاط : 51791 تاريخ التسجيل : 22/10/2010 العمر : 37
| موضوع: رد: سلسلة صحابيات حول الرسول صلى الله عليه وسلم الخميس أبريل 28, 2011 7:28 am | |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم رحمة الله وبركاته
لبابة بنت الحارث
لبابة بنت الحارث ، هي زوج العباس بن عبد المطلب ، عم النبي صلى
الله عليه وسلم ، وأم أولاده الرجال الستة النجباء الذين لم تلد امرأة
مثلهم وهم : الفضل ، وعبد الله ، وعبيد الله ، ومعبد ، وقثم ، وعبد
الرحمن.
- وفيها قال عبد الله بن يزيد الهلالي :
ما ولدت نجيبة من فحل............................. بجبل نعلمه
وسهل
كسته من بطن أم الفضل ...........................أكرم بها من كهلة
وكهل
عم النبي المصطفي ذي الفضل..................... وخاتم الرسل وخير
الرسل
- أسلمت أم الفضل قبل الهجرة ، وهي أول امرأة أسلمت بعد خديجة
أم المؤمنين رضي الله عنها ، وكان ابنها عبد الله يقول : كنت أنا وأمي من المستضعفين
من النساء والولدان.
- كانت أم الفضل رضي الله عنها شجاعة في الحق لا تخشى لومة لائم ، والموقف الآتي
يصور لنا ذلك : قال أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم : كنت غلاماً للعباس ،
وكان الإسلام فأسلم العباس سراً ، وأسلمت أم الفضل ، وأسلمت ، وكان العباس يهاب
قومه.
وكان أبو لهب قد تخلف عن بدر، فبعث مكانه العاص بن هشام بن المغيرة، وكذلك كانوا
صنعوا، لم يتخلف منهم رجل إلا بعث مكانه رجلاً.
فلما جاء الخبر من مصاب أصحاب بدر من قريش كبته الله وأخزاه، فوجدنا في أنفسنا قوة
وعزاً قال: وكنت رجلاً ضعيفاً، أعمل الأقداح أنحتها في حجرة زمزم، فوالله إني لجالس
وعندي أم الفضل جالسة، وقد سرنا ما جاءنا من الخير، إذ أقبل أبو لهب يجر رجليه بشر
حتى جلس. فبينما هو جالس إذ قال الناس: هذا أبو سفيان بن الحارث قد قدم. فقال أبو لهب:
هلم إلي، فعندك لعمري الخبر، فجلس إليه والناس قيام عليه، فقال: يا ابن أخي، أخبرني
كيف أمر الناس ؟ فقال أبو سفيان : والله ما هو إلا أن لقينا القوم حتى منحناهم أكتافنا
يقتلوننا كيف شاؤوا ، ويأسروننا كيف شاؤوا ، وأيم الله مع ذلك ما لمت الناس ، لقينا رجالاً
بيضاً على خيل بلق بين الناس ، والأرض والله لا يقوم لها شيء.
قال أبو رافع: فرفعت طنب الحجرة بيدي، ثم قلت: تلك والله الملائكة ! فرفع أبو لهب يده
فضرب بها في وجهي ضربة شديدة، وكنت رجلاً ضعيفاً، فقامت أم الفضل إلى عمود من عمد
الحجرة، فأخذته فضربته به ضربة فلقت في رأسه شجة منكرة، وقالت: استضعفته أن غاب
عنه سيده !! فقام أبو لهب مولياً ذليلاً، فوالله ما عاش إلا سبع ليال حتى رماه الله بالعدسة –
وهي بثرة تخرج بالبدن فتقتل وهي تشبه الطاعون - فقتلته.
- ومن أخبار أم الفضل رضي الله عنها ما رواه ابن سعد في طبقاته والترمذي في سننه أن
أم الفضل رضي الله عنها رأت في منامها حلماً عجيباً فذهبت لتوها إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم وقالت: يا رسول الله، رأيت فيما يرى النائم كأن عضواً من أعضائك في بيتي !!
