أخي إمام الأندلس بارك الله فيك
يبدو أنك لا تريد النقاش، بقدر ما تريد التشغيب...ورحم الله الإمام ابن العربي المعافري المالكي حين قال في معرض رده على ابن حزم ـ وهو رد عنيف لا نقبله وكلامنا فيه كلام الذهبي رحمه الله ـ غير أن هذا الكلام منه أوقفني كثيرا وبان لي فيه ذكاء ابن العربي وعلو كعبه في معرفة طرق إسكات المخالف .
قال رحمه الله: "فَأُوصيكُم بوصيتين:أَنْ لاَ تَسْتدلُوا عَلَيْهِم، وَأَن تُطَالبوهم بِالدَّليل، فَإِنَّ المُبْتَدِع إِذَا اسْتدللت عَلَيْهِ شَغَّبَ عَلَيْك، وَإِذَا طَالبته بِالدليل لَمْ يَجِدْ إِلَيْهِ سبيلا" ينظر السير(18/189).
ولهذا أقول لك بارك الله فيك بمنتهى الوضوح: إن السلفية ليست زريبة أو أدغالا يتمرغ فيها من شاء ثم يقوم عنها تاركا لمنهاجها عاقا بشيوخها، السلفية أجل وأعلى من أن تقبل بمن يلمز ويعرض بشيوخها وعلمائها من مثل قولك هداك الله: "لاشك ولاريب أن الكثير من المنتسبين للتيار السلفي وقعوا في التقليد ودخلوا لمتاهة التعصب من أوسع أبوابها..وهذا ماشهده عليهم علماءنا الأجلاء " هكذا بهذه العبارة القاطعة للشك والريب تلقي دعاوى جزافية لو تأملتها لوجدتها جرائم يقطر منها دمك، ويجلد عليها جلدك... ثم زدت الطنبور نغمة فقلت: وهذا ما شهده عليهم علماؤنا الأجلاء...أي علماء تقصد، وهذه النون ـ الضمير ـ التي نسبت إليها العلماء على أي اسم مظهر ترجع.
أي علماء: علماء لندن؟ أم علماء المجلس العلمي؟ أم علماء قندهار؟
ـ المسألة الثانية: من قال لك: إذا رأيت العلج الأمريكي يغتصب أختك أو بنتك فلا تقاومه... وغير ذلك مما تفوهت به، فالجهاد ماض إلى قيام الساعة، ووالله إن كان المسلم يرى كافرا يسطو على شبر من أرض الإسلام أو يمد يده لحرمات الدولة الإسلامية ثم لا يحرك ساكنا ولا يدفعه فبطن الأرض خير له من ظهرها.
السلفيون يا أخي هم أشد الناس غيرة على أعراض المسلمين وحرماتهم، وإنما الخوارج قبحهم الله هم الذين ينبحون على علماء الأمة بالتكفير والتبديع، وهم بين أحضان أكفر أهل الأرض، وحال أبي قتادة وأبي بصير خير شاهد.
المسألة الثالثة: السلفية يا أخي لا تقبل التمييع بدعوى مشروعية الخلاف، ولا ترى التفريق بين العقيدة والأحكام الشرعية العملية...فكل ما ورد الدليل به قبلناه، وكل ما لم يرد رددناه...أما كلام: وقد قال العالم الفلاني بخلاف ذلك فحشو لا يقبله المنهج السلفي لأنه منهج نصوص لا منهج شخوص مفهوم.
وليس كل خلاف جاء معتبرا......إلا خلافا له حظ من النظر
فالمظاهرات لا وجه لها عند السلف، والسلفية تبرأ إلى الله ممن يفتي بجوازها، وكذلك العمل الحزبي...والمشاركة في اللعبة الساسية على وضعها الحالي... وإني أعجب ممن يلهج مكفرا للحكام والقضاة أخذا بعموم قوله تعالى: "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون" ثم هو يفتي بجواز الدخول والمشاركة في البرلمان ؟؟؟؟؟؟
المسألة الرابعة: الإسبال لا يجوز، وصاحبه متوعد بأحد الوعيدين الواردين في الأحاديث، وعلماء السلف على هذا، ومن قال بحمل المطلق على المقيد فقد أخطأ ...والمسألة من كبائر الذنوب
فإن كان ديدات رحمه الله ممن يسبل فقد أخطأ، ودفاعه عن الإسلام مشهور ومشكور عليه، فالدفاع لوحده والإسبال لوحده، فلا داعي للاستدلال على الجواز بمثل هذه القصص.
فهل هذا يعني أن من بان فضله وعلمه فو مغفور له ما يفعله من المناهي؟؟؟؟ أي عقل هذا الذي تتكلم به.