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (خيراً رأيت ، تلد فاطمة غلاماً وترضعينه بلبان ابنك
قثم).
- وخرجت أم الفضل بهذه البشرى الكريمة، وما هي إلا فترة وجيزة حتى ولدت فاطمة
الحسين بن علي رضي الله عنهما فكفلته أم الفضل. قالت أم الفضل: فأتيت به رسول الله
صلى الله عليه وسلم فهو ينزيه ويقبله، إذ بال على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
(يا أم الفضل أمسكي ابني فقد بال علي).
قالت: فأخذته، فقرصته قرصة بكى منها، وقلت: آذيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، بلت
عليه، فلما بكى الصبي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أم الفضل آذيتني في بني،
أبكيته).
ثم دعا بماء، فحدره عليه حدراً، ثم قال: إذا كان غلاماً فاحدروه حدراً، وإذا كان جارية
فاغسلوه غسلاً).
- ومن أخبار أم الفضل وفيها دلالة على حكمتها أن ناساً من الصحابة تماروا يوم عرفة في
صوم النبي صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم: وهو صائم، وقال بعضهم: ليس بصائم.
فأرسلت أم الفضل إليه بقدح لبن وهو واقف على بعيره حصل عند القوم.
- توفيت في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه.
صور من سير الصحابيات ، لعبد الحميد السحيباني ، ص 241
| |
| | | حبيبة عائشة عضو متميز
عدد المساهمات : 200 نقاط : 51791 تاريخ التسجيل : 22/10/2010 العمر : 37
| موضوع: رد: سلسلة صحابيات حول الرسول صلى الله عليه وسلم السبت أبريل 30, 2011 10:54 am | |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أم الدحداح الأنصارية
رضي الله عنها
المقدمـة:
الحمد الله رب العالمين ونصلي ونسلم على خير الخلق أجمعين، نبينا محمد- صلى الله عليه وسلم، أحمده تعالى الذي جعل الدنيا متاعاً وخير
متاعها المرأة الصالحة، أما بعد،
أم الدحداح الأنصارية
- أم الدحداح الأنصارية واحدة من نساء الصحابة اللاتي كان لهن دور جليل في تاريخ الإسلام، وهي واحدة ممن آثرن نعيم الآخرة المقيم
على متاع الدنيا الزائل.
- أسلمت أم الدحداح حين قدم مصعب بن عمير المدينة سفيراً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليدعو أهلها إلى الإسلام حيث كانت ممن
ناله شرف الدخول في الإسلام، كما أسلمت أسرتها كلها، ومشوا في ركب الإيمان.
- زوجها الصحابي الجليل أبو الدحداح، ثابت بن الدحداح أو الدحداحة بن نعيم بن غنم بن إياس حليف الأنصار، وأحد فرسان الإسلام،
وأحد الأتباع الأبرار المقتدين بنبي الإسلام – صلى الله عليه وسلم، والسائرين على نهجه الباذلين في سبيل الله نفسهم وأرواحهم وأموالهم.
- وقد كان لأبي الدحداح أرض وفيرة في مائها، غنية في ثمرها، فلما نزل قوله تعالى: (من ذا الذي يقرض الله قرضاً
حسناً) قال أبوالدحداح: فداك أبي وأمي يا رسول الله، إن الله يستقرضنا وهو غني عن القرض ؟ قال: (نعم يريد أن يدخلكم
الجنة به) قال: فإني إن أقرضت ربي قرضاً يضمن لي به ولصبيتي الدحادحة معي في الجنة ؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ( نعم) قال : فناولني
يدك. فناوله رسول الله صلى الله عليه وسلم يده، فقال: إن لي حديقتين: إحداهما بالسافلة والأخرى بالعالية، والله لا أملك غيرهما قد
جعلتهما قرضاً لله تعالى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (اجعل إحداهما لله ، والأخرى دعها معيشة لعيالك)، قال : فأشهدك يا
رسول الله أني جعلت خيرهما لله تعالى وهو حائط فيه ستمائة نخلة، قال : (إذاً يجزيك الله به الجنة).
فانطلق أبو الدحداح حتى جاء أم الدحداح ، وهي مع صبيان في الحديقة تدور تحت النخل ، فأنشأ يقول :
هداك الله سبل الرشاد..........................................إلى سبيل الخير والسداد بيني من الحائط بالوداد..................................... فقد مضى قرضاً إلى التناد
أقرضته الله على اعتمادي..................................... بالطوع لا من ولا ارتداد
إلا رجاء الضعف في المعاد....................................ارتحلي بالنفس والأولاد
والبر لا شك فخير زاد..........................................قدمه المرء إلى المعاد
قالت أم الدحداح رضي الله عنها: ربح بيعك ! بارك الله لك فيما اشتريت، ثم أجابته أم الدحداح وأنشأت تقول:
بشرك الله بخير وفرح......................................... مثلك أدى ما لديه ونصح
قد متع الله عيالي ومنح ...............................بالعجوة السوداء والزهو البلح والعبد يسعى وله قد كدح................................. طول الليالي وعليه ما اجترح
ثم أقبلت أم الدحداح رضي الله عنها على صبيانها تخرج ما في أفواههم، وتنفض ما في أكمامهم حتى أفضت إلى الحائط الآخر. فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: (كم من عذق رداح في الجنة لأبي الدحداح).
- وكان أبو الدحداح رضي الله عنه مثالاً فريداً في التضحية والفداء، فإنه لما كانت غزوة أحد أقبل أبو الدحداح والمسلمون أوزاع قد سقط
في أيديهم، فجعل يصيح : يا معشر الأنصار إلي أنا ثابت بن الدحداحة ، قاتلوا عن دينكم فإن الله مظهركم وناصركم ، فنهض إليه نفر من
الأنصار ، فجعل يحمل بمن معه من المسلمين ، وقد وقفت له كتيبة خشناء ، فيها رؤساؤهم ، خالد بن الوليد ، وعمرو بن العاص ،
وعكرمة بن أبي جهل ، وضرار بن الخطاب فجعلوا يناوشونهم ، وحمل عليه خالد ابن الوليد الرمح فأنفذه فوقع ميتاً رضي الله عنه،
واستشهد أبو الدحداح فعلمت بذلك أم الدحداح ، فاسترجعت ، وصبرت ، واحتسبته عند الله تعالى الذي لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
صور من سير الصحابيات ، لعبدالحميد السحيباني ، ص 193
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
يتبع إنشاء الله تعالى
| |
| | | حبيبة عائشة عضو متميز
عدد المساهمات : 200 نقاط : 51791 تاريخ التسجيل : 22/10/2010 العمر : 37
| موضوع: رد: سلسلة صحابيات حول الرسول صلى الله عليه وسلم الأربعاء مايو 04, 2011 12:41 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جميلة بنت سعد بن الربيع
نحن الآن مع سيرة صحابية جليلة استشهد أبوها في غزوة أحد ،
وكانت أمها حاملاً بها ، ووضعتها بعد عدة أشهر من استشهاد والدها.
- إنها جميلة بنت سعد بن الربيع رضي الله عنهما ، والتي اشتهرت
بكنيتها (أم سعد).
- نشأت رضي الله عنها يتيمة في حجر أبي بكر الصديق رضي الله
عنه واقتبست من أخلاقه الكريمة ، ومن خصاله الحسان ما رفع
مكانتها ، وطيب سيرتها
- وقد أنزل الله عزل وجل في شأن أم هذه الصحابية وأختيها قرآناً
يتلى إلى يوم القيامة ، ذلك أنه لما استشهد سعد بن الربيع في أحد ،
جاء أخوه فأخذ ميراث سعد ، وكان لسعد بن الربيع بنتان ، وكان
المسلمون يتوارثون على ما كان في الجاهلية ، لأن أهل الجاهلية
كانوا يجعلون جميع الميراث للذكور دون الإناث حتى استشهد سعد بن
الربيع رضي الله عنه ، فلما أخذ عمهن الميراث كانت عمرة زوج
سعد امرأة حازمة عاقلة صابرة ، فساءها ما صنع أخو زوجها ،
وفزعت تشكو ما حدث لرسول الله صلى الله عليه وسلم لينطق بحكم
الله تعالى ولينقذها وابنتيها من ظلم الجاهلية.
- عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : جاءت امرأة سعد بن
الربيع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ،
هاتان ابنتا سعد بن الربيع ، قتل أبوهما معك في يوم أحد شهيداً ، وإن
عمهما أخذ ما لهما فلم يدع لهما مالاً ، ولا ينكحان إلا لهما مال.
- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يقضي الله في ذلك ).
فنزلت آية الميراث، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
عمهما فقال : (أعط ابنتي سعد الثلثين ، وأمهما الثمن وما بقي فهو لك).
- تزوجت أم سعد رضي الله عنها من زيد بن ثابت الأنصاري ، كاتب
الوحي والمصحف ، وأحد الأذكياء النجباء من أصحاب محمد صلى الله
عليه وسلم فاستفادت أم سعد رضي الله عنها من زيد في فقهه وعلمه
ما جعلها في مقدمة العالمات الفقيهات من نسوة الأنصار رضي الله
عن الجميع.
- وولدت أم سعد لزيد عدداً من الأبناء النجباء هم : خارجة ، وسليمان
، ويحيى ، وعمارة ، وإسماعيل ، وأسعد ، وعبادة ، وإسحاق ، وحسنة
، وعمرة ، وأم إسحاق ، وأم كلثوم.
- وهذه الصحابية الجليلة أم سعد هي التي حكت ما حدث لأم عمارة
رضي الله عنها في غزوة أحد ، قالت رضي الله عنها : دخلت على أم
عمارة رضي الله عنها فقلت لها : يا خالة أخبريني خبرك ، فقالت :
خرجت أول النهار أنظر ما يصنع الناس ، ومعي سقاء فيه ماء فانتهيت
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في أصحابه ، والدولة
والريح للمسلمين ، فلما انهزم المسلمون انحزت إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقمت أباشر القتال ، وأذب عنه بالسيف ، وأرمي عن
القوس حتى خلصت الجراح إليّ ، قالت أم سعد : فرأيت على عاتقها
جرحاً أجوف له غور ، فقلت لها: من أصابك بهذا ؟ قالت أم عمارة:
ابن قمئة أقمأه الله ، لما ولى الناس عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم أقبل يقول : دلوني على محمد ، لا نجوت إن نجا ، فاعترضت له
أنا ومعصب بن عمير وأناس ممن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم فضربني هذه الضربة. ولقد ضربته على ذلك ضربات، ولكن
عدو الله كان عليه درعان.
صور من سير الصحابيات ، لعبدا لحميد السحيباني ، ص261 | |
| | | حبيبة عائشة عضو متميز
عدد المساهمات : 200 نقاط : 51791 تاريخ التسجيل : 22/10/2010 العمر : 37
| موضوع: رد: سلسلة صحابيات حول الرسول صلى الله عليه وسلم الأحد مايو 08, 2011 10:04 am | |
| أميمة بنت صبيح بنت الحارث
-----------------------------------------
- والدة أبي هريرة الدوسي اليماني، سيد الحفاظ الأثبات .
- نشأ أبو هريرة يتيماً حيث توفي والده وهو صغير ، وعاش في كنف أمه أميمة بنت صبيح بنت الحارث والتي تعرف بأم أبي هريرة .
- قدم أبو هريرة على النبي صلى الله عليه وسلم مسلماً في المحرم من سنة سبع للهجرة ولكن أمه رفضت أن تسلم ، وظلت على شركها مدة
، حتى جاء أبو هريرة يوماً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكو إليه بثه وحزنه وما يؤلمه .
فعن أبي كثير السحيمي قال : حدثني أبو هريرة قال : والله ما خلق الله مؤمناً يسمع بي إلا أحبني ، قلت : وما
علمك بذلك ؟ قال : إن أمي كانت مشركة وكنت أدعوها إلى الإسلام ، وكانت تأبى عليّ ، فدعوتها يوماً ، فأسمعتني في رسول الله صلى
الله عليه وسلم ما أكره ، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي فأخبرته وسألته أن يدعو لها ، فقال : ( اللهم اهد أم أبي هريرة )
، فخرجت أعدو أبشرها ، فأتيت فإذا الباب مجاف ، وسمعت خضخضة الماء، وسمعت حسي فقالت : كما أنت ، ثم فتحت ، وقد لبست
درعها ، وعجلت عن خمارها ، فقالت : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله .
قال : فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبكي من الفرح كما بكيت من الحزن ، فأخبرته ، وقلت : ادع الله أن يحببني وأمي إلى
عباده المؤمنين ، فقال : ( اللهم حبب عبيدك هذا وأمه إلى عبادك المؤمنين ، وحببهم إليهما) .
- لقد كانت أم أبي هريرة مثالاً للجود والكرم ، فقد كان أبو هريرة ذات يوم جالساً مع حميد بن مالك بن خثيم في أرض أبي هريرة
بالعقيق ، فأتاه قوم ، فنزلوا عنده ، قال حميد : فقال : اذهب إلى أمي فقل :إن ابنك يقرئك السلام ويقول : أطعمينا شيئاً ، قال : فوضعت
ثلاثة أقراص في الصحفة وشيئاً من زيت وملح ، ووضعتهما على رأسي ، فحملتها إليهم . فلما وضعته بين أيديهم كبّر أبو هريرة وقال:
الحمد لله الذي أشبعنا من الخبز، بعد أن لم يكن طعامنا إلا الأسودين : التمر والماء .
صور من سير الصحابيات ،ة لعبد الحميد السحيباني ، ص217 | |
| | | حبيبة عائشة عضو متميز
عدد المساهمات : 200 نقاط : 51791 تاريخ التسجيل : 22/10/2010 العمر : 37
| موضوع: رد: سلسلة صحابيات حول الرسول صلى الله عليه وسلم السبت يوليو 02, 2011 3:04 pm | |
| (( سودة بنت زمعة ))
سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس القرشية العامرية
أمها الشموس بنت قيس بن زيد الأنصارية من بني عدي بن النجار، كان تزوجها السكران بن عمرو أخو سهيل بن عمرو، فتوفي عنها، فتزوجها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وكانت أول امرأة تزوجها بعد خديجة .
عن خولة بنت حكيم قالت تعني النبي صلى الله عليه وسلم) أفلا أخطب عليك؟ قال: بلى. قال: فإنكن معشر النساء أرفق بذلك، فخطبت عليه سودة بنت زمعة وعائشة، فتزوجها؛ فبنى بسودة بمكة وعائشة يومئذ بنت ست سنين حتى بنى بها بعد ذلك حين قدم المدينة .
وأخرج الترمذي عن ابن عباس بسند حسن أن سودة خشيت أن يطلقها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فقالت: لا تطلقني وأمسكني، واجعل يومي لعائشة ففعل، فنزلت: [[فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير]] الاية
وأخرجه ابن سعد من حديث عائشة من طرق في بعضها: أنه بعث إليها بطلاقها، وفي بعضها: أنه قال لها: اعْتَدِّي؛ والطريقان مرسلان، وفيهما: أنها قعدت له على طريقه، فناشدته أن يراجعها وجعلت يومها وليلتها لعائشة ففعل .
ومن طريق معمر، قال: بلغني أنها كلمته فقالت: ما بي على الأزواج من حرص، ولكني أحب أن يبعثني الله يوم القيامة زوجا لك .
وقال ابن سعد: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: قالت سودة لرسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: صليت خلفك الليلة، فركعتَ بي حتى أمسكتُ بأنفي مخافة أن يقطر الدم، فضحك، وكانت تضحكه بالشيء أحيانا . وهذا مرسل، رجاله رجال الصحيح
وقال ابن أبي خيثمة: توفيت سودة بنت زمعة في آخر زمان عمر بن الخطاب، ويقال: ماتت سنة أربع وخمسين، ورجحه الواقدي | |
| | | حبيبة عائشة عضو متميز
عدد المساهمات : 200 نقاط : 51791 تاريخ التسجيل : 22/10/2010 العمر : 37
| موضوع: رد: سلسلة صحابيات حول الرسول صلى الله عليه وسلم السبت أغسطس 13, 2011 12:28 pm | |
| زينب بنت خزيمة
زينب بنت خزيمة بن عبد الله بن عمر بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالية
أم المؤمنين
زوج النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-
وكانت يقال لها:
أم المساكين
؛ لأنها كانت تطعمهم، وتتصدق عليهم، وكانت تحت عبد الله بن جحش، فاستشهد بأحد،
فتزوجها النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-.
وقيل:
كانت تحت الطفيل بن الحارث بن المطلب، ثم خلف عليها أخوه عبيدة بن الحارث، وكانت
أخت ميمونة بنت الحارث لأمها، وكان دخوله -صلى الله عليه وآله وسلم- بها بعد دخوله
على حفصة بنت عمر، ثم لم تلبث عنده إلا شهرين أو ثلاثة وماتت في ربيع الآخر سنة أربع
وذكر الواقدي أن عمرها كان ثلاثين سنة
جويرية بنت الحارث
جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن جذيمة
لما قسم رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- سبايا بني المصطلق وقعت جويرية في السهم
لثابت بن قيس بن شماس أو لابن عم له فكاتبته على نفسها، وكانت امرأة حلوة ملاحة
لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه، فأتت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- تستعينه في
كتابتها.
قالت عائشة فوالله ما هي إلا أن رأيتها فكرهتها وقلت: يرى منها ما قد رأيت فلما دخلت
على رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قالت: يا رسول الله أنا جويرية بنت الحارث
سيد قومه، وقد أصابني من البلايا ما لم يخف عليك، وقد كاتبت على نفسي فأعني على
كتابتي، فقال: أوخير من ذلك؟ أؤدي عنك كتابتك وأتزوجك فقالت: نعم ففعل ذلك.
فبلغ الناس أنه قد تزوجها فقالوا: أصهار رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فأرسلوا ما
كان في أيديهم من بني المصطلق، فلقد أعتق الله بها مائة أهل بيت من بني المصطلق، فما أعلم
امرأة أعظم بركة منها على قومها .
عن ابن عباس قال: كان اسم جويرية برة فسماها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم
- جويرية .
وأخرج الترمذي من طريق شعبة بهذا الإسناد إلى ابن عباس عن جويرية بنت الحارث أن
النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- مر عليها وهي في مسجدها، ثم مر عليها قريبا من نصف
النهار فقال: ما زلت على ذلك قالت: نعم قال: ألا أعلمك كلمات تقولينهن سبحان الله
عدد خلقه ... الحديث
وفي صحيح البخاري عن جويرية:
أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- دخل عليها يوم جمعة وهي صائمة فقال: أصمت أمس
قالت: لا قال فتصومين غدا قالت: لا قال: فأفطري .
قيل: ماتت سنة خمسين من الهجرة، وقيل: بقيت إلى ربيع الأول سنة ست وخمسين قاله
الواقدي قال: وصلى عليها مروان وقيل: عاشت خمسا وستين سنة
| |
| | | | سلسلة صحابيات حول الرسول صلى الله عليه وسلم | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
مواضيع مماثلة | |
| |
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|